إيداع رئيس زمرة الجمارك براس العيون الحبس ووضع عونين تحت الرقابة القضائية نجحت المجموعة الإقليمية للدرك بولاية تبسة في تفكيك مجموعة أشرار كانت تنشط في مجال التهريب الدولي المنظم انطلاقا من فرنسا مرورا بتونس ووصولا إلى تبسة والولايات الداخلية،حيث تبين للجهات المتابع لسير التحقيق بعد حجز 38 طنا من السلع المهربة على متن شاحنة كبيرة مغطاة أن الشبكة لها كشافان للطريق مسهلين لها لعبور الحدود وناقلين للسلع مقابل مبالغ معتبرة.كما أظهرت فصول التحقيق مع الموقوفين أن العملية ليست الأولى التي يتم تنفيذها بل سبق وأن نفذت عمليات مماثلة،ولم يكن الكشف عن أفرادها سهلا للمحققين إذ استعانت مصالح الدرك بما توفره التكنولوجيا الحديثة للوصول لمدبر العملية والمساعدين له،بدء بسائق الشاحنة المغطاة ومرورا برئيس كشافي الطريق لتفادي الحواجز الأمنية الثابتة والمتنقلة ووصولا إلى 3 جمركيين يشتبه في تقديمهم تسهيلات لأفراد الشبكة لعبور شحنة المحركات و قطع السيارات والغسالات وأدوات التنظيف والدراجات النارية الهوائية عبر احد المراكز البرية بالولاية. وكانت مصالح الدرك قد تابعت الشاحنة المشبوهة القادمة من أحد المراكز الحدودية ،وتم إلقاء القبض على عدد من الأشخاص يشتبه في صلتهم بالعملية وبعد استنفاد الإجراءات القانونية تمت إحالة الموقوفين على الجهات القضائية ،أين صدر أمر بإيداع 4 منهم الحبس المؤقت ويتعلق الأمر بسائق الشاحنة وكشاف الطريق ورئيس زمرة الجمركيين بالمركز الحدودي،فضلا عن بارون العملية الذي تبين أنه توبع في قضية تهريب سابقة وسلم نفسه للمحاكمة قبل اكتشاف العملية الأخيرة بأيام،حيث وجهت لهم تهمة تكوين جمعية أشرار والتهريب الدولي المنظم والمشاركة وتقديم تسهيلات بحكم الوظيفة،كما تم وضع جمركيين اثنين يعملان بالمركز الحدودي راس العيون تحت الرقابة القضائية وأفرج عن الثالث مؤقتا. وترجع فصول القضية إلى الأسبوع المنصرم بعد ورود معلومات مفادها تورط أشخاص في مرور شاحنات عبر المركز الحدودي بطريقة غير قانونية لينصب كمين بالمركز،لتصل الشاحنة المشتبه بها في حدود 11 ليلا للمركز التونسي ثم تحركت باتجاه المركز الجزائري بعد 4 ساعات حيث عبرت المركز بعد إطفاء الإنارة وهو ما أثار الشكوك ليؤمر السائق بالتوقف غير انه رفض ذلك بالرغم من انفجار العجلات ومع ذلك واصل السير على مسافة 40 كيلومتر تقريبا إلى غاية حي الوئام بتبسة ليتم توقيف الشاحنة والسائق لاحقا وقد عثر بداخل الشاحنة على 38 طنا من البضائع بقيمة مالية وصلت 05 مليار سنتيم .مجريات التحقيق قادت إلى التعرف على الأطراف الأخرى بينهم الجمركيان الذين كانوا بالمركز الحدودي فيما كان المتهم الرئيسي في العملية موقوفا في قضية أخرى.وتعد هذه القضية من أبرز القضايا التي عالجها الدرك بولاية تبسة خلال السنة الجارية.