أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، أمس من قسنطينة، أن الخطاب الديني الجزائري وسطي ضد العنف، حيث اعتبر أنه يعمل على نشر الثقافة المرجعية الوطنية، في حين أوضح أن القانون يدين السلوكيات العدائية تجاه الأئمة ويعاقب مرتكبيها. وتحدث وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، خلال زيارته لولاية قسنطينة، في رد على سؤال صحفيّ حول الإجراءات التي تعتزم الوزارة اتخاذها من أجل حماية الأئمة ضد الاعتداءات، عن تفعيل قانون لتجريم هذا الفعل، حيث جدد الترحم على إمام مسجد علي بن أبي طالب بمدينة مغنية في تلمسان بعد أن توفي متأثرا باعتداء عليه، لكنه شدد بالقول «حتى لا يستغل الاعتداء من طرف أي كان، فإنه قد وقع من طرف شخص مختل عقليا ومرفوع عنه القلم بحسب ما أثبتته المصالح الطبية ومصالح العدالة في التحقيق»، كما أوضح أن اليوم الوطني للإمام دليل على أن الجزائر تعتني بأئمتها وشيوخها وعلمائها. وأضاف بملهدي أن الاعتداءات ليست مقتصرة على الأئمة فحسب، حيث قال إن جهات تريد أن تغرق الجزائر في المخدرات والمهلوسات، مضيفا أن دائرته الوزارية قد سجلت 70 حادثة اعتداء على الأئمة، أغلبها تتمثل في اعتداءات لفظية وشتم وإهانة بعبارات؛ أكد أن القانون يدين هذه السلوكات، بينما تمت متابعة مرتكبيها في المحاكم. ولفت الوزير إلى تسجيل 16 اعتداء جسديا، حيث اعتبر أن تفعيل القانون وقيام جميع المتدخلين من جانب الإدارة وجميع الهيئات المعنية «دليل على أن الأمور بخير». من جهة أخرى، اعتبر الوزير أن الخطاب الديني الجزائري وسطي ضد العنف، كما يعمل على نشر الثقافة المرجعية الوطنية للبلد، بينما يستبعد جميع الألفاظ والخطابات التي تتضمن تجريحا أو تشهيرا أو غيرها، مؤكدا أن هذا الأمر مكرس في الخطاب المسجدي. وذكر نفس المصدر أن مفتشي وزارة الشؤون الدينية يحضرون الملتقيات والندوات واللقاءات العلمية والجمعات ليمارسوا مهمتهم الرقابية، لكنه نبه أن تكوين الأئمة أو معلمي القرآن يبنى على منهج الوسطية. وأشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف على افتتاح المؤتمر الدولي حول "مدرسة القراءات في الغرب الإسلامي وأسانيدها وخصائصها الأدائية وإشعاعها في العالم الإسلامي" في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، حيث تحدث في كلمته إلى المدارس القرآنية التي كانت في جبال الجزائر وتدرس القرآن بقراءاته العشر، مشيرا إلى أن الوزارة تمكنت من إنشاء المقرأة الإلكترونية التي ينتسب إليها أكثر من 15 ألف طالب من 80 دولة في العالم، بينما تصل مؤسسات تعليم القرآن إلى أكثر من 18 ألفا من بينها زوايا ومدارس قرآنية ومدارس نموذجية وأقسام قرآنية ينتسب إليها ما يقارب المليون تلميذ. ولفت نفس المصدر أن شهر رمضان قد شهد مشاركة ما يقارب 50 ألف تلميذ في مسابقات القرآن على المستوى الوطني، بينما أكد أن الوزارة طبعت أول مصحف بخط برايل للمكفوفين لأول مرة منذ الاستقلال برواية ورش، وسمي ب"مصحف الجزائر تيمنا بمصحف الثعالبية الذي طبع منذ قرن ويسميه الأفارقة مصحف الجزائر"، حيث أوضح أن الوزارة أعادت طبعه أيضا بعد مراجعة وتقويم ما يقارب ألفي موضع منه، بينما نبه أن المصحف المطبوع بخط برايل سيوزع. وألقى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أبو عبد الله غلام الله، كلمة خلال افتتاح الملتقى الذي يشارك فيه باحثون من تونس وليبيا ومصر وماليزيا والولايات المتحدةالأمريكية والسينغال وغيرها من الدول، بينما أطلع القائمون على الجامعة الوزير والوفد المرافق له على المقتنيات الجديدة في مكتبة الجامعة.