دعا رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل إلى التفطن و التجند أكثر لمواجهة ما أسماه «الاستعمار الجديد» و الرد على الأبواق التي تصدر من حين لآخر تصريحات من فرنسا تحاول التشكيك في مسار البلاد، وتحاول إعطاء دروس للجزائر، وقال إن جزائر اليوم ليست كجزائر الأمس وهي تعمل من أجل مصلحة الشعب الجزائري. واستغل صالح قوجيل، أمس جلسة التصويت على القانون المعدل لقانون الوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتهما للرد على ما بدر من السفير الفرنسي الأسبق في الجزائر كزافييه ديانكور، دون ذكره بالاسم ، وقال بهذا الخصوص « لما نسمع تصريحات وبصفة خاصة من طرف أناس مارسوا مسؤوليات لبلادهم في الجزائر وما يتحدثون به من تشاؤم حول مستقبل الجزائر ندرك أن الاستعمار ما زال موجودا، وأن مخلفات الاستعمار مازالت موجودة وأفكاره موجودة حتى تبقى الجزائر تحت الوصاية». واستنكر رئيس مجلس الأمة في هذا الإطار بشدة ما يصدر عن بعض الدوائر و الشخصيات والأبواق في فرنسا من حين لآخر التي تحاول إعطاء دروس للجزائر كما قال، وتشكيكها في المسار الذي تتبعه الجزائر، بل وتذهب إلى حد القول بأن الوضع في الجزائر سينعكس على الشعب الفرنسي. وهنا ذكّر قوجيل هؤلاء بأن ثورة أول نوفمبر المجيدة انعكست فعلا على فرنسا سنة 1958 عندما أسقطت الجمهورية الرابعة، وهي طيلة سبع سنوات ونصف كانت قد أسقطت ست حكومات أيضا، لكن ذلك كان بفضل كفاح ونضال الشعب الجزائري من أجل قضيته. ولفت ذات المتحدث إلى أن ما حققته الجزائر طيلة السنوات الثلاث الماضية سنة بعد سنة ومرحلة بعد مرحلة، فضلا عن مواقفها من القضايا العادلة للشعوب، هو الذي يقلق أعداءها في الداخل وامتداداتهم في الخارج، وهي التي تمكنت من الخروج مرفوعة الرأس في كل الميادين وحافظت على استقلالها السياسي وعلى كلمتها في المحافل الدولية وتمكنت من استرجاع مكانتها الحقيقية، وهذا بفضل النضال والتزام الرجال المخلصين على كل المستويات. ومن هذا المنطلق اعتبر قوجيل بأن مثل هذه التصريحات « تنبهنا للتجند أكثر فأكثر والالتزام أكثر فأكثر لمواجهة هذا النوع من الاستعمار الجديد إن على مستوى وسائل الإعلام أو الثقافة أو من خلال المعاملات التي تقوم بها مجموعات ضد الجزائر التي تستغل أشخاصا مارسوا مسؤوليات باسم بلادهم في الجزائر لإطلاق تصريحات والتنديد بالوضع في بلادنا». ووجه رئيس مجلس الأمة في النهاية رسالة واضحة لهؤلاء عندما قال «لابد على هؤلاء أن يفهموا بأننا تجاوزنا هذه المرحلة وبأن جزائر اليوم ليست جزائر الأمس، وجزائر اليوم تعمل من أجل مصلحة الشعب الجزائري والرفع من مستواه، و رفع كلمة الجزائر حتى تكون مسموعة في كل المحافل الدولية وقول الحقيقة كاملة وهي قادرة على قول الحقيقة دون حرج وهو ما نفتخر به اليوم».