تعقد اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني السبت المقبل دورة طارئة لها من اجل انتخاب قيادة جديدة للحزب ووضع إستراتيجية حول كيفية خوض معركة الانتخابات التشريعية المقبلة للحفاظ على مكانة الحزب. بعد يوم واحد فقط عن اللقاء الذي عقده أعضاء اللجنة المركزية المعارضين للامين العام عبد العزيز بلخادم بمقر الحزب والذي طالبوا خلاله الأمين العام بالدعوة لدورة استثنائية، قرر هؤلاء أمس عقد هذه الدورة السبت المقبل بالمقر الوطني للحزب بحيدرة دائما من اجل عزل بلخادم ومكتبه السياسي وانتخاب قيادة جديدة عبر الصندوق. وقال عبد الحميد سي عفيف العضو الوحيد في المكتب السياسي الممضي على لائحة عقد دورة طارئة للجنة المركزية أمس في تصريح ل"النصر" أن عدد أعضاء اللجنة المركزية الموقعين على مطلب عقد دورة طارئة بلغ النصاب القانوني المطلوب وهو الثلثين، وكشف عن عقد الدورة الاستثنائية السبت المقبل بمقر الحزب. وواصل في ذات السياق يقول أن جدول أعمال هذه الدورة سينصب على نقطتين أساسيتين، الأولى انتخاب قيادة جديدة للحزب بطريقة ديمقراطية عن طريق الصندوق، والنقطة الثانية وضع إستراتيجية فاعلة من اجل خوض معركة الانتخابات والحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه لصالح الحزب. وحول ما إذا كانت هذه الخطوة قانونية حسب القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب أوضح سي عفيف أنها قانونية والمادة 37 من القانون الأساسي واضحة في هذا الشأن فهي تشترط على ثلثي أعضاء اللجنة المركزية إعلام الأمين العام فقط بطلب عقد دورة طارئة وهو ما سيقوم به أعضاء اللجنة المركزية كما فعلوا قبل أيام عندما راسلوا بلخادم لطلب عقد لقاء أول أمس بمقر الحزب، مذكرا بأن القرارات داخل اللجنة المركزية تتخذ على أساس 50 زائد واحد. وشدد عضو سي عفيف على أن دورة السبت المقبل ستنهي بصفة جذرية مشكلة القيادة داخل الحزب العتيد لان أعضاء المكتب السياسي والأمين العام سينتخبون بطريقة ديمقراطية وشفافة عن طريق الصندوق، وقال انه لا يهم من سيتولى القيادة بعد ذلك لأن الصندوق هو من سيعطي النتيجة، رافضا بذلك استباق الأمور وتقديم بعض الأسماء. من جهته أوضح عضو اللجنة المركزية واحد الفاعلين في مبادرة عقد دورة طارئة للجنة المركزية محمد بورزام أن اللقاء الذي عقد أول أمس بالمقر الوطني للحزب لقي تجاوبا كبيرا من طرف القاعدة النضالية للحزب، وترك انطباعا حسنا لدى الكثير من الجهات، لذلك دخل أعضاء اللجنة المركزية مباشرة بعد ذلك في دراسة الخيارات التي سيقدمون عليها في المرحلة المقبلة ومنها خيار عقد دورة طارئة للجنة المركزية السبت المقبل. وبالنسبة للمتحدث فإن الأسماء لا تهم لأن من يتولى القيادة سينتخب عن طريق الصندوق وبطريقة ديمقراطية وهو الخيار الذي شددت عليه المجموعة في لقائها أول أمس، فالمهم هو يتم انتخاب أعضاء جدد للمكتب السياسي وفقا للتقاليد التي يسير عليها الحزب منذ سنوات طويلة، أما الأمين العام فيمكن ترك ذلك لوقت لاحق وانتخابه فيما بعد من بين أعضاء القيادة الذين سيخرجون عن طريق الصندوق. وتحدثت مصادر من اللجنة المركزية أن الأمين العام عبد العزيز بلخادم اجل أمس زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى ولاية تندوف بسبب التطورات المتسارعة داخل الحزب، ونشير أن أعضاء اللجنة المركزية المطالبين بعقد دورة طارئة كانوا قد شددوا منذ البداية على أن تعقد هذه الدورة قبل العشرين من الشهر الجاري، وهم يريدون الإفراغ من هذا المشكل قبل انطلاق الحملة الانتخابية المقررة الاثنين المقبل. وكانت قيادة الحزب اعتبرت ما قام به المناوئون مجرد احتجاج ليس له صبغة قانونية أو تأثير وسيكون محل نظر، مشككة على لسان قاسة عيسى في قدرة خصوم بلخادم على جمع عدد التوقيعات المطلوبة.