أطلقت بلدية قالمة، عملية هامة لترميم وتهيئة السوق المغطى، حرشة حسان، وسط المدينة استعدادا لإعادته للنشاط من جديد، بعد أن ظل مغلقا وعرضة للتدهور منذ عدة سنوات وخاصة مربعات العرض المتواجدة بداخله، ولم تبق إلا المساحات الخارجية المحيطة به في حالة نشاط محتشم لا يرقى إلى سمعة السوق الشهير الذي يحتفظ بتاريخ عريق عندما كان القلب التجاري النابض للمدينة على مدى قرن من الزمن تقريبا. وبدأت فرق الترميم والصيانة عملها ويتوقع أن تنهي المهمة في غضون الأيام القليلة القادمة، في حين تعمل البلدية ومديرية التجارة على تحيين قوائم التجار ومنح مربعات العرض للراغبين في ممارسة نشاطهم بالسوق عندما تكتمل أشغال الدهن وتركيب أنظمة الإنارة وشبكات المياه والصرف الصحي. وبمرور الزمن تعرض السوق التاريخي، الذي يحمل اسم أحد أبرز أبطال ثورة التحرير المقدسة، إلى نزيف كبير وهجره كبار التجار بعد ظهور أقطاب تجارية منافسة بينها السوق الشعبي بشارع التطوع الذي يبعد عنه بأمتار قليلة، ومواقع أخرى بالمدينة. ويعد السوق المغطى حرشة حسان وسط مدينة قالمة تحفة هندسية متفردة ومطابقة للنشاط التجاري المتخصص في بيع الخضر والفواكه واللحوم والسمك، وكان يسمى «مرشي الحوت»، ويتميز بجودة السلع المعروضة فيه مع ارتفاع الأسعار، وظل الناس ينظرون إليه كسوق للطبقات الاجتماعية الثرية، وهجره آلاف الزبائن هربا إلى أسواق شعبية أخرى، ظهرت في السنوات الأخيرة بعد توسع المدينة، وارتفاع الكثافة السكانية فيها. وتعمل سلطات مدينة قالمة على إحصاء الفضاءات التجارية المغلقة، وترميمها و ربطها بالشبكات الحيوية، وإعداد قوائم التجار الراغبين في ممارسة النشاط فيها، تمهيدا لإعادة فتحها أمام المواطنين من جديد، خاصة بالضواحي السكنية الكبرى. وتفقد بلدية قالمة موارد مالية هامة كل سنة بسبب الغلق المستمر للمساحات التجارية العمومية، بينها مئات المحلات المهنية، والأسواق المغطاة، وتعتزم الهيئات المشرفة على قطاع التجارة بمدينة قالمة إعادة كل الفضاءات التجارية العمومية إلى النشاط لتقريب الخدمات من المواطنين والقضاء على التجارة الفوضوية، وإنشاء الثروة ومناصب العمل بأحد أهم القطاعات الاقتصادية بالمدينة. وقد بني السوق المغطى حرشة حسان بمدينة قالمة القديمة قبل 100 عام تقريبا، ويتميز بهندسة ملائمة للنشاط التجاري من حيث توزيع مربعات العرض، والتهوية والتكييف والإضاءة الطبيعية، وأنظمة الصرف الفعالة، وممرات التسوق، وكل أجنحته بالخرسانة المسلحة وله سقف محدب يسمح بكسر الحرارة وتصريف مياه الأمطار وتهوية المساحة الداخلية دون الحاجة إلى نظام تكييف اصطناعي.