كثافة سكانية متزايدة و أزمة عقار حادة تعد بلدية مجاز عمار الواقعة غرب قالمة على ضفاف نهر سيبوس الكبير، واحدة من بين البلديات الأكثر تضررا من أزمة العقار الحادة التي أثرت على التنمية المحلية، و شكلت تحديات كبيرة للمجالس الشعبية المتعاقبة على ثالث أصغر بلدية من حيث المساحة بولاية قالمة، بعد قلعة بوصبع و رأس العقبة بمساحة لا تتجاوز 38 كلم2 لم تعد قادرة على استيعاب مزيد من السكان بسبب طبيعة المنطقة المقسمة بين التضاريس الجبلية و المحيطات الزراعية المسقية التي يمنع البناء فيها بقرار من الحكومة.
و تتميز بلدية مجاز عمار التي يقطنها نحو 8 آلاف نسمة بخصوصية تميزها عن باقي بلديات قالمة، فهي مقسمة إلى 6 تجمعات سكانية كبرى كل واحدة لها خصوصيتها و مشاكلها التنموية، و في مقدمتها أزمة العقار التي دفعت بالسكان إلى التوجه نحو المرتفعات الجبلية لبناء مساكنهم الريفية الجديدة التي تمنح لهم من سنة لأخرى. و يعد مركز مجاز عمار من بين المواقع الأكثر تضررا من ندرة أراضي البناء المخصصة للسكن و مرافق التعليم، و الصحة، و لم تعد هناك مساحة كافية لتوطين المشاريع الجديدة التي يحتاجها السكان في المستقبل، كالثانوية و ملاعب الرياضة و المسابح و النوادي، و غيرها من الخدمات الأخرى المرهونة بوفرة العقار. و من بين التجمعات الثانوية المتضررة من أزمة العقار ببلدية مجاز عمار قرية صالح صالح التي أصبحت محاصرة بين وادي سيبوس، و أراضي المستثمرات الفلاحية التي تعد من أجود الأراضي المسقية بالمنطقة، و يخوض المزارعون هناك معركة مضنية لحماية مستثمراتهم، و منع الاسمنت من الزحف عليها، لكن الكثير منهم أصبح أمام خيار صعب و خاصة هؤلاء الذين يحوزون على مساحات زراعية محاذية للنسيج العمراني. مرتفع بني قايد..ملاذ الهاربين من أزمة العقار بمجاز عمار و قال رئيس بلدية مجاز عمار رابح قريني للنصر بأن الحل الوحيد للتخفيف من أزمة العقار بالمنطقة هو إنشاء مزيد من مخططات شغل الأراضي، و خاصة حول مركز البلدية، حيث مازالت الآمال معلقة على مساحة أرضية محاذية لتعاونية الخدمات الفلاحية الواقعة بالضاحية الشرقية للمدينة، و هذا لاستقبال المشاريع الجديدة في مجالات السكن و الخدمات. و حسب المتحدث فإن مركز البلدية قد اختنق تماما و أصبحت المرتفعات الجبلية هي الحل الوحيد لتوطين مشاريع البناء الريفي، كما يحدث بمرتفع حي بني قايد أين يجري بناء تجمع ريفي جديد لمواجهة أزمة السكن الخانقة التي يعاني منها سكان مركز البلدية. و تعد قرى البطومة، صالح صرفاني و بني قايد المتنفس الوحيد للسكان الحاصلين على إعانات البناء الريفي، و المشرفين على قطاعات التعليم و الصحة و السكن، و بدأت هذه التجمعات تستقبل السكان الجدد الهاربين من حصار أزمة العقار التي باتت تهدد مستقبل التوسع بواحدة من أكثر البلدية عرضة لزيادة السكان خلال السنوات القادمة بولاية قالمة. و باستثناء أزمة العقار فإن بلدية مجاز عمار قد حققت مكاسب كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث استفادت كل تجمعاتها السكانية من الكهرباء و الغاز و المياه، و لم تبق إلا التهيئة ببعض الأحياء السكنية بينها حي صالح صرفاني الذي يعد بمثابة مستقبل التوسع العمراني ببلدية مجاز عمار. و يرى المتتبعون لملف الاحتياطات العقارية ببلدية مجاز عمار بأنه بات من الضروري عقلنة استغلال ما تبقى من جيوب البناء بقرى بن طابوش، صالح صرفاني، البطومة، الزعرورة و بني قايد، و هذا في انتظار إيجاد حلول مستقبلية لمشكل العقار الذي تحول إلى تحد كبير في وجه التنمية المحلية بالمنطقة. و قد زحف العمران على أكثر من 120 هكتارا من أراضي بلدية مجاز عمار بما فيها مركز البلدية المتربع على مساحة 30 هكتارا تعاني من كثافة سكانية كبيرة، تليها قرية صالح صالح التي لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من العمران، و بالكاد وجدت سلطات قالمة موقعا لبناء متوسطة جديدة هناك لوضع حد لمعاناة تلاميذ القرية الريفية العريقة. فريد.غ