عادت أزمة التزود بالمياه في، اليومين الأخيرين، بعنابة، بتعديل نظام التوزيع بالنسبة لكافة الأحياء على مستوى بلديتي عنابة و البوني، بسبب شح مصادر التموين و تراجع المخزون بسد الشافية في ولاية الطارف، لعدم تساقط الأمطار في الفترة الأخيرة، ما استدعى تدخل مصالح الجزائرية للمياه، لوضع خطة لتسيير المخزون الموجه للمواطن و كذا وحدات الإنتاج. و استنادا لمصادرنا، فقد برزت تخوفات من عودة أزمة التزود بالمياه التي شهدتها عنابة شهري سبتمبر و أكتوبر و التي أدت إلى توقف مركب الحجار للحديد و الصلب عن الإنتاج، جراء انخفاض مخزونات و منسوب المياه بسد الشافية في ولاية الطارف، إلى ما دون 10 بالمائة، حيث يعد المصدر الرئيس إلى جانب سد ماكسة، لتزود عنابة بالمياه الصالحة للشرب و مع تساقط الأمطار أواخر شهر نوفمبر الماضي، ارتفع منسوب السدين، ليعودا إلى نفس المستوى من الانخفاض نتيجة لشح الأمطار. و تعمل مديرية الموارد المائية في الولاية، بالتنسيق مع الجزائرية للمياه، على تقليص أيام التزود بالنسبة للمواطنين، للتحكم في المخزون و ترشيد الاستهلاك، كما يعمل مركب الحجار و عدة مؤسسات صناعية أخرى، على وضع برنامج تحسبا لانقطاع التزود بالمياه في حال تواصل أزمة الجفاف. و ذكرت مصادرنا بالجزائرية للمياه، أن مركب الحجار يستهلك 500 متر مكعب في الساعة، تصل خام مباشرة من سد الشافية لتعالج على مستوى المحطة المتواجدة داخل المركب، حيث تم توزيعه إلى مختلف الوحدات و تشغيل المفولدة الأكسجينية، الفرن العالي رقم 2 و وحدة الدرفلة على البارد و ورشات حيوية أخرى. و قد توقفت سلسلة الإنتاج بالمركب عدة مرات، حيث اضطر التقنيون لتجميع كميات المياه الكافية لتحقيق الضغط العالي على مستوى ورشات الإنتاج، حيث وضعت أزمة المياه المركب في حالة شلل دون إيجاد مصدر بديل للتمويل، لاستهلاكه كميات ضخمة انطلاقا من محطة التصفية بالشعبية. و في سياق متصل، أكد مصدر مسؤول بمديرية الموارد المائية للنصر، أن مشروع ربط محطة معالجة المياه القذرة بلعلاليق بمركب الحجار، اصطدم بارتفاع تكلفة الربط و تطلب مشروع ضخم من أجل تحويل المياه المصفاة إلى المركب و استخدامها في التشغيل، بدل الاعتماد على المياه القادمة مباشرة من سد الشافية و تحقيق استقلالية في التموين. و تشير مصادرنا إلى تجميد مشروع إعادة استغلال مياه المحطة في تمويل النشاط الصناعي، بسبب ارتفاع تكلفة إنجاز شبكات التحويل و الضخ، حيث تحول الكميات المصفاة لتصب في البحر، في انتظار تخصيص غلاف مالي لإعادة استغلال مياه المحطة. و حسب ذات المصادر، فإنه سيتم القضاء نهائيا على مشكل توزيع المياه و تموين المؤسسات الصناعية بالمياه، بانتهاء الأشغال بمشروع محطة تحلية مياه البحر بمنطقة الدراوش في ولاية الطارف و التي انطلقت بها الأشغال شهر جوان الماضي، حيث تشرف مؤسسة تابعة لشركة سوناطراك على عملية الانجاز و تم تحديد موعد 28 شهرا لإنهاء الأشغال، كما ستنطلق أشغال انجاز قناة جر المياه على مسافة 46 كلم و بقطر 1.5 متر، بغلاف مالي يقدر ب 600 مليار سنتيم، للوصول إلى جميع الخزانات بولايتي الطارف عنابة، حيث سينجز خزان بمحطة المعالجة في الشعيبة، بسعة 10 آلاف متر مكعب، لاستيعاب الحصة اليومية لعنابة. و سُجل المشروع في 2018 بطاقة إنتاج تقدر ب 300 ألف متر مكعب، 50 بالمائة منها ستستفيد منها ولاية عنابة و الأخرى تحول إلى الولايات المجاورة.