انتقد والي قسنطينة، أداء قطاع الضرائب وقال، بأنه يغرق في الصراعات والعشوائية في التسيير، وهو ما انعكس سلبا على التحصيل الجبائي، مؤكدا إجراء تغييرات في هياكل المديرية قريبا، فيما تم تكليف المفتش العام للولاية بتسوية ملف الممتلكات المهملة عبر مختلف البلديات، بعد أن امتنع بعض رؤساء المجالس عن التكفل بها. وعقدت، أمس الأول الخميس الدورة العادية الثانية للمجلس الشعبي الولائي بقسنطينة، حيث خصصت لمناقشة البيان السنوي لنشاطات الولاية، ومشروع الميزانية الإضافية للسنة المالية الجارية ، فضلا عن دراسة الحساب الإداري، كما تم عرض ملفين حول التغيرات المناخية وأثرها على النشاط الفلاحي ، وكذا تقرير حول المناخ الاقتصادي وأثره على المتعاملين. وأكد رئيس المجلس، عصام بحري، في مداخلته الافتتاحية، أن الجهاز التنفيذي الحالي وعلى رأسهم الوالي، فضلا عن المجالس المنتخبة، استطاعت أن تخلق ديناميكية كبيرة بالولاية، إذ تم في فترة وجيزة الدفع بوتيرة التنمية التي ظلت معطلة لسنوات، فقد تم بعث الثقة من جديد لدى الكثير من الأوساط والمواطنين، فيما تم، مثلما قال، كسر التردد وتوحيد الرؤى نحو هدف النهوض بقسنطينة. وتحدث الوالي عبد الخالق صيودة، في حصيلة ما بين الدورتين، عن نشاط الجهاز التنفيذي طيلة هذه الفترة والنتائج الميدانية المحققة، حيث عرفت الفترة الممتدة من شهر سبتمبر إلى 31 ديسمبر 2022 ، ارتفاع نسبة استهلاك البرامج القطاعية للتنمية إلى 66 بالمئة إذ بلغت عدد العمليات المسجلة 773 عملية منها 357 منتهية و أزيد من 268 في طور الإنجاز، في حين تم الشروع في إنجاز 105 عملية تنموية في إطار برنامج دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية. و في إطار تثمين و استرجاع ممتلكات الولاية، ذكر المتحدث، أنه تم تأجير عدد من الأملاك المهملة سابقا، إذ تم إيجار حظيرتي باردو و جبل الوحش، فضلا عن مسرح الهواء الطلق، والمركز التجاري «الغلوب»، فيما استفادت خزينة الولاية من عائدات إيجار في إطار التثمين تقدر بأزيد من 16 مليار سنتيم. وفيما يخص قطاع الصحة ، فقد رفع، وفق الوالي، اقتراح إلى الوزير الأول من أجل تحويل 262 محلا في وضعية مهملة بالوحدة الجوارية 17 بعلي منجلي إلى مستشفى 200 سرير ، كما ذكّر بالمشاريع، التي تم الشروع في إنجازها ويتعلق الأمر بمشروعي المستشفى الجامعي الجديد 500 سرير و الاستعجالات 120 سريرا ، إذ قال بأنه قد تم تعيين مكاتب دراسات لها، كما صرح، أنه تم الانتهاء من مشروع توسعة مصلحة أمراض النساء والتوليد بعيادة سيدي مبروك مع منح صفقة التجهيز، إذ سيستلم المشروع في 5 جويلية المقبل. ولفت الوالي، إلى تسجيل انتظام في تزويد المواطنين بالمياه الصالحة للشرب عبر مختلف المناطق من خلال تسجيل وإنهاء العديد من العمليات المالية المخصصة للقطاع، مشيرا إلى ارتفاع يومي ب 12500 متر مكعب من حصة الولاية من التوزيع بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من سد بني هارون، مع اقتراب استلام برنامج لزيادة الحصة ب 50 ألف متر مكعب . وتم ، في الأشهر الأخيرة بعث مشروع التليفيريك و إعادة فتح مسرح الهواء الطلق بزواغي سليمان، وكذا الانطلاق في إنجاز المركز الرياضي الجواري بالوحدة الجوارية 7 علي منجلي وكذا مشروع مسبح بلدية أولاد رحمون بعد رفع التجميد، مع الدفع بالأشغال في مشروع قاعة الرياضة ببلدية حامة بوزيان ، كما سجل لأول مرة منذ سنوات، الانطلاق في انجاز برنامج التربية الوطنية بنسبة 100 بالمئة، مما سيوفر، بحسب صيودة، دخولا مدرسيا مريحا في الموسم المقبل. وذكر مدير الإدارة المحلية، خلال عرضه لمشروع الميزانية الإضافية لسنة 2023 ، الذي صادق عليه أعضاء المجلس الشعبي الولائي بالإجماع ، أن الإيرادات الإجمالية له 20 مليار دينار بزيادة قدرت بأزيد من 9.1 مليار دينار، مقارنة بالعام الماضي، حيث عزا المتحدث هذا الارتفاع إلى المبلغ الهام الذي تحصلت عليه الولاية من صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية بالتساوي مع النفقات، التي قدرت هي الأخرى بنفس المبلغ، وذلك حفاظا على التوازن العام للميزانية، طبقا للقوانين المعمول بها في هذا المجال. ولفت المتحدث، إلى أن الاعتمادات المالية المخصصة لقسم التجهيز في الميزانية الإضافية لسنة 2023 تمثل نسبة 58.44 بالمئة، وهو رقم يجسد استراتيجية الدولة والوزارة الوصية، كما سجل المتحدث في تقريره، تراجعا في الإيرادات الجبائية الخاصة بمديرية الضرائب، بأزيد من 10 ملايير سنتيم مقارنة بالعام الماضي وهو ما كان محل انتقاد المنتخبين، و أكد أن ملف ممتلكات الولاية، يشهد ثورة حيث سجل ارتفاع في نسبة التحصيل في سنة 2021 بأزيد من 357 بالمئة بينما سجل في السنة الماضية 99.03 بالمئة، في حين وضع 67 محلا للمزايدة. وانتقد الوالي بحدة، أداء قطاع الضرائب، حيث قال إنه ورغم محاولات إصلاح الوضع بالمديرية، إلا أنه لم يسجل أي تقدم في التسيير والتحصيل، إذ لا يعقل بحسبه، أن تسجل الولاية تراجعا في مستوى التحصيل، في حين أنها تعد ولاية اقتصادية بامتياز لاسيما المقاطعة الإدارية علي منجلي، مشيرا إلى أن موظفيها وإطاراتها يعملون دون استراتيجية واضحة كما أنها «تغرق في المحاباة و الصراعات الداخلية، التي تحاول السلطات في كل مرة إيجاد حلول لها». وأكد الوالي، بأنه أبلغ المديرة العامة للضرائب بالأمر، وأشار إلى إجراء تغييرات في مختلف هياكلها قريبا، متحدثا عن تسجيل محاباة في التحصيل إذ لا يعقل أن تدفع عاملة نظافة ضرائب بنفس القدر الذي يدفعه مستورد أو رجل أعمال، كما انتقد بحدة التحصيل على مستوى البلديات وقال بأنه ضعيف جدا، حيث أن رؤساء بلديات يمتنعون حتى عن إمضاء أوامر تحصيل «محاباة لأقاربهم»، وهو ما تطلب، وفق الوالي، تكليف المفتش العام للولاية من أجل التكفل بهذا الملف والشروع بتسوية ممتلكات بلديات قسنطينة والخروب وعين عبيد كمرحلة أولى. لقمان/ق