أصحاب عقود ما قبل التشغيل يعتصمون أمام البريد المركزي بالعاصمة تجمع أمس، العشرات من الشباب الموظفين في إطار عقود ما قبل التشغيل على مستوى الساحة المقابلة للبريد المركزي وطالبوا بإدماجهم في مناصب عمل دائمة، وهددوا بمقاطعة الانتخابات التشريعية في العاشر من ماي. وقال المحتجون، إنه على السلطات العمومية أن تتخذ إجراءات ملموسة بضمانها عقود عمل دائمة لصالحهم، مؤكّدين أن ما لا يقل عن 600 ألف شاب لا يزالون رهائن لعقود ما قبل التشغيل، وهدد هؤلاء وهم من أصحاب شهادات جامعية جاؤوا من مختلف ولايات الوطن، بمعاودة الاحتجاج إلى غاية تحقيق مطالبهم، مؤكدين أنهم سيراسلون رئيس الجمهورية لاحقا. وردد المحتجون شعارات "لا انتخاب دون إدماج" ورفعوا لافتة كبيرة كتبوا عليها "احتجاج حتى يتم الإدماج" و "600 ألف عبيد". وقالت مليكة فليل المنسقة الوطنية للجنة الوطنية لعمال عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية "سنقاطع الانتخابات التشريعية إذا لم تستجب الحكومة لمطالب 600 ألف شاب، اغلبهم جامعيون سيجدون أنفسهم في بطالة بعد نهاية عقودهم". وأوضحت فليل، ان اغلب المحتجين حصلوا على عقود توظيف مؤقتة لفترات تتراوح بين (18 إلى 36 شهرا) برواتب ما بين 8 آلاف و15 آلف دينار. وغير بعيد عن مكان الاعتصام، منعت قوات الأمن، أكثر من 200 جندي متعاقد تم تجنيدهم في اطار مكافحة الارهاب، من السير إلى وزارة الدّفاع الوطني لعقد تجمّعهم، وقامت عناصر مكافحة الشّغب بوقف المسيرة قبل انطلاقها في ساحة موريتانيا وسط الجزائر العاصمة، و تم تسجيل بعض الاشتباكات بين الطرفين قبل أن يتفرّق المحتجّون الذين توجّهوا –بعدها- إلى محطة نقل المسافرين ب "تافورة". وفرضت قوات مكافحة الشغب طوقا امنيا لمنع المحتجين من الالتحاق بزملائهم المعتصمين في ساحة الشّهداء، وردد المحتجون شعارات تطالب السلطات بمنحهم تعويضات مادية، ورفعوا يافطات كُتب عليها: "لن نسكت.. سنواصل احتجاجاتنا حتى تُلبى مطالبنا المشروعة والمتمثلة في التّعويض". وصرّح بعض المحتجين "لدينا الحقّ الشّرعي للاستفادة من التعويضات، من منحة الإعاقة، السّكن، والاعتراف بنا كضحايا إرهاب". وأضاف: "لم نكن نخشى من الإرهاب، ولدينا الشّجاعة الكافية لمواصلة احتجاجنا إلى آخر المشوار، ولن يثننا عن مطالبنا وجود الشرطة، سوف ننال حقوقنا عاجلا أم آجلا". وأمام الطوق الأمني الذي فرضته قوّات مكافحة الشّغب، فضّل المحتجّون الانصراف على أمل معاودة تنظيم احتجاجات مماثلة والنّزول إلى الشوارع في الأيام القليلة القادمة للتأكيد على أحقية مطالبهم.