اندلعت النيران في مفرغة عشوائية قرب مدينة مجاز عمار غربي قالمة، صباح أمس الثلاثاء، وغطت سحب الدخان الملوث عدة مدن بحوض سيبوس، بينها قالمة بن جراح، بن طابوش، البطومة، صالح صرفاني، الفجوج وهليوبوليس، بعد أن نشرتها الرياح على نطاق واسع. وغطى الدخان أيضا الطريق الوطني 20 المحاذي للمفرغة، وحقول زراعية و ورشة بناء جسر على نهر سيبوس، وقد حاولت الجرافات ردم البؤر المشتعلة وسط المفرغة على ما يبدو، لكن النيران بقيت مشتعلة ساعات طويلة وقد يستمر تصاعد الدخان الملوث حتى الليل. وليست هذه المرة الأولى التي تشتعل فيها النار بمفرغة مجاز عمار المحاذية للطريق الوطني 20 ومجرى نهر سيبوس، و قالت مصادر من بلدية مجاز عمار للنصر في وقت سابق، بأن البلدية غير قادرة في الوقت الحالي على إيجاد حل لهذه المفرغة العشوائية، التي أصبحت تشكل خطرا على السكان و البيئة والحقول الزراعية ومصادر المياه. وتعاني 12 بلدية تقع غربي قالمة من انتشار المفارغ العشوائية بالوسط الطبيعي، وقرب التجمعات السكانية، وتعمل السلطات على بعث مشروع بناء مركز للردم التقني بالمنطقة، للقضاء النهائي على مشكلة النفايات المنزلية. وتنبعث غازات سريعة الاشتعال من المفارغ العشوائية، نتيجة حدوث تفاعلات كيماوية، وعندما تلامس هذه الغازات الهواء تشتعل وتؤدي إلى حريق كبير يستمر عدة أيام، ملتهما كل أنواع النفايات المتواجدة بالمفرغة. ويوجد بولاية قالمة مركز تقني واحد لردم النفايات المنزلية، وأمام توسع المدن والقرى وتزايد الكثافة السكانية، لم يعد المركز المتواجد ببلدية هليوبوليس، قادرا على استيعاب الكميات الضخمة من النفايات القادمة من البلديات، التي تعاني من انتشار المفارغ العشوائية، التي تسببت أيضا في حرائق الغابات والحقول الزراعية هذا الصيف.
