تعرف أشغال إعادة الاعتبار لشارع العربي بن مهيدي بقسنطينة تقدما ملحوظا، حيث من المنتظر أن تستلم خلال أسابيع قليلة، لكن تجارا بالمكان يستعجلون عملية الإنجاز في أقرب الآجال إثر تضرر نشاطهم، فيما واجه مشروع وقف الانزلاقات الخطيرة بشارع طاطاش «الروتيار»، الذي رصد له أزيد من 14 مليار سنتيم صعوبات وعوائق تقنية، ما أدى إلى تعثره، علما أن المشروعين يكتسيان طابعا استعجاليا. ووقفنا أمس، على مستوى شارع العربي بن مهيدي بوسط مدينة قسنطينة، على استكمال أشغال الصرف الصحي، فضلا عن إنجاز قنوات المياه الصالة للشرب، إذ تم توسيع الأروقة مع تجديد الإسمنت المسلح الذي لم يستبدل منذ ما يزيد عن 100 عام، وهو ما تسبب في تسربات مائية أدت إلى حدوث انزلاقات أرضية، فيما شرعت مؤسسة سياكو في ربط المحلات والمنازل بالشبكة الجديدة، وهو إجراء يجب استكماله قبل الشروع في إعادة تعبيد الطريق. وذكر تجار بالحي المعروف بحركيته التجارية الكبيرة، أن الأشغال تسببت في تراجع المردودية بشكل محسوس، حيث قالوا إن المشروع انطلق بوتيرة سريعة لكنه يعرف تعثرا في الفترة الأخيرة، إذ كان ينتظرون أن تنتهي قبل انطلاق فعاليات «الشان»، مطالبين الوالي بالتدخل من أجل تسريع وتيرة الإنجاز بعد أن لاحظوا «تراخيا» من طرف المؤسسات المنجزة. وأوضح مصدر من مديرية الموارد المائية صاحبة المشروع، أن المقاولتين المكلفتين بأشغال الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب، قد استكملتا الإنجاز ويتم حاليا رصد التسربات في حال وجودها، أما بالنسبة لربط السكنات والمحلات بالماء فهو جار ويقع على عاتق مؤسسة سياكو، إذ يجب أن تتم عملية الربط حتى يشرع في تعبيد الطريق وتهيئة الأرصفة. وأكد المصدر، أن مدير الأشغال العمومية زار الموقع أمس، من أجل الشروع في عملية إعادة تعبيد الطريق، إذ أسندت هذه الحصة إلى مؤسسة ألترو العمومية، ومن المنتظر أن تنطلق خلال الأيام القليلة المقبلة ، كما أكد أن الانزلاقات ستتوقف بشكل نهائي، وتجدر الإشارة إلى أن هذه المشكلة سجلت منذ سنوات ما استدعى تدخل خبراء من شركة سيال بالعاصمة لتحديد مكمن الخلل. وبمشروع شارع طاطاش بلقاسم، المجاور لطريق جديدة، والذي أغلق منذ أزيد من 6 أشهر بسبب انزلاقات خطيرة سجلت بالمكان منذ سنوات وازدادت حدة في العام الماضي ما تسبب في انهيار جزئي للطريق وكذا تشققات في المباني المجاورة والتي تقع في قلب المدينة القديمة، فإن العملية، ما تزال جارية رغم أن السلطات المحلية راهنت على تسليمه قبل الدخول الاجتماعي الفارط. وكان من المفروض أن يسلم المشروع قبل نهاية العام الجاري، غير أن الأشغال تأخرت بهذا الموقع الحيوي، إذ واجهت المؤسسة المنجزة عوائق تقنية كثيرة، في حين لاحظنا أن عدد العمال والآليات بالورشة قليل كما أن الوتيرة من متوسطة إلى ضعيفة، بحسب ما أكده لنا سكان الحي الذين استعجلوا الإنجاز. وأوضح نائب رئيس البلدية المكلف بالإنجازات عبد الحكيم لفوالة، أن مهندسة البلدية تراقب يوميا نسبة تقدم الأشغال التي عرفت مثلما أكد بعض التأخر، بسبب عراقيل تقنية واجهت الشركة، لكنه أكد أن نسبة الإنجاز تجاوزت 50 بالمئة كما أن البلدية وجهت ملاحظات لها من أجل مضاعفة وتيرة العمل. ولفت المتحدث، أنه قد تم وضع 66 من أعمدة الدعم التي تستخدم لتثبيت الأرضية ووقف الانزلاقات من أصل 128 مبرمجة في نهاية المشروع، وقال إن البلدية ستوفر المياه لشركة الإنجاز باعتبار أن العملية تتطلب كميات كبيرة منها، كما أن المؤسسة تواجه حاليا مشكلة عدم توفرها على آلات حفر خاصة بالصخور من أجل إنجاز أعمدة الدعم، إذ ستعمل على جلبها في أقرب الآجال. أما بالنسبة لأشغال إعادة الاعتبار لأنظمة الصرف الصحي، فقد تم استكمالها وفق المتحدث، على مستوى شارع « أربعين شريف» وهي في طور الإنجاز على مستوى العديد من التفرعات بالمدينة القديمة وكذا طاطاش بلقاسم، مشيرا إلى أن هذا المشروع ذو طابع خاص كما أن طبيعة الأشغال دقيقة جدا ومكلفة من حيث الوقت والجهد، لكن وجب الاستعجال كون هذا المحور يعد طريقا رئيسيا بوسط المدينة. وتكلف صفقة الإنجاز، وفق لفوالة، ما يزيد عن 14 مليار سنتيم، حيث أن ولاية قسنطينة ساهمت بملبغ 8.6 مليار سنتيم، في حين أن البلدية تكفلت بمشروعي إعادة الاعتبار لشبكات المياه والصرف الصحي بمبلغ يقارب 3.5 مليار سنتيم، أما الدراسة فقد أسندت إلى مخبر متخصص من ولاية سطيف بغلاف مالي يقدر ب 1.2 مليار سنتيم. وأكد نائب رئيس البلدية أن المكان سجل انزلاقات صعبة وقد تبين أن المياه قد تسربت بعمق 9 أمتار وهو سبب المشكلة المسجلة، كما أكد أن شفط المياه والدراسة متواصلان، مشيرا إلى أن آجال الإنجاز لا يمكن تحديدها حاليا رغم أن البلدية طلبت من المؤسسة استعجال الإنجاز وتسليم المشروع في آجال قريبة. وتسبب غلق شارع طاطاش بلقاسم في ازدحام مروري كبير بمدينة قسنطينة، إذ كان يعد محورا أساسيا لتنقل المركبات قبل أن يزداد الأمر حدة بعد غلق شارع العربي بن مهيدي، إذ تحول هذا الجزء من المدينة القديمة إلى ورشة مفتوحة، لكن ينتظر أن تفتح طريق جديدة الشهر المقبل، وهو ما من شأنه أن يخفف من حدة الاختناق.