تتّجه الأنظار، عشية الأحد، إلى ملعب البيت بمدينة الخور التي تبعد خمسين كلم عن العاصمة القطريةالدوحة، لقطع شريط النسخة 22 من نهائيات كأس العالم لكرة القدم، حيث سيتنافس فيها 32 منتخبا. يشهد مونديال قطر 2022 حضور 7 منتخبات متوجة بنسخة كأس العالم على الأقل في مناسبة وحيدة، وهو ما سيرفع من حدّة التنافس على اللقب العالمي، بالمنافسة التي تقام لأول مرة ببلد عربي، ووسط الموسم الكروي. يتنقّل حامل النّسخة الفارطة للمونديال الروسي منتخب فرنسا بعزيمة كسر لعنة حامل اللقب في الاحتفاظ بتاجه، والعمل على عدم مغادرة كأس العالم من الدور الأول، مثلما حدث خلال النسخ الثلاثة الأخيرة من نهائيات كأس العالم مع منتخبات (إيطاليا، إسبانيا، ألمانيا). نجح منتخب وحيد في الحفاظ على لقبه للمرة الثانية، يتعلق الأمر بالمنتخب البرازيلي الذي توّج بكأس العالم لسنة 1958 بالسويد، وحافظ على لقبه بمونديال الشيلي 1962، وهو ما تبحث عن بلوغه «الديكة» خلال مونديال قطر، حيث يسعى رفقاء نجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي لكتابة التاريخ من جديد والبقاء في القمة. مأمورية أشبال المدرب ديدي ديشان لن تكون يسيرة، خصوصا أنهم سيدخلون المونديال منقوصين من خدمات العديد من الكوادر والنجوم، الذين حرمتهم لعنة الإصابات من الدفاع على لقبهم العالمي، على غرار دينامو وسط الميدان نغولو كونتي، الذي ساهم بشكل فعّال في تتويج «الديكة» بمونديال روسيا 2018، ويغيب بسبب الإصابة التي تعرض لها رفقة فريقه تشيلسي الإنجليزي في البريمرليغ على مستوى أوتار الركبة، رفقة زميله في الوسط بول بوغبا أحد أعمدة المنتخب الفرنسي، الذي أجرى عملية جراحية شهر سبتمبر المنصرم على مستوى الركبة بسبب قطع في الرباط الصليبي. ثنائي وسط الميدان ليس الغائب الوحيد عن المنتخب الفرنسي، حيث يغيب أيضا صخرة دفاع باريس سان جيرمان بريسنل كيمبامبي الذي تمّ استدعاؤه إلى المنتخب للمشاركة في المونديال، قبل أن تعاوده آلام الإصابة التي كان يعاني منها الاثنين المنصرم، ليقرّر الطاقم الفني «للديكة» إبعاده من القائمة، بالإضافة إلى حارس ميلانو العملاق مايك مينيون المصاب الذي كان منافسا أولا للحارس هوغو لوريس، وإصابة مهاجم فريق لايبزيغ الألماني كريستوفير نكونكو خلال تدريبات الثلاثاء، الأخير كان يتواجد في أفضل أحواله منذ انطلاق الموسم، هو الذي سجّل لوحده 17 هدفا في كل المنافسات بينها 12 هدفا في البندسليغا الألمانية، ليتلقّى ديشان ضربة موجعة جديدة قبيل انطلاق المونديال بخسارة أحد الأوراق الهجومية المهمة. كثرة الغيابات على مستوى كل الخطوط ستكون سلاحا ذو حدّين بالنسبة لأبطال العالم، حيث يمكن أن تضعفهم وتتسبّب في خروجهم المبكّر من المونديال، خصوصا أنّ لاعبي المنتخب الفرنسي سيدخلون التربص متخوّفين من تلقي إصابات في بداية المنافسة، بما أنّها الفترة الأصعب بالموسم الكروي التي يتعرض فيها غالبا العديد من اللاعبين للإصابة، كما قد تكون إيجابية وتسمح للعناصر التي عوّضت نجوم المنتخب الفرنسي من البروز، ومحاولة ضمان مكانتهم الأساسية على حساب الغائبين، وهو ما سيعطي قوة إضافية للديوك للذهاب إلى أبعد دور ممكن من المنافسة. نيمار..آخر فرصة لتدوين اسمه مع كبار «السيليساو» ترشّح غالبية وسائل الإعلام العالمية منتخبين اثنين لبلوغ نهائي كأس العالم 2022، يتعلق الأمر بمنتخبيْ البرازيل صاحب الألقاب الخمسة والأرجنتين المتوّج بلقبين عالميين. يبحث المنتخب البرازيلي المدجّج بالنجوم لإعادة هيبة «السيليساو»، بعد غياب عن منصة التتويجات دام عشرين عاما كاملا، وتحديدا منذ مونديال 2002 الذي نظّمته كوريا الجنوبية واليابان، أين يريد رفقاء حارس ليفربول أليسون بيكر، أن تتزامن عودة المونديال إلى قارة آسيا مع معانقتهم اللقب السادس في التاريخ، وتعزيزهم لمركزهم الريادي كأفضل منتخب متوج بكأس العالم منذ إنشاء المنافسة عام 1930. اقتطع المنتخب البرازيلي بطاقة المشاركة في مونديال قطر مبكرا، حيث كان أول منتخب من أمريكا اللاتينية يتأهل إلى المنافسة، بعدما أنهى التصفيات في صدارة الترتيب برصيد 45 نقطة من 13 انتصارات و3 تعادلات، ليكون المنتخب الوحيد الذي يشارك بكامل طبعات المونديال. يهدف رفقاء جونيور فينيسيوس دخول مونديال قطر بقوة عكس الطبعات المنصرمة، التي كان يحقق فيها راقصي السامبا دخولا محتشما في الدور الأول، حيث يريدون مواصلة سلسلة المباريات دون هزيمة التي بلغت 15 مواجهة متتالية، وإظهار نواياهم منذ البداية كأقوى المرشحين لنيل اللقب. مونديال قطر قد يكون آخر فرصة للنجم الأول للمنتخب البرازيلي نيماردا سيلفا من أجل معانقة اللقب، هو الذي سيحتفل بعيد ميلاده 31 مطلع فيفري 2023، أين يريد كتابة اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ منتخب البرازيل، بعدما عجز عن الوصول الى أعرق لقب في الساحرة المستديرة خلال مناسبتين بمونديال البرازيل 2014 وروسيا 2018. ميسي يحلم بمعانقة اللّقب الذي ينقص خزائنه يسعى المنتخب الأرجنتيني العائد بقوة خلال السنتين الأخيرتين لدخول المونديال بقوة للتتويج باللقب العالمي الثالث، بعدما طلق العزوف عن التتويج بالألقاب، وتمكّن من معانقة لقب كوبا أميركا 2021 ضد الغريم منتخب البرازيل في نهائي مثير، فاز به راقصي التانغو بهدف المهاجم أنخيل دي ماريا، وبعدها تمكّنوا من الظفر بلقب كأس الأبطال الذي يجمع المتوّج بكوبا أميركا وكأس أوروبا للأمم، حيث قسوا بتاريخ الفاتح جوان المنصرم على منتخب إيطاليا بثلاثية نظيفة في النهائي، ويدخلون نهائيات كأس العالم ب 36 مقابلة دون هزيمة تواليا. يود أشبال المدرب ليونيل سكالوني تقديم أفضل وجه عن الكرة الأرجنتينية والتتويج باللقب الغالي، الذي يفتقده الألبيسيليست منذ 36 عاما، وتحديدا منذ قيادة ديغو أرماندو مارادونا الأرجنتين للتتويج بمونديال ميكسيكو 1986، خصوصا أن النسخة الحالية ستكون نسخة اعتزال اللعب الدولي لكوادر المنتخب، يتعلق الأمر بالقائد المتوج الوحيد بتاريخ كرة القدم العالمية، بلقب الكرة الذهبية في سبع مناسبات ليونيل ميسي، وصخرة دفاع بنفيكا البرتغالي نيكولاس أوتامندي، والجناحين المخضرمين بابو غوميز وأنخيل دي ماريا. نسخة كأس العالم بقطر التي ستكون الأفضل على مر التاريخ من ناحية التنظيم والمنشآت الرياضية والفندقية وكذا الخدمات، ستكون أيضا أفضل نسخة يتمتّع بها عشّاق السّاحرة المستديرة، كونها أول نسخة بالتاريخ تلعب وسط الموسم الكروي، الذي يتواجد فيه اللاعبون في أفضل مستوياتهم الفنية والبدنية، عكس الطبعة 21 الماضية التي لعبت كلها نهاية الموسم وتحديدا بشهر جوان، وهو ما يَعِد بالفرجة، والمتعة الكروية على كل الأصعدة.