كان رد فعل المناضلين و الراغبين في الترشح على قوائم حزب جبهة التحرير الوطني بعدد من ولايات الشرق أمس غاضبا، و قد استقال عدد من المترشحين الذين لم يعجبهم ترتيبهم على قوائم الحزب للتشريعيات، مثلما حدث بولاية جيجل حيث أعلن خمسة مترشحين من بينهم امرأتان عن انسحابهم من القائمة، و من بينهم مدير التربية لولاية وهران احمد قليل الذي كان ترتيبه الثالث و الطبيب بن عياش موسى النائب السابق الذي تم ترتيبه خامسا و الجراح مقراش نصر الدين الذي وضعته قيادة الحزب على المرتبة السابعة في قائمة ولاية جيجل، كما إستقالت مرشحتان على قائمة الأفلان كانتا على القائمة الإضافية هما مفتشة التعليم المتوسط بوسديرة فيروز و الأستاذة الجامعية كيحل حنان، وكان أعضاء من اللجنة المركزية للحزب قد نظموا أمس تزامنا مع الإعلان عن القائمة و قفة احتجاج امام مقر المحافظة بمدينة جيجل و أصدروا بيانا عبروا فيه عن سخطهم و عدم رضاهم عن الأسماء التي حملتها قائمة الحزب و على رأسها السيد كحال نور الدين متبوعا بالطبيب البيطري مليط، ووصف بيان الغاضبين القائمة بأنها أعدت بعشوائية و دون انتقاء للكفاءات محملين الأمين العام مسؤولية ما قد يحدث من اخفاق للحزب في معركة التشريعيات. من جانبه رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية بسكرة عبد الحميد بوسنة أعلن أمس عن انسحابه من قائمة الأفالان و عبر عن عدم دخوله الانتخابات التشريعية كما فعل الأستاذ الجامعي الدكتور كزار الذي تم وضعه في المرتبة الحادية عشر على القائمة، و كان عدد من المناضلين و إطارات الحزب بعاصمة الزيبان قد نظموا تجمعا احتجاجيا أمس عبروا فيه عن امتعاضهم من اختيارات قيادة الحزب للمترشحين، ووصفوا الأمر بأنه انحياز للمال و لمنطق "الشكارة" و تغليب للجهل على العلم، كما ان الاختيار وقع على شخص قالوا انه فشل في التسيير البلدي و الانتخابي. بولاية الطارف استقال الساسي لعبادلية رئيس غرفة الفلاحة بعد ترتيبه ثالثا على قائمة الأفالان، كما رفض عدد من المترشحين التوقيع على وثائقهم الإدارية المتضمنة في ملفات ترشحهم لدى مديرية التنظيم و الشؤون العامة، نهار أمس و بصعوبة أقنعهم أمين المحافظة بالتوقيع كي لا يتم رفض القائمة التي أثارت غضب و حنق مناضلين من 14 قسمة للأفلان أصدروا بيانا طالبوا فيه المكتب السياسي بمراجعة القائمة، التي أقصيت منها جهات و دوائر كبيرة معروفة بكبر وعائها الانتخابي لصالح "الأفالان"، و قال بيان القسمات الأربعة عشر بالطارف أن دوائر الذرعان و القالة و بوحجار لم يكن منها مترشحون على قائمة الأفالان و أعلنوا عن تجميد كافة النشاطات الحزبية على مستواهم قائلين أن متصدر قائمة "الأفالان" بالطارف ناصر رابح وهو برلماني سابق و مهندس متقاعد من مؤسسة "أسميدال" سبق له أن انسحب من الأفالان عندما تم ترتيبه الرابع على قائمة الحزب لتشريعيات 2007.من جهتهم أعلن أمس عدد من إطارات حزب جبهة التحرير الوطني بالمسيلة الذين نظموا حركة احتجاجية حاشدة أمام مقر المحافظة ضمت منتخبين و أعضاء مكتب المحافظة وأمناء القسمات ومناضلي الحزب عن تأسيس اللجنة الولائية لإنقاذ جبهة التحرير الوطني بالولاية والتي تطالب بتنحية الأمين العام عبد العزيز بلخادم من قيادة الحزب بعد فشله في رص صفوفه ولم شمل أبنائه. المحتجون الذين نددوا بالخروقات التي قالوا أن قيادة الحزب وعلى رأسها الأمين العام ارتكبوها من خلال ما أفرزته قائمة مرشحي الحزب لتشريعيات مايو القادم ناشدوا في بيان رقم واحد أعضاء اللجنة المركزية الممثلين لمحافظة المسيلة وجميع ممثلي محافظات الوطن العمل الفوري على جمع التوقيعات من أجل عقد دورة استثنائية عاجلة للجنة المركزية لتصحيح مسار الحزب وإرجاعه إلى الطريق الصحيح وتنحية الأمين العام الذي فشل حسبهم في مهمته . ودعوا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة باعتباره الرئيس الفعلي والشرعي للحزب بالتدخل العاجل من أجل "تصحيح ما أفسده أشباه المناضلين الذين احتكموا إلى منطق الشكارة والمال في اختيار مرشحي الجبهة على حساب منطق الكفاءة والنزاهة" حيث أن هذه القائمة لقيت رفضا قاطعا من طرف كل مناضلي محافظة المسيلة بصفة خاصة وسكان ولاية المسيلة عامة .وأن مثل هذه القرارات الارتجالية واللامسؤولة يقول موقعوا البيان ستجر "الآفلان" إلى الخيبة وفقدان أصواته في الولاية خاصة بعد أن سارعت ثلاثة أسماء "أفلانية" إلى الترشح في قوائم حرة .كما علمت النصر أمس، أن أغلبية المرشحين الذين تضمنتهم قائمة الحزب العتيد بالآفلان قرروا الاستقالة احتجاجا على الترتيب الذي لم ينل رضاهم، وبذلك قرر المرشحون بداية من المرتبة الرابعة فما أدنى الاستقالة جماعيا، ما سيضع الحزب أمام معضلة كبيرة، وهو التطور الذي جاء عقب احتجاج مناضلي الآفلان على قائمة المرشحين للحزب للتشريعيات، والذي تمخض عنه أمس إجراء تغيير طفيف في سلّم الترتيب دون تنحية المرشحين بعد أن كان المطلب الأول للمعارضين تنحية أسماء النواب الأربعة السابقين من القائمة، حيث لم يطرأ على القائمة سوى تغيير واحد تمثل في وضع المرشح السادس وهو علي ملاخسو رئيس المجلس الشعبي البلدي بباتنة في المركز الرابع وتم تحويل النائب الحالي نزار الشريف من المركز الرابع إلى المرتبة السادسة في مكان "المير"، وذلك في وقت أكد فيه المعارضون للقائمة مواصلتهم غلق مقر محافظة الحزب وعدم تأطير الانتخابات ومراقبتها من طرف اللجان المستقلة لمراقبة الانتخابات وقالوا بأن الحزب سيتلقى ضربة في عاصمة الأوراس بتقهقره واتهموا القيادة السياسية للحزب بتعمد ذلك.بولاية البليدة تزامن الإفراج النهائي عن قوائم المترشحين بولاية البليدة مع احتجاجات على قائمة الأفلان، التي ضمّت نائبين في البرلمان ومستشار بلخادم سيدي موسى، بحيث قام العشرات من المناضلين بقسمة الآفلان بوقفة احتجاجية أمس بعد أن تفاجئوا لمتصدّر القائمة النائب الحالي جلوط محمد الذي لا يملك رصيدا نضاليا بالحزب حسبهم بحيث ترشّح في تشريعيات 2007 عن طريق حزب "الطبيعة والنمو" أين تمكن من الصعود إلى قبة البرلمان قبل أن يستقيل من هذا الحزب وينضم إلى الآفلان كما احتج المناضلون على وجود مستشار بلخادم سيدي موسى في المرتبة الثانية والنائب الحالي قسوم رابح في المرتبة الثالثة .