تصدر عرش النمامشة بجناحيه “البريشي”و”العلواني” حصة الأسد للقوائم، حيث عهد لأبناء هذا العرش وإطاراته جر قاطرة 24 قائمة انتخابية منها قائمتان حرتان، وبهذا الإجراء تكون الأحزاب قد غازلت “النمامشة” باعتباره الوعاء الانتخابي الأكبر حيث عهدت له بتصدر القوائم بنسبة تصل إلى 54 بالمائة، و نال الجناح البريشي 38 بالمائة فيما حاز الجناح العلواني على 15 بالمائة. و احتل عرش “أولاد يحيى” الذي يعد ثاني الأوعية الانتخابية بولاية تبسة المركز الثاني من حيث عدد متصدري القوائم، حيث تصدر أبناء هذا العرش 10 قوائم منها 3 حرة أي بنسبة 22 بالمائة من مجموع متصدري القوائم، فيما ظفر عرشا “أولاد عبيد وأولاد دراج” بتصدر 4 قوائم لكل منهما بنسبة إجمالية تقارب 9 بالمائة، أما بالنسبة للأقليات الأخرى فقد سجلت هي الأخرى حضورها بتصدر قائمتي حركة الشبيبة والديمقراطية والجبهة الوطنية للحريات،وأمام هذه النسبة المتباينة في مغازلة الأعراش يلاحظ التركيز الكبير على الوعاء البريشي من النمامشة مما سيقسم أصوات هذا الوعاء ويشتته وقد يكون في صالح قوائم أخرى، و أهم ما يلاحظه المتمعن بعد انتهاء معركة الترشيحات وقرب دخول معركة إقناع الناخبين بولاية تبسة، هو ظهور التكتلات القبلية والعودة إلى النفخ في رماد العشيرة في ولاية يغلب عليها التصويت العشائري والقبلي، كما بدأت مرحلة الحديث عن الانشقاقات وتمرد بعض مناضلي الأحزاب عن قياداتهم المحلية والمركزية في الظهور مجددا، غير أن أهم ما يميز استحقاق 10 ماي 2012 عن سابقيه من الاستحقاقات الانتخابية هو كثرة القوائم، حيث سيسمح ذلك للناخبين من توسعة دائرة الاختياربين المترشحين، مما سيصعب من تزكية الأفضل منهم، و سينزل بالمقابل من قيمة المقعد إلى حدود 5000 صوت لكل مقعد برلماني وفق المهتمين بالعملية بدلا من 14000 صوت،والمتتبع للمشهد السياسي هذه الأيام وبعد انتهاء فترة إيداع القوائم ووضوح الرؤية تدريجيا يلاحظ المتتبعون مغازلة الأحزاب للأعراش الكبرى طمعا في أوعيتها الانتخابية، وهو ما تفطنت إليه بعض الشخصيات التي راهنت على القوائم الحرة للرد على بعض الأحزاب التي لم تختارها ، فقد وضعت قرابة 20 قائمة ثقتها في إطارات من عرش النمامشة بجناحيه البريشي والعلواني موكلة إلى هذه الإطارات جر قوائمها في التشريعيات، فيما حاولت أحزاب وقوائم أخرى القفز على هذا العادة بالخروج عن المألوف وتجديد ثقتها في إطارات من الاعراش الأخرى، حيث احتل عرش أولاد يحيى المركز الثاني من حيث متصدري القوائم،ومست الرهانات كذلك العديد من الاعراش، وهو ما سيطرح بعض الصعوبات لبعض القوائم التي غازلت نفس الأوعية الانتخابية، مع العلم أن 3 أعضاء بالمجلس الشعبي الوطني الحالي فضلوا المغامرة والرغبة في دخول البرلمان مجددا ويتعلق الأمر بكل من محمد جميعي متصدر قائمة الآفلان ونائبه الوافي السبتي بالإضافة إلى إبراهيم مسعي الذي فضل دخول السباق تحت لواء الجبهة الوطنية الجزائرية، كما اختار رئيس بلدية قريقر الحالي عباد عباس الترشح تحت مظلة التجمع الجزائري ورئيس بلدية الكويف المكي براهمية الترشح باسم الجبهة الوطنية للأحرار من اجل الوئام، و مير بئر مقدم الذي رتب ثانيا في قائمة الأرندي ، أما بالنسبة لرئيس بلدية تبسة الأسبق الدكتور محمد قحقاح فقد اختار هذه المرة جبهة الحكم الراشد لسباق التشريعيات،كما تضم القوائم رئيس المجلس الولائي الأسبق الهاشمي بخوش المترشح باسم حزب الحرية والعدالة، ولا تخلو القوائم من عدد من المنتخبين المحليين بالمجلس الشعبي الولائي والبلديات، واللافت للانتباه أن الحركة الوطنية للأحرار اختارت السيدة عائشة رايس لتصدر قائمتها وهو نفس الإجراء الذي ذهبت إليه حركة الشبيبة الديمقراطية التي رشحت السيدة سارة كرايمية. وكانت مديرية التنظيم والشؤون العامة قد سجلت مع انتهاء فترة إيداع القوائم الانتخابية 44 قائمة انتخابية منها 38 قائمة تمثل الأحزاب والتشكيلات السياسية القديمة منها والجديدة،حيث استوفت 6 قوائم حرة الشروط القانونية وهي قائمة “التحدي “التي يتصدرها نقيب المحامين محمد قواسمية والتقويمية التي يتصدرها الشريف حطابي، والعزة والكرامة التي سيجر قاطرتها السيد إبراهيم بلغيث، فيما تصدر الطبيب بوخانون صحراوي القائمة الحرة” الوعد الحق” واسند راس القائمة الحرة “الوفاء بالعهد” للسيد خالد بوجابر، فيما تصدر القائمة الحرة “التجديد من اجل الجزائر” السيد الطاهر بن شرقية، و بالمقابل عجزت 4 قوائم حرة أخرى سبق لها أن سحبت استمارات الترشح عن توفير النصاب القانوني من التوقيعات والذي يعادل 3200 توقيع.