أكد أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، استلام الجامع الأخضر ومسجد الأربعين شريفا بقلب مدينة قسنطينة في أجل قريب، في وقت بلغت فيه أشغال إنجاز المركز الثقافي الإسلامي عبد الحميد بن باديس بعلي منجلي مرحلتها الأخيرة. وزار وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، ورشة ترميم الجامع الأخضر بوسط مدينة قسنطينة، حيث قسمت إلى 16 حصة، اكتملت الأشغال في اثنتين منها، كما تجاوزت التسعين بالمئة في 4 منها وثمانين بالمئة في 3، في حين تتراوح بين 50 و80 بالمئة في البقية، باستثناء الحصة الخاصة بالأمن والملاحق. وذكرت ممثلة مكتب الدراسات المكلف بمتابعة المشروع أن الأشغال قد أخذت بعين الاعتبار طبيعة الجامع، حيث وضع نفس الزليج في أماكن القطع غير المكتملة في قاعة الصلاة، كما تم اعتماد نفس نمط كتابة الآيات القرآنية في رسم قصيدة «البردة» على الشريط الذي يعلو الزليج الخزفي، مع مراعاة نفس الألوان أيضا، في حين نبهت المتحدثة بأن الرسم الأصلي للمنبر سيستعاد أيضا. وأشارت ممثلة مكتب الدراسات إلى بعض الأجزاء التي استعيدت بنفس الشكل القديم، حيث أكد وزير الشؤون الدينية أن الأولوية لترميم المساجد الأثرية، على غرار الجامع الأخضر، مشيرا إلى أن العملية قد بلغت مرحلة متقدمة جدا، في حين أوضح أنه سيفتح للمواطنين في مناسبة وطنية تاريخية، حتى يوضع تحت تصرفهم. وشدد والي قسنطينة في حديثه إلى ممثلي المقاولة ومكتب الدراسات على استلام المشروع نهاية شهر ماي الجاري، ليبقى التدشين في موعد لاحق، بينما نبه الوزير على ضرورة عدم طلاء أعمدة قاعة الصلاة، حيث أوضحت له ممثلة مكتب الدراسات أنها كانت مطلية وتم نزع الدهن عنها. وتفقد الوزير قاعة المدرسة القرآنية أيضا، حيث نبهت ممثلة مكتب الدراسات أن القائمين على العملية قد طلبوا من مديرية الشؤون الدينية تحويلها إلى قاعة صلاة خاصة بالنساء وتم تزويدها بمائضة والتجهيزات الصوتية، لكن الوزير أشار إلى إمكانية الاستفادة منها للتدريس في نفس الوقت. وأشارت ممثلة المكتب أيضا إلى أن العملية ستشمل وضع تاريخ السنة الجارية على كتابة مستحدثة فوق أحد أبواب المعلم، حتى يكون محددا، ولا تحدث أخطاء مستقبلا حول تاريخ وجودها في الجامع في حال القيام بترميمات أخرى. أما في مسجد الأربعين شريفا، فقد أشار ممثل مكتب الدراسات المكلف بمتابعة المشروع إلى أن المراجع التاريخية حول المعلم شحيحة، إلا أن عملية الإنجاز قد بلغت مرحلة متقدمة في الوقت الحالي مقارنة بما كانت عليه من قبل، بعد تسع سنوات من انطلاق المشروع في عام 2014، في حين شملت زيارة وزير الشؤون الدينية تدشين المدرسة القرآنية التابعة لمسجد الفاتح بحي النعجة الصغيرة في بوالصوف، كما أشرف على افتتاح الملتقى الدولي حول «مدرسة القراءات في الغرب الإسلامي وأسانيدها وخصائصها الأدائية وإشعاعها في العالم الإسلامي»، في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، التي وقع مديرها اتفاقية تعاون مع مدير جامعة الزيتونة، بحضور رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أبو عبد الله غلام الله. ومست النقطة الأخيرة من الزيارة المركز الثقافي الإسلامي الشيخ عبد الحميد بن باديس بعلي منجلي، حيث تصل رخصة البرنامج الخاصة بالمشروع إلى ما يقارب 74 مليار سنتيم، بينما بلغت عملية إنجازه مرحلة متقدمة، حيث لم تبق إلا الأشغال النهائية لاستكمال المشروع. وصرح وزير الشؤون الدينية على هامش الزيارة أن الإعلان عن استلام مسجد الأربعين شريفا والجامع الأخضر، سيكون قريبا، حيث اعتبر أنها مؤسسات دينية ذات أهمية تاريخية للجزائر ولقسنطينة باعتبار أن الشيخ عبد الحميد بن باديس بنى أسس الإصلاح من الجامع الأخضر، كما قال إن المركز الإسلامي عبد الحميد بن باديس سيكون إضافة كبيرة.