سوسطارة تهدي الجزائر اللقب 12 في مسابقات القارة السمراء منح فريق اتحاد العاصمة سهرة السبت، الجزائر اللقب القاري رقم 12 في مختلف مسابقات الأندية، المنظمة تحت لواء الكونفدرالية الإفريقية، التي كان قد افتتحها نادي مولودية الجزائر عام 1976، بعد نيل كأس مسابقة الأندية الإفريقية البطلة (النسخة القديمة لرابطة الأبطال)، وهي السنة التي جاءت امتدادا للنهضة الكروية الجزائرية، كون تتويج النادي العاصمي أعقب إنجاز المنتخب الوطني بقيادة المدرب مخلوفي، بنيل ذهبية ألعاب البحر المتوسط (دورة 1975)، وسبق بأربع سنوات، ثاني مشاركة للمنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا للأمم التي جرت بنيجيريا، ووصل رفاق بلومي إلى محطتها الختامية، قبل خسارة اللقب أمام منتخب البلد المستضيف. وتوجت الكرة المحلية قبل نهائي السبت، بين تشكيلة سوسطارة ونادي «يونغ أفريكانز» التنزاني، بإحدى عشر لقبا قاريا، منها 5 في المنافسات المخصصة لأبطال الدوريات في القارة (كأس الأندية البطلة قبل أن تتحول عام 1997 إلى مسابقة رابطة أبطال إفريقيا)، وكأس وحيدة في بطولة إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس، إضافة إلى 3 ألقاب في مسابقة كأس الكاف (النظام القديم)، وواحدة تخص السوبر الإفريقي، وأخيرا لقبا في مسابقة اندثرت وهي الكأس «الأفرو أسيوية»، وكان يتصارع فيها كل سنة، الحائز على كأس بطولة الأندية في القارة السمراء مع نظيره المتوج في القارة الأسيوية. ويعتبر فريق شبيبة القبائل أكثر النوادي المحلية المتوجة قاريا، بستة كؤوس (2 الأندية البطلة، 3 كأس الكاف، كأس وحيدة في بطولة إفريقيا للأندية الحائزة على الكأس)، يليه وفاق سطيف صاحب اللقب الوحيد في رابطة الأبطال بنسختها الجديدة، وهو الذي كان قد أحرز كأس ذات المسابقة عام 1987، مع المرحوم مختار لعريبي ثم أتبعها بأخرى أفروأسيوية، وبعدها «سوبر أفريقي» عام 2015 أمام الأهلي المصري، ليأتي أخيرا اتحاد العاصمة ويدخل تاريخ المسابقات القارية بنيل تاج الكونفدرالية، وهو الأول في تاريخ هذا النادي الذي كان قد وصل المحطة النهائية لنسخة عام 2015 من مسابقة رابطة الأبطال قبل أن يضيع «النجمة» لصالح تي بي مازيمبي، الذي حرم الكرة الجزائرية من لقب آخر في العام الموالي، في كأس الكاف على حساب مولودية بجاية. خسارة الجزائر لنهائيات المسابقات القارية، كان قد افتتحها نصر حسين داي سنة 1978، لما جانب الفوز ببطولة الأندية الحائزة على الكؤوس لصالح حوريا كوناكري الغيني، ثم مولودية وهران التي حرمها التحكيم من كأس الأندية البطلة عام 1989، كما ضيع فريقا وفاق سطيف وشبيبة القبائل 3 فرص أخرى، الأولى عام 1996، لما خسر «الكناري» رهان السوبر» أمام أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي، ثم وفاق سطيف سنة 2009، في نهائي كأس الكونفدرالية، وهو الأمر الذي تكرر قبل سنيتن فقط مع شبيبة القبائل، التي ضيعت بالبينين لقبا جديدا في كأس الكونفدرالية. وعلاوة على الانجازات القارية ال12، فتملك النوادي المحلية 15 تتويجا آخر في مسابقات إقليمية، 7 منها «عربية»، حققتها كل من مولودية وهران (كأسان للكؤوس العربية في 1997و1998 وكأس النخبة العربية 1999)، وفاق سطيف (لقبان لدوري أبطال العرب سنتي 2007 و2008)، وداد تلمسان كأس العرب للأندية البطلة 1998، واتحاد العاصمة كأس الاتحاد العربي للأندية 2013. أما في المنافسات الخاصة ببلدان شمال إفريقيا، فتملك الكرة المحلية 3 ألقاب مختلفة، حصدها كلها وفاق سطيف، وهي كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة 2009، كأس السوبر لشمال إفريقيا 2010، كأس الكؤوس لشمال إفريقيا 2010، في حين وفي المسابقات المغاربية، حققت الأندية الجزائرية 5 ألقاب في المجموع، افتتحها شباب بلوزداد بثلاثة كؤوس للأندية المغاربية البطلة، في سنوات 1970-1971-1972، ثم مولودية العاصمة كأسان للأندية المغاربية الفائزة بالكأس في عامي 1972 و1974. كريم - ك احتفالات عارمة بالعاصمة «المسامعية» يحولون الليلة الماطرة إلى نهار بهيج فجرت لحظة إعلان الحكم الموريتاني بيدة دحان، عن انتهاء مباراة اتحاد الجزائر أمام يونغ آفريكانز التنزاني، وتتويج سوسطارة بلقب كأس الكونفدرالية لأول مرة في تاريخه، فرحة كبيرة في شوارع العاصمة، حيث خرج أنصار الفريق عن بكرة أبيهم، في احتفالات عارمة بهذا الإنجاز، لتنقلب بذلك الليلة الماطرة إلى نهار بهيج. وبمعاقل النادي الأحمر والأسود، سوسطارة باب الواد على طريق باب جديد، ثم بولوغين (سانت أوجين سابقا)، مرورا على رايس حميدو والحمامات، عبر طريق الواجهة البحرية المؤدية إلى غرب العاصمة بعين البنيان وصولا إلى سطاوالي وزرالدة مناطق عدة أخرى بالعاصمة، تحولت الليلة إلى أجواء احتفالية «خرافية». وبعدما عاش محبو النادي أجواء صعبة من شدة الضغط، انفجرت بعد انتهاء اللقاء، أهازيج الجماهير مرفوقة بأصوات منبهات السيارات في مختلف شوارع العاصمة، التي دوت بالمفرقعات والألعاب النارية بشتى أنواعها «شماريخ» و»كراكاج» لتتوهج بها مدينة الجزائر. زغاريد من الشرفات، أغاني، أهازيج، رايات حمراء وسوداء، صغار، كبار، عائلات.. اجتاح الجميع الشوارع والساحات من أجل الاحتفال بهذا التتويج التاريخي، في سهرة طويلة، رغم الأجواء الماطرة والباردة ليلا. جمال، أحد المشجعين الأوفياء للفريق الأحمر والأسود، قال بعد اللقاء :»لا يمكن وصف فرحتي واعتزازي بالتتويج التاريخي، الذي لطالما انتظرناه. وهذا اللقب هو ثمرة مجهودات كبيرة بذلها اللاعبون الذين كانوا رجالا حقيقيين فوق الميدان، كما لا ننسى أيضا الدور الذي لعبه الأنصار وكانوا فعلا اللاعب رقم 12، والآن حان الوقت لكي نحتفل بهذا الإنجاز الخالد». وتابع الأنصار الذين لم يسعفهم الحظ في اقتناء التذكرة والذهاب إلى الملعب، النهائي أمام الشاشات الصغيرة، مثلما كان عليه الحال بمقهى ساحة سوسطارة، وهو الحي الذي يعتبر أكبر معقل للنادي العاصمي. مشوار اتحاد الجزائر في منافسة كأس الكاف، كانت خاتمته «مسكا عطرا» على الجميع، فبعد انتهاء ال96 دقيقة الصعبة، تحرر الكل وراحوا يهللون بمختلف الأهازيج، وسط رقصات على أنغام أغنية «هادي لياسما .. ماشي ساهلة»، منتشين بهذا الانجاز التاريخي. وكعادتهم صنع أنصار «الكحلة» و»الحمرة» فرجة حقيقية في شوارع وأزقة العاصمة التي تزينت بلوحات أقل ما توصف بأنها في منتهى الروعة، ممجدين ناديهم الذي سيحتفل يوم 5 جويلية القادم بالذكرى ال86 لتأسيسه. وكانت السعادة الكبيرة لحظة تسلم قائد الفريق زين الدين بلعيد، الذي كان برفقة والد لاعب الاتحاد الراحل, بلال بن حمودة, المتوفى يوم 10 جوان من العام الماضي، اثر حادث مرور مأساوي، وهذا تكريما لزميلهم ولعائلته، في لفتة رائعة ونبيلة تعكس قيم هذا النادي العريق وتؤكد فعلا أن «لياسما» عائلة واحدة. ق - ر رئيس الكاف موتسيبي يُصرح الجزائر تستحق هذا الإنجاز لم يتوان رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي في تأكيد أحقية الجزائر بتتويج اتحاد العاصمة بكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عندما قال:» الجزائر تستحق هذا الإنجاز، بالنظر إلى ما تقدمه إلى كرة القدم الإفريقية، لقد استمتعنا بلقاء نهائي لعب في أجواء رائعة، ووسط حضور جماهيري مميز، وليس غريب عن الجمهور الجزائري، وهو ما وقفنا عليه في البطولات القارية الأخيرة المنظمة في هذا البلد الرائع، وأعتقد بأن تتويج إتحاد الجزائر، يؤكد بأن الكرة الجزائرية من بين الأفضل في القارة». وواصل رئيس الكاف تصريحاته لمختلف وسائل الإعلام، بتوجيه رسالة شكر إلى السلطات العليا في الجزائر ورئيس الفاف، عندما قال:» أود أن أشكر الدولة الجزائرية على دعمها لكرة القدم الإفريقية، وأحيي وزير الشباب والرياضة ورئيس الاتحاد الجزائري للعبة على التنظيم الرائع للقاء النهائي، والأجواء الخرافية التي عشناها، والتي سمحت لنا بتسويق صورة مشرفة عن كرة القدم الإفريقية، وهو الهدف الأول لنا كهيئة قارية». وكان رئيس الكاف باتريس موتسيبي، قد حل بالجزائر أربع ساعات قبل موعد انطلاق اللقاء النهائي، رفقة بعض أعضاء مكتبه التنفيذي والأمين العام للهيئة القارية، قبل أن يغادر بعد نهاية المباراة. حمزة.س إضافة إلى أندية إفريقية وأوروبية لاعبو الخضر يهنئون «الاتحاد» سارع عدد من لاعبي المنتخب الوطني إلى تهنئة إتحاد الجزائر بالتتويج بكأس الكنفدرالية، وذلك عبر منشورات على صفحاتهم الرسمية، أين كان اللاعب الأسبق لسوسطارة يوسف بلايلي أول المتفاعلين، من خلال نشر فيديو للأجواء الخرافية التي صنعها الجمهور في ملعب 5 جويلية، ليأتي الدور بعد ذلك على اللاعب الأسبق أيضا لأصحاب اللونين الأحمر والأسود حسن بن عيادة، ثم توالت التهاني من طرف الأندية المحلية والعربية، في صورة النادي الرياضي القسنطيني ووفاق سطيف ومولودية وهران وأهلي طرابلس الليبي، والنادي الإسماعيلي المصري. من جهته، مدرب المنتخب الوطني المحلي مجيد بوقرة، لم يفوت الفرصة وقدم تهانيه إلى إتحاد الجزائر، وهو الفريق الذي آمن كثيرا بلاعبيه، بدليل توجيهه الدعوة لتسعة لاعبين من سوسطارة في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي أقيمت في الجزائر، أين كان «الماجيك» حاضرا في مدرجات ملعب 5 جويلية، وقال بعد اللقاء:» أهنئ أسرة الاتحاد على هذا الإنجاز التاريخي، والذي كان مستحقا، وأنا سعيد للاعبين والمدرب بن شيخة الذي أعرفه جيدا، كما أعجبتني خرجة إدارة سوسطارة بإهداء الكأس للمرحوم بلال بن حمودة». يحدث هذا، في الوقت الذي صنع نادي موناكو الاستثناء من بين الأندية الأوروبية، عندما نشر تهنئة خاصة لأسرة إتحاد الجزائر عبر صفته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، جاء فيها:» نادي موناكو يهنئ إتحاد العاصمة الجزائري، بعد تتويجه بطلا لكأس الكونفدرالية الإفريقية». حمزة.س في وقت تدعمت الخزينة بمليوني دولار التتويج يضمن المشاركة في كأس الكاف ضمن إتحاد الجزائر المشاركة في النسخة المقبلة من كأس الكنفدرالية الإفريقية، بعد تتويجه سهرة السبت على حساب نادي يونغ أفريكانز التنزاني، وذلك وفق القوانين الجديدة المعمول بها من طرف الاتحاد الإفريقي للعبة، والتي تنص على ضرورة مشاركة الفائز بالمسابقة في الطبعة الموالية، ما يعني أن «أبناء سوسطارة» حتى في حال عدم احتلالهم مرتبة مؤهلة إلى منافسة قارية الموسم المقبل، سيجدون أنفسهم يستفيدون من هذه الميزة، وهو ما يجعل رفقاء بلعيد ينهون البطولة المحترفة بأكثر راحة، إلا إذا كان للمدرب بن شيخة رأي آخر، ووضع هدف إنهاء الموسم في الوصافة، للمشاركة في رابطة الأبطال، خاصة وأن الفريق في رصيده 32 نقطة ولديه ثلاث مباريات متأخرة، ما يعني إمكانية الاقتراب أكثر من النادي الرياضي القسنطيني (43 نقطة). وسيتحصل إتحاد العاصمة على قيمة مالية قدرها 2 مليون دولار، ما يعادل حوالي 30 مليار سنتيم، بعد التتويج بكأس الكاف، وذلك بعد الزيادات الجديدة التي أقرها رئيس الهيئة القارية باتريس موتسيبي مؤخرا، سواء فيما تعلق بكأس الكاف (2 مليون المتوج و1 مليون منشط النهائي) أو رابطة الأبطال (4 مليون دولار)، وهو ما سيسمح لإدارة الاتحاد بتخصيص منحة مهمة للاعبين نظير الإنجاز التاريخي، إلى جانب تسوية القضايا الموجودة على مستوى لجنة المنازعات والمحكمة الرياضية الدولية، وآخرها قضية المدير الرياضي السابق عنتر يحي (حوالي 8 ملايير سنتيم). حمزة.س بن شيخة يلتحق بقائمة المدربين المتوجين الكفاءة المحلية صاحبة الفضل في الإنجازات التحق المدرب القدير عبد الحق بن شيخة، بعد قيادته إتحاد العاصمة للتتويج بكأس الكونفدرالية الإفريقية على حساب نادي يونغ أفريكانز التنزاني، بركب الكفاءات المحلية التي نجحت في تشريف الراية الوطنية في كبرى المنافسات الإقليمية والقارية، على غرار السداسي عبد الحميد كرمالي وإسماعيل خباطو وخير الدين مضوي ورابح سعدان وجمال بلماضي ومجيد بوقرة وأرزقي رمان. «الجنرال» كما يحلو للجماهير مناداته، كان عند مستوى تطلعات مسؤولي اتحاد العاصمة، ومحبي الكرة الجزائرية، بعد أن أنهى قطيعة «أبناء سوسطارة» مع الألقاب القارية، مُهديا إياهم أول نجمة إفريقية في تاريخ هذا الفريق العريق، الذي تعاقب عليه مدربون كبار، إلا أن لا أحد منهم قد نجح في كتابة التاريخ، باستثناء عبد الحق بن شيخة الذي لم ينتظر كثيرا لتأكيد قيمة المدرب المحلي، إذ كان بحاجة إلى أشهر معدودات فقط للانضمام إلى كتيبة التقنيين الجزائريين المتوّجين على المستوى العربي والقاري، بداية بالمرحومين اسماعيل خباطو (قاد المولودية للقب عام 1976)، وعبد الحميد كرمالي، صاحب أول كأس أمم إفريقية للخضر عام 1990، مرورا بالشيخ رابح سعدان، الفائز بكأس العرب مع الوفاق، والحاضر في 3 نسخ مونديالية، وصولا إلى الإنجازات الفريدة لكل من جمال بلماضي، الحائز على كان 2019، وخير الدين مضوي، صاحب ثنائية دوري الأبطال والسوبر الإفريقي مع الوفاق السطايفي عام 2014، دون نسيان تتويج مجيد بوقرة مع المنتخب المحلي بالبطولة العربية سنة 2021، وأرزقي رمان بالكأس العربية مع منتخب أقل من 17 سنة. وحقق بن شيخة مشوارا بطوليا مع الاتحاد في مسابقة الاتحاد الإفريقي، رغم الانتقادات التي طالته في بعض الأوقات، خاصة بعد الإقصاء من منافسة كأس الجمهورية أمام نادي اتحاد مغنية، ولئن كان ذلك لم يفقد مسؤولي «سيربور» ثقتهم في كفاءة هذا المدرب الذي لديه صولات وجولات ناجحة مع عدة فرق محلية وعربية. وأصاب مسؤولو «سيربور» في قرارهم القاضي بتجديد الثقة في بن شيخة، ما سمح لهم بدخول التاريخ من أوسع الأبواب، كيف لا والاتحاد بات بطلا إفريقيا، وهو ما عجزت عن تحقيقه العديد من الأجيال المتميزة المتعاقبة على هذا الفريق. ويبدو أن تتويج بن شيخة الأخير بكأس الكونفدرالية، سيعيد الاعتبار من جديد للكفاءة المحلية التي كانت ولا تزال تصنع ربيع الكرة الجزائرية، ويكفي أنها كانت صاحبة الفضل في الفوز بكل الألقاب المستعصية على الكرة الجزائرية، على غرار رابطة الأبطال في نسختها الجديدة، حيث انتظر الجميع إلى غاية قدوم خير الدين مضوي من أجل أول تتويج، وكان ذلك عام 2014 مع وفاق سطيف، كما أن كأس الكاف بنظامها الجديد، ظلت غائبة عن خزائن أنديتنا المحلية إلى غاية التحاق بن شيخة بالعارضة الفنية لنادي «المسامعية» خلفا لبوعلام شارف. ورغم أن مسؤولي أنديتنا يفضلون في غالب الأوقات التعاقد مع مدربين أجانب، رغم رواتبهم الباهظة، إلا أن النتائج كانت دوما في صالح التقنيين المحليين، كيف لا وجميع الألقاب الوطنية المحققة، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات كانت من صنع جزائري خالص، وهو ما يستوجب إعادة النظر في هذه الاستراتيجيات التي لم تجدي أي نفع، بل على العكس تماما كانت وراء قيادتنا إلى المحاكم الرياضية الدولية، لا سيما عند العجز عن صرف مستحقاتهم العالقة. ومما لا شك فيه، هو أن تتويج بن شيخة مع الاتحاد بكأس الكونفدرالية قد جاء في وقته، حيث سيعيد الاعتبار لهذا المدرب الذي عانى الآمرين، بعد تجربته الفاشلة مع المنتخب الوطني الأول عام 2010، كما أن هذا الإنجاز غير المسبوق، كفيل بالارتقاء مجددا بالمدرب المحلي الذي ذهب مؤخرا ضحية الكثير من المغالطات. جدير بالذكر، أن بن شيخة حقق ثاني لقب قاري له في مشواره التدريبي، الممتد على مدار عدة سنوات، بعد «كأس السوبر» الحائز عليه مع نهضة بركان، على أن يكون أمام فرصة الفوز باللقب الثالث في حال الظفر بالكأس الممتازة مع اتحاد الجزائر، الذي هو في انتظار ملاقاة الفائز من الأهلي المصري والوداد البيضاوي. سمير. ك يتعرف على منافسه السبت القادم بن شيخة يفصح عن شرط التتويج بالسوبر ! أفصح مدرب إتحاد الجزائر عبد الحق بن شيخة، عن سر التتويج بالكأس الإفريقية الممتازة، التي سيخوضها أصحاب اللونين الأحمر والأسود يوم 11 أو 12 أوت، أمام الفائز بمنافسة رابطة الأبطال، والذي سيتم التعرف عليه سهرة السبت القادم، وقال مدرب سوسطارة:» في حال لم تتم إقالتي فإن الكأس الممتازة ستكون من نصيبنا»، وهو التصريح الذي أراد من خلاله مهندس الظفر بأول لقب قاري في تاريخ أبناء سوسطارة، رمي الكرة في مرمى المسيرين، والتأكيد على عامل الاستقرار، لأنه أحد أهم عوامل النجاح. ولم يكتف بن شيخة في تصريحاته في الندوة الصحفية التي نشطها، بعد المباراة النهائية بهذا الحد، بل قال أيضا:»أنا أسعد إنسان في العالم، لأنني تحصلت على لقبين قاريين في ظرف ستة أشهر، صحيح أن التتويج مع إتحاد الجزائر لديه نكهة خاصة، لأن الأمر يتعلق بالفوز في بلدي وإسعاد الشعب الجزائري، وهو ما يجعلني أشعر بالفخر والاعتزاز، لأنني انتظرت طويلا لعيش هذه اللحظات في وطني ومع أبناء بلدي». وأما بخصوص مباراة العودة، قال:» في مثل هكذا مباريات وجب عليك تسيير النتيجة، لأن الأهم هو التتويج، صحيح كنا نريد تحقيق الفوز، لكن المنافس دخل جيدا في المواجهة، وتمكن من تسجيل ضربة جزاء في توقيت صعب، ما جعلنا أمام حتمية تغيير طريقة اللعب في الشوط الثاني، ومن سوء الحظ أننا ضيعنا ضربة جزاء، وهو ما زاد من صعوبة الدقائق الأخيرة من اللقاء، لكن اللاعبين كانوا في الموعد وقاتلوا من أجل هذا الإنجاز، ورغم الضغط الكبير الذي عاشوه في الأيام الأخيرة، إلا أنهم حافظوا على تركيزهم». وختم بن شيخة كلامه، بتوجيه الشكر إلى جمهور إتحاد الجزائر، عندما قال:» أنصار الاتحاد من عالم آخر، فرغم الأمطار التي تساقطت قوة على الملعب، إلا أن الأجواء التي صنعوها أثناء وبعد اللقاء فريدة من نوعها، لقد كانوا حقا بمثابة اللاعب رقم 12، ويمكنهم الآن الاحتفال بهذا الإنجاز الذي انتظروه طويلا، كما أهدي هذا التتويج إلى روح المرحوم بلال بن حمودة». حمزة.س جحنيط أول لاعب يُتوج بكل الألقاب القارية والمحلية كتب صانع ألعاب اتحاد العاصمة أكرم جحنيط اسمه بأحرف من ذهب في سجل الكرة الجزائرية، بعدما بات أول لاعب جزائري يفوز بجميع الألقاب المحلية والإفريقية. ابن عين الفوارة الذي لم يحالفه الحظ للمشاركة في مباراة الإياب أمام يونغ أفريكانز التنزاني سهرة أمس الأول لخيارات فنية، كانت تنقصه كأس الكونفدرالية الإفريقية فقط لدخول التاريخ من أوسع الأبواب، لا سيما وأنه سبق له الفوز بكل الألقاب المحلية والقارية مع ناديه الأصلي وفاق سطيف، إذ يملك في سجله أربع بطولات (2012-2013-2015-2017)، وكأس الجمهورية سنة 2012، كما تُوّج رفقة الوفاق برابطة أبطال إفريقيا 2014، والسوبر الإفريقي سنة 2015، إلى جانب كأس السوبر الجزائرية في مناسبتين (2015 و2017)، دون نسيان لقب غال وثمين، يتعلق باختياره عام 2015، كأحسن لاعب ينشط داخل القارة. وانتظر جحنيط الانتقال إلى اتحاد العاصمة، لتزيين سجله الذهبي باللقب المفقود، حيث اعتلى أخيرا منصة التتويج بكأس الكونفدرالية، ليكون بذلك الجزائري الوحيد، الذي ينجح في حصد كل هذه الألقاب المحلية والإقليمية والقارية. ومما لا شك فيه، لن يكون في متناول أي لاعب جزائري أن يحقق الأرقام والإحصائيات التي بصم عليها جحنيط في مشواره الاحترافي، ولئن كان الأخير متحسرا لعدم الفوز مع المنتخبات الوطنية، وهو الغائب عن قائمة بوقرة الفائزة بالبطولة العربية، كما أنه خسر نهائي بطولة «الشان» مع ذات المدرب قبل أشهر. وبخصوص هذا التشريف كان لجحنيط تصريحات مقتضبة، بعد التتويج، قال فيها: «الحمد لله الكأس ابتسمت لنا في آخر المطاف وتضحياتنا على مدار عدة أشهر لم تذهب هباء منثورا، ونهدي هذا اللقب الغالي الذي طال انتظاره لجماهير الاتحاد وللشعب الجزائري ككل، وعن الإنجاز الذي كُتب باسمي والمتمثل في كوني أول لاعب جزائري يتوج بكل الألقاب المحلية والقارية، فهذا يشرفني، ويجعلني أطمح للمزيد من الألقاب، وإن شاء الله المزيد من الأفراح لي ولكل الكرة الجزائرية «.