اضراب 400 عامل بشركة البناء التركية "أصلان" في علي منجلي توقف أمس 400 عامل يشتغلون في مشروع إنجاز 2500 سكن بالمدينةالجديدة علي منجلي تقوم بتنفيذه الشركة التركية للبناء "أصلان" عن العمل مطالبين بصرف متأخر رواتبهم للشهر الماضي. كما استغل العمال المضربون حركة الاحتجاج لطرح عدة قضايا كغياب عقود عمل و تهديد مدير المشروع لهم بالطرد من العمل و الظروف الصعبة التي يشتغلون فيها من غياب اللباس و أدوات العمل، و كذا عدم تلقيهم منحا و علاوات أقرتها القوانين لصالحهم مثل الزيادات الأخيرة في الأجور و المنح العائلية و العطل السنوية المقررة و أيام الراحة الأسبوعية. العمال الذين قاموا بغلق مدخل الورشة و تجمعوا هناك يمنعون كل نشاط بالمشروع قالوا أنهم يعملون ثلاثين يوما كل شهر و لم يوقعوا عقودا مع المؤسسة التركية منذ توقيعهم العقود التجريبية الأولى ، و قد قضى بعضهم بالمؤسسة 36 شهرا، و لا يأخذون إلا نصف العطلة السنوية و أحيانا يجبرهم الأتراك على العمل يومي الجمعة و السبت مقابل أجر شهري لا يتعدى 18 ألف دج في أحسن الحالات و يبلغ أجر بعض العمال 10 آلاف دج، بينما الأجر الأدنى الوطني المضمون لا يقل عن 18 ألف دج. السلوكات التي أبداها بعض المسؤولين الأتراك عن المشروع حركت غضب العمال الذين استاءوا لقيام مدير المشروع بنزع العلم الجزائري و معه العلم التركي من مدخل الورشة، كما أنه رفض الإستماع لإنشغالات المضربين و هدد بعضهم بالطرد و قال لهم "اشتكوا لبوتفليقة"، و اعتبر العمال ذلك إهانة لهم،مبدين الرغبة في تشكيل فرع نقابي لهم بعقد جمعية عامة نهاية اليوم و قالوا أن مفتشية العمل لم تأخذ بعين الجدية شكاويهم، كما أن مسؤول المستخدمين و هو جزائري يعمل لحساب الأتراك "يتعسف" دوما في حقهم مطالبين برحيله. مدير المشروع السيد قدير شينغين الذي وجدناه في حالة غضب كبيرة تحدث إلينا عبر ترجمان اعتبر حركة الإضراب طبيعية قائلا إنها نتيجة لمشاكل عاشتها الشركة التركية مع متعامليها و على رأسهم ديوان الترقية و التسيير العقاري "أوبيجيي" لولاية قسنطينة الذي تأخر عن دفع بعض مستحقات المتعامل التركي، و قد وعد الديوان حسب المدير بدفع جزء من تلك المستحقات بداية الأسبوع الحالي، لكن العمال وجدوا في عناصر قليلة من أربعة أشخاص محرضين لهم على القيام بالإضراب. و نفى مدير مشروع شركة "أصلان" في علي منجلي أن تكون شركته قد عملت خارج القوانين و تشريعات العمل السارية المفعول و أكد أنها تلتزم بموجب الاتفاقيات التي لها مع الجهات الرسمية بالعمل في إطار القانون و بمنح العمال كامل حقوقهم و هي بذلك تقوم بدفع الاشتراكات التي عليها لصندوق "كاكوبات" و "كناص" بطريقة منتظمة. المسؤول من خلال ترجمانه قال أنه كان في حالة غضب كبيرة حينما تحدث إلى العمال المضربين صبيحة أمس وقد كان بعض المتعاملين وعدوه بدفع مستحقات الشركة لكن ذلك تأخر، مما أدى إلى الإنفلات الحالي، و تساءل المدير عمن يحرك العمال في هذا الوقت بالذات و نفى أن يكون قد تم طرد العاملين بالشركة، مؤكدا حقهم في تأسيس فرع نقابي و تنظيم أنفسهم، و طلب عدد من العمال لقاء المدير، الذي وافق على ذلك لكنهم في غضون حديثنا إليه توجهوا نحو مفتشية العمل و بقت الإدارة تنتظر عودتهم. بعض المتعاملين مع الشركة من المقاولين المكلفين بالمناولة اشتكوا بدورهم من تأخر تلقيهم مستحقاتهم و قال أحدهم أن الشركة التركية صارت عاجزة حتى عن دفع فاتورة بمئة مليون سنتيم لمقاولات تكفلت بالطلاء و الكتامة و الكهرباء في عمارات المشروع المتواجد بالوحدة الجوارية الرابعة عشر من المدينةالجديدة علي منجلي ، و ذكر المقاول أنه لم يحصل على مستحقاته منذ ستة أشهر و هو حال عشرات المقاولين المتعاملين مع الشركة التركية التي تتولى تنفيذ مشاريع بناء أخرى في ولاية قسنطينة بعين عبيد و في عديد الولايات عبر الوطن. مدير المشروع أكد أن أزمة السيولة التي تواجهها الشركة عرضية و سيتم تجاوزها معتبرا مطلب تغيير مسؤول المستخدمين بغير المعقول لكون المعني و هو جزائري يقوم بتنفيذ كل ما تتطلبه القوانين تجاه العمال منها دفع اشتراكاتهم لدى صندوق الضمان الاجتماعي. ع.شابي /تصوير: الشريف قليب