الجزائر الجديدة اختارت خدمة الشعب ونصرة القضايا العادلة أبواق حاقدة معزولة يزعجها موقفنا الثابت تجاه فلسطين والصحراء الغربية شدّد رئيس مجلس الأمة صالح ڤوجيل، على أن المعركة ضد بقايا الاستعمار الفرنسي مستمرة وتستدعي مزيدا من «الالتزام والتجند». وأكد أن أعداء البلد عليهم أن يفهموا بأن جزائر اليوم اختارت مسارها في خدمة الشعب الجزائري حصرا ونصرة القضايا العادلة. قال ڤوجيل، أمس، خلال جلسة علنية للمصادقة على مشروع قانون الوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتها، إن «الاستعمار الفرنسي مازال موجودا بشكل جديد، وإن الأفكار التي تريد إبقاء الجزائر تحت الوصاية الفرنسية مازالت موجودة». وأفاد بأن تصريحات بعض المسؤولين الفرنسيين الذين أدوا وظائف رسمية لبلادهم في الجزائر، تؤكد استمرار تربص «بقايا الاستعمار ببلادنا». وأشار رئيس مجلس الأمة، إلى تلك الأفكار التي تقطر حقدا، ونشرت في شكل مقال رأي على صفحة يومية لوفيغارو اليمينية، وتعبر عن فوبيا مرضية حيال الخيارات السيادية للجزائر، وتوجهها نحو تنويع شركائها الخارجية وفق مبدإ الندية والمصالح المشتركة. وأوضح قوجيل، بأن هذه الأبواق الحاقدة، تمثل بقايا الاستعمار «وعلينا التفريق بينها وبين الشعب الفرنسي، مثلما فرقنا إبان حرب التحرير بين الاستعمار والشعب الفرنسي». واستهجن التشكيك في المسار الذي اتخذته الجزائر منذ 2020، والإدعاء بأنها ستجر باريس إلى السقوط مثلما أسقطت الجمهورية الرابعة سنة 1958. ورد رئيس مجلس الأمة، بأن «الثورة التحريرية المجيدة أسقطت فعلا، الجمهورية الرابعة، ولكنها أسقطت قبل ذلك 6 حكومات كاملة في ظرف 7 سنوات»، موضحا «بأن كفاح الشعب الجزائري كان ضد استعمار استيطاني.. استعمار قائم على إبادة الجزائريين وجلب شعب أوروبي مسيحي.. هذا هو الهدف». لذلك، يضيف المتحدث، لم يكن كفاح «الشعب الجزائري سهلا»، حيث قدم تضحيات جساما، قوامها 5.630.000 شهد، في وقت أن عدد سكان الجزائر لم يتجاوز 10 ملايين نسمة على الأكثر «وهذا دليل قاطع على الإبادة». وأكد ڤوجيل، أن الموقف يستدعي مزيدا من الالتزام والتجند بمسار الجزائر الجديدة، على كافة الأصعدة «لمواجهة الاستعمار الجديد»، مذكرا بأننا «حررنا أنفسنا وساهمنا في تحرير كل الشعوب الأخرى دون أي مقابل وبقينا دائما على نفس المبدإ». وأفاد بأن تأييد الجزائر للشعب الفلسطيني لم يتغير أبدا ومازال بنفس الزخم، مثله مثل دعم الشعب الصحراوي، «وهذا ما يقلق أعداء وطننا». وأشار إلى أن المعادين للجزائر المستقلة في فرنسا، يستعملون أشخاصا ذوي تجربة وعلاقات سبق واشتغلوا في الجزائر «للإدلاء بتصريحات ضد الجزائر»، مستطردا بأنه ينبغي على هؤلاء أن يفهموا «بأن جزائر اليوم ليست جزائر الأمس، ولا تخدم سوى مصالح الشعب الجزائري وترفع كلمتها في المحافل الدولية لتقول الحقائق كما هي في مسائل كبرى ودون أدنى تردد».