الأرجنتين تحافظ على تاريخ الكرة اللاتينية و تعود إلى الواجهة في مونديال الجغرافيا ضرب المنتخب الأرجنتيني موعدا مع التاريخ، بتأهله إلى نهائي مونديال البرازيل، في إنجاز كان كاف لحفظ ماء وجه الكرة اللاتينية، بعد فضيحة البرازيل على يد ألمانيا. تواجد "التانغو" في النهائي سمح لقارة أمريكا الجنوبية، بالإبقاء على حظوظها في تكريس القاعدة التي أملتها الدورات السابقة، لأنه لم يسبق لأي منتخب أوروبي التتويج بالمونديال في القارة الأمريكية، والنهائي كاد أن يكون أوروبيا للمرة الثالثة على التوالي، لكن ضربات الحظ رجحت كفة الأرجنتين على هولندا، وحرمت القارة العجوز من الاطمئنان على تجسيد الحلم الذي أملته المعطيات الجغرافية، وجسده التاريخ على مدار 19 نسخة متتالية للمونديال. وإذا كان بلوغ الأرجنتين النهائي يحصل للمرة الخامسة في تاريخ مشاركاته، فإن التاريخ سار وفق معطياته السابقة مع راقصي "التانغو"، الذين لم يسبق لهم و أن فشلوا في المربع الذهبي، والمرات الخمس التي تجاوزوا فيها ربع النهائي اصبحوا معنيين بتنشيط المباراة النهائية، لكن الملفت للإنتباه أنه و بعد خسارة نهائي دورة 1930 بالأوروغواي أمام منتخب البلد المنظم ثم الفوز على هولندا في نهائي طبعة 1978، أضحى المنتخب الألماني المنافس الوحيد للأرجنتنيين في 3 نهائيات، و لو أن وصول "السيليستي" إلى نهائي "ماراكانا" عكر أجواء ملايين البرازيليين، الذين يعتبرون الأرجنتين عدوهم اللذوذ "كرويا" في أمريكا الجنوبية، و هم لا يتمنون إطلاقا أن تكون نقطة أفراح الأرجنتنيين باللقب العالمي من الأراضي البرازيلية، إلى درجة أنهم طالبوا منتخب ألمانيا بإرتداء البذلة السوداء و الحمراء التي كان قد لعب بها مباراة نصف النهائي و أهان بها "السيليساو " بسباعية تاريخية، لأنها تحمل نفس ألوان نادي فلامينغو، الذي يمتلك قاعدة جماهيرية تقدر بنحو 40 مليون مناصر، و هذا كله من أجل الظفر بمؤازرة و مساندة الجماهير البرازيلية أمام الغريم التقليدي و الأزلي الأرجنتين. إلى ذلك فإن المنتخب الأرجنتيني نجح في تحقيق التأهل إلى نصف النهائي في ذكرى عيد إستقلال هذا البلد، و قد ضمن عودة الكرة اللاتينية إلى نهائي المونديال بعد غيابها عن المقابلة الختامية في الدورتين السابقتين، حيث كان نهائي المونديال "أوروبي " خالص، غير أن عودة "السيليستي" تزامن مع تنظيم الدورة بالبرازيل، أين تبقى عقدة "الجغرافيا" تطارد القارة الأوروبية، بعجز أي ممثل عنها في العودة من القارة الأمريكية باللقب العالمي، و هذا على مدار 7 دورات، و هي الدورات التي عرفت 5 نهائيات أورو لاتينية، لكن الغلبة تكون دوما من نصيب المنتخبات الأمريكية، في صورة البرازيل (03 مرات) و الأرجنتين (مرتان). و إنطلاقا من هذا المعطيات فإن نهائي هذه الطبعة، و إن سيكتسي الطابع الثأري فإنه سيعرف تنافسا بين القارتين الأوروبية و الأمريكية، لأن "العجوز " تريد التخلص من العقدة التي لازمتها منذ 84 سنة، في ظل الدعم و المساندة التي سيحظى بها "المانشافت " من طرف ملايين الأنصار البرازيليين، بينما سيعمل الأرجنتين على تكريس القاعدة التي فرضتها المعطيات الجغرافية، و الإبقاء على التتويجات في أمريكا الجنوبية حكرا على الكرة اللاتينية.