- مسلسل الهزائم التي ألمّت بالأمّة العربية شهدناه منذ تأسيس الجامعة" - الإجماع هو العائق الأوّل لأي إصلاح" دعا، المحلّل السياسي، الدكتور، اسماعيل دبّش، إلى ضرورة تدوير منصب الأمين العام، والعمل على حلحلة الأوضاع داخل الجامعة العربية لكي لا تبقى سجينة الدول التي ليست لها مواقف مبدئية تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدا، أن هذا يعتبر من ضمن الأسباب التي دفعت بالجزائر للدعوة لإصلاح جامعة الدول العربية قانونا وهياكل وتوجهات سياسية، متسائلا " كيف يعقل أن تكون القضية الفلسطينية التي كانت لب القمم السابقة، يصبح الخلاف حول ما إذا يتم برمجتها أو لا، وكيف يعقل أن الجامعة تبعد سوريا التي تعتبر عضو مؤسس لها، وكيف يعقل أنها بدل أن تدفع الدول العربية لمواجهة الكيان الصهيوني، فإذا بها تزكي إعلان الحرب ضد اليمن؟" كلها تساؤلات اختزلها البروفسور اسماعيل دبّش ليبرز ضرورة العمل على تجسيد الرؤية الجزائرية في جامعة الدول العربية التي أصبحت حديث الخاص والعام خاصة بعد الصورة المأساوية التي برز فيها بعض زعماء العالم العربي وهو " نيام " في أشغال قمّة عمان، وما هي إلا صورة طبق الأصل لما تعيشه الأمّة العربية من مأساة ... وأكد، الدكتور، اسماعيل دبّش، في اتصال جمعه مع "الجمهورية"، عشيّة اختتام دورة الجامعة العربية بعمان، أنّ الجامعة "مشلولة وليست قادرة حتى على تفعيل هياكلها الداخلية، فما بالك، أن تتخذ مواقف لصالح القضية الفلسطينية"، معتبرا، أن القانون الأساسي للجامعة وهياكلها لم تصبح تساير العصر ولابد من تغييرها وإصلاحها، داعيا، إلى ضرورة تدوير منصب الأمين العام لكي لا تبقى حكرا على أنظمة الحكم التي لها مواقف مبدئية تجاه القضية، مؤكدا، أن جامعة الدول العربية بقيت سجينة أنظمة الحكم في مصر، وسجينة الدول التي ليست لها مواقف مبدئية تجاه القضية الفلسطينية، بينما الدول التي لها مواقف جد متقدمة من القضية الفلسطينية أبعدت، كسوريا التي طردت من الجامعة وليبيا التي قاطعتها الجامعة كذلك، الجزائر هوجمت من طرف أعضاء الجامعة خلال ما سمي ب " الربيع العربي"، مشدّدا، أنها من ضمن الأسباب التي دفعت بالجزائر لإصلاح جامعة الدول العربية قانونا وهياكل وتوجهات سياسية. واختزل، الدكتور إسماعيل دبّش، توجّه الجزائر نحو المطالبة بإصلاح جامعة الدول العربية في جملة من التساؤلات، مؤكدا، "كيف يعقل أن القضية الفلسطينية التي كانت لب القمم السابقة، يصبح الخلاف حول ما إذا يتم برمجتها أو لا؟"، مضيفا، الدول التي لديها مواقف جد متقدمة كالجزائروعمان والعراق ولبنان تجاه فلسطين بقيت سجينة الحراك والأزمة التي افتعلها الغرب في السنوات الأخيرة، وتساءل، كيف يعقل أن تزكي وتدعو الجامعة بتدخل الحلف الأطلسي في ليبيا، وكيف يعقل كذلك أن تبعد سوريا التي تعتبر عضو مؤسس للجامعة، وكيف يعقل أنها بدل أن تدفع الدول العربية لمواجهة الكيان الصهيوني، فإذا بها تزكي إعلان الحرب ضد اليمن. في سياق ذي صلة، وحول قضية الصحراء الغربية، التي لم يتم اثارتها خلال القمة بالأردن، أكّد، المحلّل السياسي، اسماعيل دبّش، "أنّ أهم المبادئ التي قامت عليها جامعة الدول العربية هي مسألة حق تقرير المصير وتحرير الدول العربية من الاستعمار، فإذا بها لا تدرج ولا مرّة أهم قضية وهي تصفية الاستعمار في الأراضي الصحراوية"، مشدّدا، أن هذا يحدث برغم أن اسم الدولة هي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وعلمها يعتبر من جزء من أعلام الجامعة، مبديا أسفه لكون "الجامعة أصبحت سجينة الغرب وليست مع مواقف العمل العربي المشترك". قبل أن يضيف، بأن هناك «توافق عربي مفروض» على أن قضية الصحراء الغربية لا تذكر لأنها تمس الطرف المغربي وتمس الأنظمة الملكية التي تعتبر أنه إذا كان النظام الملكي المغربي انهزم في الصحراء الغربية فهذا يعني أن الأنظمة الملكية ستنهار، وهو ما وصفه، ذات المتحدّث ب "المغالطة التي يقودها النظام المغربي". واستدلّ، ذات المتحدّث، بعدم فعالية جامعة الدول العربية، بأنه وبرغم كونها من أقدم الهيئات الدولية ولكن "مسلسل الهزائم شهدناه بعد تأسيسها في 1945"، مؤكدا، أن "العرب انهزموا في ال 48، وتم مواجهتهم في 1956 وضربوا في 1967 وحتى حرب 1973 نتائجها كانت وخيمة لأن كامبديفد كانت في 1977 وكانت على حساب القضية الفلسطينية وعلى حساب الإتحاد العربي والعمل المشترك"، مشدّدا، أن، "الدول العربية نقلوا مقر الجامعة من مصر إلى تونس في 1979 لأن بعض الدول كالجزائروسوريا واليمن والعراق كانت مع تحرير الأراضي الفلسطينية والعمل العربي المشترك وكلها دفعت الثمن كالجزائر في سنوات التسعينيات، والعراق دفعت الثمن في 2003، سوريا، ليبيا واليمن منذ 2011 وتعيش الانقسام لحد اليوم، وهذا ما يعني أن الدول التي عارضت كامبديفد وتبنوا العمل العربي المشترك دفعت الثمن غاليا وعوقبوا وأصبحت جامعة الدول العربية سجينة الدول التي تتكيّف مع الغرب والمشروع الشرق الأوسطي. وحول الاصلاحات التي دعت إليها الجزائر، أكّد، اسماعيل دبّش، أن "الجزائر كانت دائما تنادي بهذه الإصلاحات وليست جديدة وكانت لديها دائما مواقف الاصلاح"، مستدلا في ذلك بكون أهم إصلاح تمّ في جامعة الدول العربية كان في الجزائر سنة 2005 عندما أنشئ برلمان عربي، مسترسلا، أن "ما ينقص هو موضوع الإجماع العربي"، معتبرا، أن "المشكل يكمن في الاتفاق حيث أنه كل ما كان هناك إجماع فإنّ الدول العربية لا تتفق وتحبّذ القرارات الجاهزة"، مشدّدا، أن "الإجماع هو العائق الأوّل لأي إصلاح". واقترح، اسماعيل دبّش الذهاب إلى أبعد من ما دعت إليه الجزائر وذلك من خلال المطالبة بخلق مجلس أمن على نمط الاتحاد الافريقي ووزير خارجية على النمط الأوروبي لتكون للجامعة العربية، حسبه، سياسة خارجية موحّدة، متأسفا، لكون مثل هذه المطالب لا ولن تتجسّد لأن الدول المتحكّمة في الجامعة والتي تشكّل الأغلبية ومن حيث هي الدول المعارضة لمثل هذه المطالب.