تعلق الآمال خلال نهائيات كأس العالم الحالية على منتخبي البرازيلوالأرجنتين، من أجل كسر الهيمنة الأوروبية على لقب المونديال الذي هو من نصيب منتخبات «القارة العجوز» على مدار ال20 سنة الماضية، أي خلال الأربع نسخ الأخيرة، في سابقة من نوعها بالنسبة لتاريخ مشاركات الأوروبيين في نهائيات كأس العالم التي وصلت خلال دورة قطر إلى طبعتها 22، حيث لم نشهد من قبل سيطرة قارة محددة على التاج العالمي لأكثر من نسختين متتاليتين، فما بالك بأربع كاملة. وانحصر اللقب العالمي، منذ انطلاق البطولة سنة 1930 بين منتخبات أوروبا وأمريكاالجنوبية، وكان اللقب الأخير الذي سُجل باسم قارة أمريكاالجنوبية من نصيب المنتخب البرازيلي في نسخة 2002 التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، وذلك بعد أن سجل الأسطورة رونالدو هدفين في النهائي أمام المنتخب الألماني، ليضع راقصو «السامبا» النجمة الخامسة في نهائيات كأس العالم. وبسطت المنتخبات الأوروبية بعد نسخة 2002، سيطرتها على لقب كأس العالم، إذ فازت بكل كؤوس النسخ التي تلت تلك الطبعة، بداية بدورة 2006 بألمانيا. ومنذ مونديال ألمانيا تناوبت المنتخبات الأوروبية على حصد اللقب، ففي نسختي 2006 و2010 كان النهائي أوروبيا خالصا، بينما شهدت بطولة 2014 نهائيا أوروبيا لاتينيا، ليعود النهائي أوروبيا خالصا خلال مونديال روسيا 2018. وشهدت نسخة 2006 تتويج المنتخب الايطالي، عقب الفوز في النهائي على المنتخب الفرنسي بركلات الترجيح، بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منتخب، ليحقق رفقاء بوفون اللقب الرابع في تاريخ «الآزوري». وفي دورة 2010 التي أقيمت لأول مرة في بلد إفريقي ( جنوب إفريقيا)، افتك المنتخب الإسباني اللقب لأول مرة في تاريخه، بعد انتصاره على هولندا بهدف نظيف في الوقت الإضافي، بعد انتهاء المواجهة دون أهداف في الوقت الأصلي. بالمقابل، حقق المنتخب الألماني عام 2014 اللقب الرابع في تاريخه، بعد الفوز في النهائي على الأرجنتين بهدف دون رد، في المواجهة التي امتدت للوقت الإضافي، بينما حصد المنتخب الفرنسي النجمة الثانية في تاريخه بتحقيقه مونديال روسيا 2018 ، عقب الفوز في النهائي على كرواتيا بأربعة أهداف مقابل هدفين. وبعد كل هذه الإنجازات التي رفعت حصيلة الأوروبيين إلى 12 لقبا، ترفع المنتخبات اللاتينية التحدي خلال دورة قطر، من أجل استعادة اللقب العالمي، ولم لا إعادة الاعتبار للكرة اللاتينية التي لم تصعد فوق البوديوم ل20 سنة كاملة. وتعلق الآمال على البرازيلوالأرجنتين، لا سيما وأن الطريق مفتوح أمام أحدهما للوصول إلى المباراة الختامية، بالموازاة مع تجنبهما بطل النسخة الماضية منتخب فرنسا أو منتخب انجلترا وصيف بطولة أوروبا الأخيرة، دون نسيان إمكانية لقاء إسبانيا المتراجعة مؤخرا والبرتغال التي لا تمتلك تقاليدا كبيرة في المونديال، كما أن «السامبا» و»التانغو» يعتبران الأوفر حظا لتخطي عقبتي كرواتياوهولندا على التوالي، على أن يتواجها في النصف النهائي، لتضمن قارة أمريكاالجنوبية ممثلا لها في المباراة الختامية، المقررة بتاريخ 18 ديسمبر الجاري. ويمتلك منتخب الأرجنتين تركيبة مميزة من اللاعبين، وعلى رأسهم ليونيل ميسي الذي قد يكون مونديال قطر بنسبة كبيرة هو الأخير له، إضافة إلى أنخيل دي ماريا ومهاجم إنتر ميلانو لوتارو مارتينيز ولاعب أتلتيكو مدريد رودريغو دي بول ومدافع بنفيكا البرتغالي نيكولا أوتاميندي ومدافع توتنهام كريستيان روميرو. أما المنتخب البرازيلي هو الآخر يعتبر الأكثر تكاملا في وجود توليفة نجوم رائعة من بينها لاعب باريس سان جيرمان نايمار دا سيلفا، إضافة إلى رافينا جناح برشلونة وفينيسيوس نجم ريال مدريد، فضلا عن كاسيميرو لاعب وسط مانشيستر يونايتد، بجانب تياغو سيلفا مدافع تشيلسي. وتُوّجت العديد من المنتخبات بكأس العالم، ووصل عدد المنتخبات التي فازت بالبطولة 8، ويعتبر المنتخب البرازيلي الأكثر تتويجا، حيث فاز بها 5 مرات، ولكن رغم هذا الرقم يعد تتويج المنتخبات الأوربية الأكبر في تاريخ كؤوس العالم بواقع 12 لقبا، مُقسمة 4 ألقاب للمنتخب الايطالي، ونفس الرصيد بالنسبة للمنتخب الألماني، بينما لفرنسا لقبان وإسبانيا لقب 2010، وإنجلترا لقب وحيد في عام 1966، بينما في أمريكاالجنوبية وبخلاف خمسة ألقاب حصدها المنتخب البرازيلي، هناك لقبان حصدتهما الأرجنتين أعوام 1978 و1986، وبنفس الرصيد المنتخب الأورغوياني اعتلى منصة التتويج في نسختي 1930 و1950.