استحدثت مديرية الصحة والسكان لولاية قسنطينة منصة رقمية جديدة لشبكة الاستعجالات الطبية والجراحية، حيث تعمل على توجيه المرضى حسب طبيعة الحالة وأماكن إقامتهم من خلال ملفات طبية رقمية، فيما تستهدف تخفيف الضغط عن الهياكل الصحية عبر توزيع التكفل على ثلاثة مستويات، تكون فيها الإحالة على المستشفى الجامعي في المرتبة الأخيرة. وأورد بيان صادر عن مديرية الصحة والسكان، تلقت النصر نسخة منه، أن منصة "شبكة الاستعجالات الطبية والجراحية" قد أطلِقت، حيث تتمثل في "نظام رقمي سيساهم بصورة فعالة في توجيه المرضى والتكفل الأمثل بحاجياتهم". وقد نُصبت الأرضية الرقمية على مستوى المديرية، حيث يتكفل بها طاقم طبي مسخر للعمل بنظام المناوبة على مدار الساعة، بينما تقوم مهمة أفراده على استقبال المكالمات الهاتفية عبر الرقم الأخضر 3030، ليتم بعد ذلك توجيه المرضى من خلال معايير تقوم على الضرورة الاستعجالية للحالة ومقر الإقامة، كما يشمل عمل الفريق تدوين البيانات الشخصية للمعنيين وسؤالهم عن الأعراض المرضية ومعاناتهم من مضاعفات صحية سابقة أو مزمنة. أما المرحلة الثانية فتتمثل في تحديد طريقة التكفل الصحي من حيث الحاجة للمتابعة من طرف ممارس أخصائي على مستوى العيادات المتعددة الخدمات، وذلك من خلال نظام إخراج الفحوص الطبية المتخصصة المتوفرة في جميع المؤسسات الصحية الجوارية بتخصصات طبية متنوعة، أو عن طريق العلاج أو الاستشفاء في المنزل بحسب تقديرات الطبيب المتابع للوضعية الصحية ودرجة الخطورة، مثلما جاء في البيان، الذي يؤكد أن دور المتابعة والتنسيق يظل موكلا للطبيب المركزي في مديرية الصحة والسكان. وتُمكّن المنصة الجديدة الطبيبَ الذي يستقبل المرضى المحالين على المؤسسات العمومية للصحة الجوارية من الحصول على نسخة رقمية من الملف الطبي للمريض، الذي يستفيد من الفحوص اللازمة بمجرد ولوجه المؤسسة، ليُستكمل تدوين نتائج المعاينة الطبية عبر الأرضية الرقمية مع تحرير الوصفة أو التحاليل اللازمة، بينما يتم الاتصال بالمؤسسة العمومية الاستشفائية أو المؤسسة الاستشفائية المتخصصة مسبقا مع تحويل الملف الرقمي إليها من خلال المنصة في حال استلزم الأمر إجلاء المريض على المستوى الثاني، ليتم التكفل به، بحسب الضرورة الصحية، كما يُجلى على المستوى الثالث عند الضرورة، أي يحول إلى المستشفى الجامعي ابن باديس، بحسب نفس المصدر. وأبرزت الوثيقة أن أهمية شبكة الاستعجالات الطبية والجراحية تكمن في تنظيم المسار العلاجي وتوجيهه وتنظيمه، بالإضافة إلى تحديد الخريطة الصحية الجغرافية للتكفل بالمرضى بحسب الضرورة الاستعجالية، حيث تسعى المديرية من خلاله إلى تخفيف الضغط على المؤسسات العمومية الاستشفائية وتسهيل التكفل بالمرضى في المؤسسة العمومية للصحة الجوارية، فضلا عن "تفعيل دور المتابعة الطبية والرقابة على مستوى مركزي" في مديرية الصحة، ما سيتيح "تحسين مردودية التكفل الطبي المتخصص". وقد نظمت مديرية الصحة والسكان يوما دراسيا تكوينيا لفائدة إطارات من المؤسسات العمومية الصحية والاستشفائية بالولاية، حيث جرى فيه شرح طبيعة شبكة الاستعجالات الطبية وطريقة عملها تحت إشراف مدير القطاع.