تمكنت مصالح الدرك الوطني بعنابة، ليلة أول أمس، إثر إطلاق نار كثيف، من توقيف ثلاثة عناصر تتراوح أعمارهم بين 30 و45 سنة، كانوا على متن سيارتين يشتبه في علاقتهم في تكوين شبكة دولية مختصة في المتاجرة في المخدرات والمشروبات الكحولية. وحسب المعلومات التي حصلت عليها ''الخبر''، فإن توقيف عناصر هذه الشبكة الدولية المختصة في المتاجرة بالمخدرات، جاء إثر تلقي مصالح الدرك الوطني معلومات دقيقة تفيد بمحاولة عناصر شبكة تهريب دولية إغراق السوق المحلية بكميات معتبرة من الكيف المعالج والمشروبات الكحولية ذات الجودة العالمية، كانوا على متن سيارة من نوع بيجو 308 تحمل ترقيما فرنسيا. هذه المعطيات الاستخباراتية الهامة تم استغلالها، حسب مصادرنا، من طرف مصالح الدرك الوطني، من أجل رصد تحركات عناصر هذه الشبكة منذ الساعات الأولى لصبيحة الإثنين الماضي، الذين كانوا يستقلون سيارتين سياحيتين من نوع بيجو 308، وأخرى من نوع ''ياريس'' تحمل ترقيم ولاية تبسة. وفي حدود الساعة الثامنة ليلا، باشرت عناصر الدرك الوطني عملية مطاردة المشتبه فيهم الذين رفضوا التوقف، ما أجبر أفراد الدرك على الشروع في إطلاق النار صوب السيارة المستهدفة من نوع بيجو 308، جراء رفض سائقها الانصياع إلى أوامر التوقيف، ما تسبب في إفقاده السيطرة على السيارة التي اصطدمت بالحاجز المروري للطريق المؤدي إلى حي أوزاس ببلدية عنابة، وألقي القبض عليه بعد مطاردة قصيرة عندما حاول الفرار داخل الأحراش المؤدية إلى ملعب 19 ماي. وذكرت المصادر ذاتها أن هذه العملية أسفرت عن توقيف سيارة أخرى من نوع ''ياريس'' كان على متنها عنصران آخران يشتبه في علاقتهما بسائق سيارة بيجو 308، التي كانت محمّلة، حسب المعلومات الأولية، بعدد كبير من الصناديق الكارتونية يحتمل بأنها محمّلة بكميات كبيرة من القنب الهندي والمشروبات الكحولية من النوعية الرفيعة. وفور توقيف مصالح الدرك الوطني للمشتبه فيهم تمت إحالتهم على التحقيق من أجل استغلال عامل الوقت لتوقيف عناصر آخرين ينشطون ضمن هذه الشبكة، وتحديد مصدر هذه البضاعة المحجوزة والوجهة التي كانت ستحوّل إليها. وقد كادت هذه العملية أن تتسبب في وقوع اشتباك بين فرقة للشرطة القضائية للأمن الوطني، وعناصر من الدرك الوطني في زي مدني كانوا على متن سيارة من نوع ''غولف'' تسير بسرعة فائقة، حيث تمت ملاحقتها من طرف عناصر الشرطة القضائية، وإرغام سائقها على التوقف بالقرب من مدرسة الشرطة بحي سيدي إبراهيم قبل أن يكشف سائقها ومرافقوه عن هويتهم بأنهم دركيون كانوا رفقة عناصر آخرين في زي عسكري في مهمة مطاردة لعناصر شبكة دولية مختصة في تهريب المخدرات.