يواجه قطاع النفايات المنزلية بولاية قالمة، تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، بعد تمدد العمران و زيادة الكثافة السكانية المنتجة للنفايات بكميات كبيرة، تكاد تخرج عن سيطرة البلديات و تتحول إلى مشكلة بيئية و صحية و اقتصادية، لما للنفايات المنزلية من تأثير على قطاعات الزراعة و الموارد الطبيعية و السياحة و غيرها من القطاعات الأخرى ذات العلاقة المباشرة بصحة السكان و إطار الحياة العامة. و قد أحصت مديرية البيئة بقالمة، 27 مفرغة عشوائية عبر مختلف مناطق الولاية و تقدمت باقتراح لإزالة 10 منها في إطار الصندوق الوطني للبيئة و الساحل و بناء مركز جديد للردم التقني ما بين البلديات لتخفيف الضغط عن مركز بوقرقار ببلدية هليوبوليس و القضاء على المفارغ الفوضوية المنتشرة بالوسط الطبيعي، كما يحدث ببلديات سلاوة عنونة مجاز عمار، وادي الزناتي، عين رقادة، الركنية، حمام دباغ و هواري بومدين. و لم يتوقف السكان و المزارعون المجاورون للمفارغ العشوائية، عن المطالبة بإيجاد حل للنفايات المنزلية التي تحولت إلى خطر كبير على الصحة و الحقول الزراعية و الثروة الحيوانية و الحياة البرية، حيث تعد مواقع تجميع النفايات في الوسط الطبيعي المفتوح من بين اخطر الموائل البيئية بالمنطقة لما لها من تأثير كبير على المناخ و الموارد الطبيعية و الصحة. و تعمل مديرية البيئة بقالمة، على إعداد دراسة تقنية ممولة من صندوق التضامن و الضمان للجماعات المحلية لإنجاز المركز الجديد لردم النفايات، لكن مشكل الأرضية يبقى بمثابة التحدي الكبير نظرا للرفض الذي يبديه السكان تجاه كل ما يؤثر على الصحة و الوسط الطبيعي. و يعتقد المهتمون بشؤون البيئة في ولاية قالمة، أن مراكز الردم التقني للنفايات ليست الحل الأمثل و المستديم للسيطرة على الوضع البيئي المتفاقم و خاصة بالأحواض السكانية الكبرى، مؤكدين على أن تنشيط و دعم قطاع الفرز و الاسترجاع و التخلص من استعمال البلاستيك في الحياة اليومية، هو السبيل الوحيد للتخفيف من وطأة النفايات المنزلية التي تكتسح الأحواض السكانية الكبرى و تكاد تخرج عن السيطرة، حيث تتعرض فرق النظافة بالبلديات إلى إنهاك كبير و لم تعد قادرة حتى على تنظيف المدن و القرى من المفارغ المتواجدة داخل المحيط العمراني و نقل النفايات إلى المفارغ العشوائية. و ليست النفايات المنزلية وحدها ما يثير القلق بولاية قالمة، فقد تحولت الكثير من المفارغ العشوائية المحصية و غير المحصية، إلى مواقع للتخلص من النفايات الخاصة، كمواد البناء و النفايات الطبية و المطاط و النفايات الالكترونية و الكهربائية. و يعاني السكان القريبون من المفارغ الفوضوية بالوسط المفتوح، من الروائح و الدخان السام الناجم عن الحرق العمدي و الطبيعي للنفايات و تكاثر الناموس و تلوث الهواء و تشويه الوسط الطبيعي بالأكياس البلاستيكية التي تنقلها الرياح إلى مسافات بعيدة.