أكّد خبراء ومحللون ، أمس، أن الدبلوماسية الجزائرية كانت دائما فعالة وواقعية و تجمع شمل الفرقاء، وأكدوا أن الجزائر وبفضل عقيدتها الدبلوماسية ووقوفها على مسافة متساوية من جميع الفرقاء ، لها من المصداقية ما يمكنها من لم شمل الأمة العربية، ويرون أن القمة العربية، ستتوج بأمور ميدانية وفعلية، وأن الفرصة مواتية لبحث الأمور العربية، بكل جرأة وبكل شجاعة وأشاروا إلى أن هناك جدية وآليات لمحاولة تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه. وأوضح المحلل السياسي، البروفيسور إدريس عطية في تصريح للنصر، أمس، أن الجزائر اليوم تقدم ورقة طريق هامة جدا للدول العربية، من خلال تأكيدها على أن لم الشمل ليس فقط مجرد شعار يطرح لهذه القمة وإنما بإمكانه أن يتحول إلى مشروع إقليمي تتمسك به الدول العربية. و اعتبر أن مخرجات الحوار بين وزراء الخارجية العرب أكدت على توافق الدول العربية في العديد من القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية وكذلك القضية الليبية إلى جانب القبول بكل الاقتراحات التي قدمتها الدول العربية وهذا يعكس مدى اهتمام الدول العربية، بقمة الجزائر وبالعرض المتمثل في لم الشمل الذي تقدمه الجزائر. وأضاف أن الجزائر تتمتع بمصداقية عالية لدى كل الدول العربية وتريد تطوير اهتمامها إلى عمل حقيقي من خلال بعث آليات جديدة للعمل العربي المشترك، من خلال التركيز على التوجهات الاقتصادية الأساسية وهي ظاهرة في 24 توصية التي تبناها المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي وأيضا من خلال الاهتمامات بقضايا ذات أهمية كبيرة كالأمن الغذائي العربي والأمن الصحي والطاقوي وهي اقتراحات ملحة لعدد كبير من الدول العربية، على أساس الاستثمار في هذا التنوع الطبيعي والجغرافي والمناخي في الدول العربية إلى جانب الإصرار الجزائري والفعالية العالية للدبلوماسية الجزائرية من أجل تقريب وجهات النظر. «إعلان الجزائر» سيشمل العديد من الملفات والقضايا والتوافقات وتابع قائلا: أن الجزائر وبعد إعلانها لم الشمل الفلسطيني ، هناك إعلان جديد سوف يتم تتويجه من خلال لقاء القادة العرب وتحت نفس التسمية والعنوان يسمى ب»إعلان الجزائر» والذي سوف يشمل العديد من الملفات والقضايا والتوافقات العربية العربية. وقال في السياق ذاته، أن توافق الجزائر سوف يجسد أرضية عمل جديدة للعالم العربي، في إطار إعادة الروح للنظام الإقليمي العربي و إصلاح جامعة الدول العربية وتعزيز دورها إقليميا وعالميا و أيضا الاهتمام ببؤر التوتر ومناطق الهشاشة في العالم العربي ككل. كما أشار المحلل السياسي، البروفيسور إدريس عطية، إلى إشادة كل ضيوف الجزائر من مسؤولين وقادة ووزراء بفعالية التحضيرات التي قامت بها الجزائر ، سواء من خلال جعل القمة، بدون ورق والتحضيرات التكنولوجية العالية والتحرك الدبلوماسي والتقني الجزائري وأيضا المعالجة الإعلامية والتي تؤكد كلها - كما أضاف-، على قوة وقدرة الجزائر الاستيعابية لاحتضان مثل هذه القمة وتعزيز توجهاتها الدبلوماسية ، على مستوى المنطقة، بما يخدم دائما الوحدة العربية ويعمل على بعث آليات العمل المشتركة، من خلال أيضا إدراج المجتمع المدني كفاعل جديد داخل الجامعة العربية، رغم أن الجامعة العربية، هي جامعة دول ولكن بإمكانها أن تفتح المجال للمشاركة الشعبية، من خلال تنظيمات المجتمع المدني، وبالتالي قد يكون للحركة الجمعوية دور بارز في الأعمال المستقبلية لجامعة الدول العربية. ومن جانبه، أوضح أستاذ القانون الدولي العام بكلية الحقوق بجامعة الجزائر 1 البروفيسور العايب علاوة، في تصريح للنصر، أمس، أن الدبلوماسية الجزائرية وحتى قبل استرجاع السيادة الوطنية، كانت دائما فعالة وواقعية ومنضبطة ودقيقة وصارمة، والدليل على ذلك أنها دائما تجمع شمل الفرقاء وتحاول إصلاح ذات البين، بين دول كثيرة في العالم، سواء كانت دول عربية أو غير عربية والأمثلة كثيرة ومتعددة. وأضاف أن الجزائر بهذه الصفة اكتسبت نوعا من المصداقية وكانت عقيدة الدبلوماسية الجزائرية، لم شمل جميع الفرقاء في العالم، فمن باب أولى لم شمل الاخوة والأشقاء العرب والمسلمين . واعتبر البروفيسور العايب علاوة، أن القمة العربية هذه المرة في الجزائر في دورتها العادية ال31، حققت وستحقق سبقا دبلوماسيا، من حيث أنها أولا بدأت، بلم شمل الاخوة الفلسطينيين بجميع فصائلهم في الجزائر، لأن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية بالنسبة للأمة العربية والإسلامية وهذه خطوة جد إيجابية. ومن جانب آخر، أشار إلى أن هناك ملفات لا زالت عالقة فيما يخص جامعة الدول العربية و منها القضية السورية واليمنية والليبية، بحيث لا زالت الأمور عالقة بشأن هذه القضايا، مضيفا أن الجزائر تسعى من أجل محاولة ترميم الشروخات التي وقعت في العشر سنوات الماضية، فيما يخص الدول العربية والشعوب العربية . وأوضح أن الشعوب العربية دائما تواقة لأن تتوحد ويلتئم شملها، خاصة وأن هناك الكثير ما يجمعنا ولا يفرقنا إلا التدخلات الأجنبية، لافتا إلى التاريخ والماضي والحاضر والمستقبل الواحد وأيضا لغة واحدة ودين واحد وطموح وأماني واحدة وبالتالي هذه كلها عوامل من شأنها أن تساهم مساهمة فعالة في لم والتئام الصف العربي لتوحيد المواقف. الفرصة مواتية لبحث الأمور العربية بكل جرأة و شجاعة ويرى البروفيسور العايب علاوة، أن الفرصة مواتية لبحث الأمور العربية، بكل جرأة وبكل شجاعة، حتى يتم إصلاح الجامعة العربية نفسها والتي تحتاج إلى إصلاح و بكل شجاعة علينا أن نواجه هذه القضية والوقوف عند نقاط الضعف ونقاط القوة في هذه الجامعة -كما قال- . وأضاف أن الجزائر وبفضل عقيدتها الدبلوماسية ومصداقيتها وحيادها ووقوفها على مسافة متساوية من جميع الفرقاء، لها من المصداقية ما يمكنها هذه المرة من تحقيق ما نسميه بالوحدة العربية أو على الأقل لم شمل الأمة العربية في نقاط مشتركة ومصالح مشتركة ومستقبل مشترك يهم الشعوب العربية بصفة خاصة والشعوب الإسلامية بصفة عامة. وأكد أستاذ القانون الدولي العام، أن بوادر نجاح القمة العربية، بدأت تظهر منذ اجتماع المندوبين الدائمين واجتماع وزراء الخارجية العرب، لافتا إلى أن الجزائر لم تقصر ووضعت كل الإمكانيات المادية والبشرية والسياسية في خدمة هذه القمة، لأنها تعلق عليها آمالا كثيرة. كما اعتبر أن الواقع الدولي وما يدور حوله من أزمات وحروب ومشاكل، من شأنه أن يساعد على توحيد الأمة العربية، تحت لواء الجامعة العربية، بشرط أن يتم إصلاح هذه الجامعة والنظر بكل موضوعية في ما حققته وما لم تحققه وما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك، لإصلاحها بطريقة جدية وموضوعية. وأشار إلى الصراعات والحروب على المستوى الدولي والعالمي وبداية نهاية عهد الأحادية القطبية وبداية بزوغ ما يسمى بعالم ديموقراطي متعدد الأقطاب، خاصة مع ظهور منظمة «البريكس» والتي تضم دولا كبيرة وفاعلة مثل روسيا والصين والهند، وبالتالي الظرف مساعد هذه المرة لكي يؤدي إلى ضرورة لم شمل الأمة العربية لمواجهة هذه المخاطر و التحديات، مشيرا إلى أن الدول العربية لها من الإمكانيات ومن الموارد البشرية والطبيعية ما يؤهلها أن تكون مستقلة في قراراتها على المستوى العالمي. وأضاف أن الوضع متردي وخطير خاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من بطش وتقتيل في تحدي للقانون الدولي وللشعوب وللعالم كله، وبالتالي لو كانت الجامعة العربية والدول العربية قوية لما قام العدو الصهيوني بما يقوم به ولما تجرأ على القيام بما يقوم به يوميا، وعليه يجب أن نعطي درسا لأعداء الأمة العربية، في لم شمل الأمة العربية وفي أرض الجزائر بالذات وفي هذا التاريخ الرمزي، أول نوفمبر. ويرى البروفيسور العايب علاوة، أن هذه المعطيات سواء كانت داخلية أو خارجية، كلها تصب في لم شمل الأمة العربية، على الأقل من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والبيئية كمرحلة أولى و في مراحل أخرى، من الناحية السياسية، بحيث يكون الحد الأدنى من الاتفاق والتوافق سياسيا لمواجهة الكتل والدول الأخرى التي تنظر دائما للأمة الإسلامية والعربية على أنها خطر عليها، نظرا لما لها من مقومات النجاح ومقومات الصمود والفعالية . وخلص إلى التأكيد على أن هذه القمة، ستتوج بأمور ميدانية وفعلية، تتمثل في «إعلان الجزائر» ، حول واقع وآفاق ومستقبل الجامعة العربية والأمة العربية، وأشار إلى أنه كما حدث بتوقيع الفصائل الفلسطينية على» إعلان الجزائر» و أيضا إعلان قيام الدولة الفلسطينية في عام 1988 بالجزائر، ستتوج أيضا القمة العربية في الجزائر ب «إعلان الجزائر» والذي يمهد لمرحلة جديدة في العلاقات بين الدول العربية أولا وعلى مستوى جامعة الدول العربية ثانيا. عودة الجزائر إلى أداء دورها الطبيعي سيكون فارقا ومؤثرا ومن جانبها، أوضحت أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتورة عابر نجوى في تصريح للنصر، أمس، أن الدبلوماسية الجزائرية لها مسار تاريخي لامع وإنجازات دبلوماسية مشهودة وأضافت أن عودة الجزائر إلى أداء دورها الطبيعي في إطارها الإقليمي، الإفريقي والعربي، سيكون فارقا ومؤثرا، خاصة في ظل تسارع التجاذبات الإقليمية والتوجه لإعادة بناء التوازنات والمحاور والتحالفات. واعتبرت أن الجزائر تبدو أكثر الموثوقين والمؤهلين لأداء أدوار متقدمة في الملفات الخلافية وأيضا كوسيط موثوق في حل النزاعات، سواء في محيطها العربي أو الافريقي. وأضافت أن الدبلوماسية الجزائرية، تتمتع بالمرونة والمصداقية بالنظر إلى مسار الدولة كوسيط في حل النزاعات الدولية والإقليمية وأيضا بالنظر إلى السياسة الخارجية المتزنة وموقع الحياد في عدة ملفات، ما مكنها من أن تكون الوسيط الموثوق والحيادي والقادر على إحداث التوافق والتأثير الإيجابي. هناك جدية وآليات لمحاولة تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه ومن جانبه، اعتبر المحلل السياسي، الدكتور إسماعيل دبش في تصريح للنصر، أمس، أن هناك فرق في العمل العربي المشترك هذه المرة في القمة العربية بالجزائر ووعود العمل العربي المشترك في القمم الأخرى، حيث توجد، جدية وآليات لمحاولة تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه ، بداية بالقضية الفلسطينية ، لافتا في هذا الإطار إلى أنه تم تنفيذ الوحدة الفلسطينية، قبل انعقاد القمة، منوها بالعمل الذي قامت به الجزائر، لإنجاح القمة العربية. ومن جهة أخرى ، اعتبر المحلل السياسي، إلى أن هناك إرادة سياسية كبيرة لدى الدول العربية للإعلان عن حتمية وجود حل سياسي للأزمات الإقليمية القائمة الآن ومنها الأزمة السورية واليمنية والليبية وغيرها، ومن جانب آخر أشار إلى التوافق العربي الموجود حول الملف الاقتصادي. وبخصوص الملف الأمني، أكد المحلل السياسي، أن المقاربة الجزائرية لمحاربة الإرهاب، أصبحت هي المنطلق ليس فقط للعرب فقط بل للعالم ككل.