اللقاء الجهوي الاول للصحفيين والاعلاميين الجزائريين بوهران: توصيات لدعم مهنة الصحافة والارتقاء بها    السيد عطاف يتحادث مع نظيره المصري    طاقة ومناجم: عرقاب يستقبل وزير الإسكان و الاراضي لجمهورية موريشيوس    اجتماع تقييمي لنشاطات هيئة الوقاية من الأخطار المهنية في مجال البناء والأشغال العمومية    إطلاق المنصة الرقمية الجديدة الخاصة بتمويل مشاريع الجمعيات الشبانية لسنة 2025    زيت زيتون ولاية ميلة يظفر بميدالية ذهبية وأخرى فضية في مسابقة دولية بتونس    الاتحاد العربي لكرة السلة: انتخاب الجزائري مهدي اوصيف عضوا في المجلس و إسماعيل القرقاوي رئيسا لعهدة رابعة    حج 2025: اجتماع اللجنة الدائمة المشتركة متعددة القطاعات    مشروع قانون الأوقاف: النواب يثمنون المشروع ويدعون لتسريع تطبيق مضامينه    طيران الطاسيلي تنال للمرة الثامنة شهادة "إيوزا" الدولية الخاصة بالسلامة التشغيلية    سعداوي يؤكد التزام الوزارة بدعم ومرافقة المشاريع والأفكار المبتكرة للتلاميذ    وقفة احتجاجية الأربعاء المقبل أمام البرلمان الأوروبي للمطالبة بإطلاق سراح الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 51065 شهيدا و116505 مصابا    استثمار اجتماعي: سوناطراك توقع عدة اتفاقيات تمويل ورعاية    وهران : الطبعة الأولى للمهرجان الوطني "ربيع وهران" من 1 الى 3 مايو المقبل    اتحاد الجزائر وشباب بلوزداد وجهاً لوجه    توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني    وزارة التربية تلتقي ممثّلي نقابات موظفي القطاع    تحقيق الأمن السيبراني أولوية جزائرية    والي العاصمة يستعجل معالجة النقاط السوداء    منارات علمية في وجه الاستعمار الغاشم    معارك التغيير الحضاري الإيجابي في تواصل    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    مزيان يُشرف على تكريم صحفيين    اجتماع بين زيتوني ورزيق    سوناطراك توقّع مذكرتين بهيوستن    مؤامرة.. وقضية مُفبركة    تراث الجزائر.. من منظور بلجيكي    نرغب في تعزيز الشراكة مع الجزائر    بن سبعيني يمنح برشلونة رقما استثنائيا    في اختتام الطبعة ال1 لأيام "سيرتا للفيلم القصير    الجزائر قامت ب "خطوات معتبرة" في مجال مكافحة الجرائم المالية    الوزير الأول, السيد نذير العرباوي, ترأس, اجتماعا للحكومة    إحباط محاولات إدخال قنطارين و32 كلغ من الكيف المغربي    فرنسا تعيش في دوامة ولم تجد اتجاهها السليم    التكنولوجيات الرقمية في خدمة التنمية والشّمول المالي    "صنع في الجزائر" دعامة لترقية الصادرات خارج المحروقات    اجتماعات تنسيقية لمتابعة المشاريع التنموية    الرياضة الجوارية من اهتمامات السلطات العليا في البلاد    آيت نوري ضمن تشكيلة الأسبوع للدوريات الخمسة الكبرى    السوداني محمود إسماعيل لإدارة مباراة شباب قسنطينة ونهضة بركان    عين تموشنت تختار ممثليها في برلمان الطفل    الطبخ الجزائري يأسر عشاق التذوّق    استبدال 7 كلم من قنوات الغاز بعدة أحياء    بومرداس تعيد الاعتبار لمرافقها الثقافية    مشكلات في الواقع الراهن للنظرية بعد الكولونيالية    أيام من حياة المناضل موريس أودان    نافذة ثقافية جديدة للإبداع    صناعة صيدلانية : قويدري يتباحث مع السفير الكوبي حول فرص تعزيز التعاون الثنائي    بلمهدي يبرز دور الفتوى    سانحة للوقوف عند ما حققته الجزائر من إنجازات بالعلم والعمل    حجز الرحلات يسير بصفة منظمة ومضبوطة    التنفيذ الصارم لمخطط عمل المريض    20 رحلة من مطار "بن بلة" نحو البقاع المقدسة    ما هو العذاب الهون؟    عربٌ.. ولكنهم إلى الاحتلال أقرب!    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخبيرة البيئية البروفيسور فاتن الليثي للنصر
نشر في النصر يوم 13 - 06 - 2023


تفعيل المواطنة البيئية حتمية
أرجعت الخبيرة البيئية و البروفيسور بكلية الحقوق و العلوم السياسية بجامعة باتنة 1، فاتن الليثي، الاضطرابات الجوية التي شهدتها عديد الولايات بالجزائر خلال الأيام الماضية، إلى الاحتباس الحراري الناتج عن ارتفاع درجة حرارة الأرض، و دخول منطقة شمال إفريقيا ضمن دائرة خطر ما يسمى بالمرتفع الأزوري، الذي يمثل نظام ضغط جوي مرتفع شبه استوائي، داعية إلى ضرورة تفعيل مصطلح المواطنة البيئية لنشر الوعي البيئي و المساهمة في حماية البيئة من تأثير التقلبات المناخية التي يشهدها العالم ككل.
حاورتها : إيمان زياري
تفسر الباحثة في حوارها مع النصر، العديد من الظواهر و تفصل في الحديث عن تأثيرها على البيئة و مستقبل الكرة الأرضية.
خطر المرتفع الأزوري على الجزائر
النصر: تشهد الجزائر تغيرات مناخية كبيرة تمتزج بين الجفاف شتاء و أمطار طوفانية في غير موسمها مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، ما تفسيرك لذلك ؟
يعرف خبراء البيئة هذه التقلبات على أنها تغير مناخي ناجم عن الاحتباس الحراري، سببه ارتفاع درجة حرارة الأرض بفعل التلوث الذي يشهده العالم و يتسبب فيه الإنسان، فمن المفروض أن درجة حرارة الكرة الأرضية هي - 19، إلا أنها وصلت الآن إلى 14 درجة و الفرق شاسع بين المقياسين، الأمر الذي سيتسبب في كارثة بيئية حقيقية، و قد حذر خبراء المناخ و البيئة من هذا الارتفاع، و أكدوا أن درجة حرارة الأرض إن زادت عن 1.5 درجات عما هو مسجل حاليا، فسيذوب القطب الشمالي المتجمد و ستختفي معه العديد من الدول.
ما هي نسب التلوث البيئي في الجزائر و ما تأثيرها على الظاهرة عموما؟
لا يقارن التلوث الحاصل في الجزائر بالتلوث الموجود في الدول المتقدمة صناعيا، في الجزائر و دول العالم الثالث يكون التلوث استهلاكيا بالدرجة الأولى، و نحن لا نمتلك صناعات ضخمة تنجر عنها انبعاثات كبرى، لذلك فإن مسؤولية الأضرار البيئية دولية و مشتركة تتقاسمها كل بلدان العالم بنسب متفاوتة بحسب خطورتها.
النصر: كيف سيكون شكل المستقبل في حال استمرار الاحتباس الحراري ؟
الاحتباس الحراري تسبب في وصول الكرة الأرضية إلى خطر يسمى بالمرتفع الأزوري، و هو نظام ضغط جوي مرتفع شبه استوائي، يقع مركزه بالقرب من جزر الأزور في المحيط الأطلسي و من هنا أتت التسمية، و هو ما يؤثر في طقس و مناخ مناطق واسعة تشمل أوروبا و شمال إفريقيا و الجزائر و أجزاء أخرى من العالم، هذا الاضطراب هو المسؤول الرئيسي عن التصحر في شمال إفريقيا، و يصل تأثيره إلى حوض البحر الأبيض المتوسط، ليسبب الجفاف و الاستقرار في الأجواء مع ارتفاع في درجات الحرارة.
الوقود الأحفوري ضاعف درجة حرارة الأرض
النصر: ما تأثير ذلك على البيئة؟
أطلقت هيئة الأمم المتحدة تحذيرا بشأن التغير المناخي الحاصل بفعل الاحتباس الحراري الذي يعتبر المحرك الرئيسي للعديد من الكوارث الطبيعية كذوبان القطب المتجمد الشمالي، إذ تفاقم معدل ذوبان الجليد بسبب شدة ارتفاع درجة الحرارة، ما يعكس فشل العالم في معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، ما انجر عنه ارتفاع درجة حرارة الأرض و بالتالي الجفاف و موجات الحرارة، إضافة إلى الأعاصير المدارية وتهديد الإنتاج الغذائي و السلالات الحيوانية خاصة الطيور بالانقراض والهجرة حول العالم بسبب تغير أنماط الطقس، كما أن حرق الوقود الأحفوري يعد السبب الرئيسي في ارتفاع درجة حرارة الأرض، مع وصول تركيبات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى أعلى درجة.
إلى أي مدى ينتشر الوعي البيئي وسط المواطنين في بلادنا؟
بالفعل، المشاكل البيئية تصنف اليوم ضمن قائمة أكبر و أخطر التحديات العالمية، و هنا يلعب الوعي دورا محوريا في التصدي لمسببات الظاهرة و إيجاد حلول ناجعة للتلوث البيئي الذي يتسبب فيه الإنسان وحتى نصنع إنسانا واعيا بالمخاطر البيئية نحن بحاجة ماسة لتفعيل المواطنة البيئية، لأن من أهم ركائزها التربية البيئية و التعليم البيئي والإعلام البيئي و المجتمع المدني، حيث نعني بالتربية البيئية تهذيب السلوكيات عن طريق الأسرة و الحي و المسجد و الجمعيات، أما التعليم البيئي فيكون عن طريق تكييف المناهج في المراحل التعليمية للوصول إلى ضرورة المحافظة على البيئة، ويعد الإعلام البيئي ضروريا لنشر المعلومة التي تساهم بالدرجة الأولى في توعية المجتمع من أجل حماية البيئة و التصدي لمشاكلها و بالتالي فهو دور توعوي بالدرجة الأولى.
جهود حماية البيئة جد ضعيفة
ما هي الحلول التي من شأنها التقليل من التأثير السلبي لظاهرة الاحتباس الحراري؟
دائما ما يجري الحديث عن الحلول المقترحة و الناجحة للحد أو للتقليل من تأثيرات الظاهرة خلال المؤتمرات الدولية، مع ذلك تبقى الجهود الدولية لمكافحتها متواضعة، إذا ما قارنا بين التطبيق و بين ما تم الالتزام به في المعاهدات الدولية التي تصب في هذا الخصوص، كاتفاقية باريس سنة 2015 و التي تعهدت من خلالها 194 دولة بخفض الانبعاثات لكنها تصدعت بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، يذكر أيضا أن الدول الغنية قد تعهدت بتقديم 100 مليار دولار للدول النامية من أجل مساعدتها على الانتقال للطاقة النظيفة و حماية البيئة.
بعث السد الأخضر يأتي ضمن مسعى جدي
ما الذي تقوم به الجمعيات البيئية و مختلف الهيئات الناشطة في المجال بالجزائر، و هل ترقى الجهود المبذولة لمستوى الحماية الفعلية؟
تبنت الدولة الجزائرية مبدأ التصدي لظاهرة التغيرات المناخية و جعلته ضمن أولوياتها، و هو ما يظهر من خلال مجموعة من الإجراءات كمخطط بعث الاقتصاد الأخضر الذي من بين أهدافه تشجيع استغلال النفايات عن طريق التدوير و دعم الصناعات التحويلية و تشجيع الاستثمار في مجال النفايات لضمان التحكم في تأثيرها السلبي، مع وضع إعفاءات ضريبية للشركات الصناعية التي تلتزم بخفض الانبعاثات المضرة بالبيئة، كما كان رئيس الجمهورية قد شارك في قمة قادة العالم في المؤتمر 27 لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيرات المناخية بشرم الشيخ بمصر سنة 2022، و هو في اعتقادي أهم تأكيد على عزم الدولة الجزائرية على التصدي للظاهرة بشكل جاد، كما يجري التكفل محليا بالمشاكل المناخية من خلال مبادرات عديدة، أين أكد الرئيس على ضرورة حماية جميع الموارد و اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الرسمية لمحاربة آثار التغيرات المناخية التي من بينها المخطط الوطني للمناخ و قانون مكافحة المخاطر الكبرى وإعادة بعث مشروع السد الأخضر.
متخصصون يؤكدون للنصر
يجب إشراك الأطفال في الحفاظ على البيئة
أبرز متخصصون في البيئة، التقت بهم النصر على هامش ورشة تدريبية حول استخدام الأطفال لتكنولوجيا الفضاء والاستشعار عن بعد في الحفاظ على البيئة احتضنتها قسنطينة مؤخرا، بأن غرس الثقافة البيئية لدى الناشئة وتعزيز القدرات العلمية في هذا المجال أصبح أمرا ضروريا بالنظر إلى ما يشهده العالم من مخاطر كبيرة تهدد مستقبلهم بالدرجة الأولى، بسبب المشاكل البيئية و الكوارث و اضطرابات المناخ.
إيناس كبير
نظمت الورشة بالتنسيق بين وحدة الوساطة والبحث العلمي وجمعية الشعرى لعلم الفلك، و أُطلق عليها ماستر كلاس الأطفال سفراء البيئة، حضرها أزيد من 30 تلميذا من مختلف متوسطات ولاية قسنطينة، أطرهم باحثون من عدة جامعات وهيئات علمية وبعض الجمعيات التي تعنى بموضوع البيئة، حيث أكد المؤطرون على أهمية تفعيل دور الطفل وإشراكه في عملية الحفاظ على الطبيعة من خلال تعريفه بأهميتها وتمكينه من الوسائل التي توظف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الفضاء والاستشعار عن بعد في حماية البيئة، فضلا عن تدريب الأطفال على استعمال صور ومعطيات الأقمار الصناعية لمتابعة بعض الاخطار الطبيعية الناتجة عن التغيرات المناخية.
تجربة واقعية تتماشى مع اهتمامات الطفل
وحسب مراد حمدوش، نائب رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك، فإن التركيز انصب على الجانب التطبيقي في تنشيط الورشة لما يوفره العلم المسلي للطفل ويجعله يشارك في البحث عن المعلومة وتوظيفها، فضلا عن السماح للأطفال بعيش تجربة تفاعلية تقربهم من البيئة و منحهم فرصة استخدام تقنيات يعتمدها الباحثون في الغالب، على أن تبسط العملية لتتوافق مع قدراتهم الذهنية.
وقد تلقى الأطفال حسب حمدوش، معلومات ومعارف قدمها أساتذة باحثون وممثلون عن محافظة الغابات وجمعية إيكو سيرتا، تعلقت في مجملها بالبيئة كما تمت توعيتهم حول الأحداث التي يعاني منها العالم كالتغير المناخي و انتشار التلوث وأسباب اختلال التوازن البيئي، فضلا عن تلقينهم مصطلحات علمية خاصة بالمجال مثل الغازات الدفيئة، التي يجب على الطفل أن يكون على دراية بها خاصة وأنها كلمات أصبحت متداولة و يسمعها الطفل خلال أيامه، وفق ما قاله نائب رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك.
كما تم أيضا حسبه، تدريب التلاميذ على استعمال نظم الاستشعار عن بعد، بما في ذلك التقنيات المتعلقة بالتقاط وفهم صور الأقمار الصناعية و توظيفها للمحافظة على البيئة، إضافة إلى قياس نسبة انبعاث الغازات الدفيئة. وقال المتحدث، بأنه يمكن للأطفال أن يقيسوها في أي منطقة في قسنطينة، و أن يضبطوا المؤشرات التي تؤدي إلى التعرف على حالة النبات من خلال تقنيات الاستشعار عن بعد.
و كشف حمدوش، بأن ورشة الماستر كلاس قد تُعمم عبر باقي ولايات الوطن، بعدوا أن لمسوا اهتمام الكثير من الهيئات العلمية وحتى الأفراد بالثقافة البيئية.
من جانبه، أوضح هشام قرقوري، باحث في الفيزياء الفلكية، بأنه يمكن لباحث صغير تجريب تقنيات جديدة والتعرف على ميدان الذكاء الاصطناعي من خلال الماستر كلاس، كما يستطيع الاحتكاك بخبراء وعلماء ويتعرف على أهمية البحث العلمي وآخر التطورات التي توصل إليها الإنسان في العلوم وخصوصا في المجال البيئي.
وأضاف، بأن الهدف من فكرة الماستر كلاس هو تمكين الطفل الجزائري من الدخول إلى برنامج تنظمه هيئات عالمية متخصصة في الدراسات العلمية، و إعطائه الفرصة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي يستعملها الباحثون حتى يتحصل بدوره على نتائج مبسطة، و لاكتشاف شغفه وطموحاته المستقبلية.
يجب أن يعي الطفل مشاكل بيئته
من جهته، قال عيسى فيلالي، ممثل محافظة الغابات بأن مصالحه ركزت خلال السنوات الأخيرة على المشاركة في الفعاليات والنشاطات التي تهتم بتوعية الطفل بقيمة الغابات وضرورة المحافظة على الطبيعة، وعلق بأنه يجب أن تُمنح التربية البيئية أولوية في تعليم الطفل بداية من الروضة، فضلا عن تجنيد كل المتخصصين في هذا المجال وتوفير كل الوسائل اللازمة، لأن سلبيات التعامل الخاطئ مع الطبيعة وبالخصوص الغابات والمساحات الخضراء ستؤثر على حياة جميع أفراد المجتمع.
و رغم خطورة المشاكل التي تعاني منها البيئة والتي يرى البعض بأنها قد تسبب الخوف للأطفال، يرى عزيز ملياني مختص في علم البيئة، بأن الأطفال يجب أن يكونوا على دراية بالتحديات الطبيعية حتى يشعروا بالمسؤولية تجاه محيطهم وبخطورة ما يقوم به الإنسان ضد الطبيعة، داعيا إلى تكثيف الجهود و تغيير السلوكيات الفردية لتخفيف الاعتداءات على البيئة.
وتابع قائلا، بأنه يجب أن نتعامل بجدية مع كل المقترحات و الحلول الممكنة مهما بدت بسيطة، بما في ذلك استغلال حماس وشغف الأطفال بالعلم لتحقيق التغيير المستقبلي المنشود.
تبسيط العلوم يسهل التفاعل مع المحيط
وأضاف ملياني، بأن مجال العلوم يعاني من التناقض فبالرغم من التطور الذي وصل إليه و توفر المعلومات إلا أنه لا يمكن إيصالها إلى كل الفئات حتى يستطيع المواطن العادي تطبيق التوصيات في حياته بطريقة صحيحة وقال، إن إشكالية تعقيد العلوم وعدم تبسيط تفاصيلها تسببت في إنكار البعض للنتائج العلمية وإنجازات الباحثين والتشكيك في الكثير من العلوم والظواهر المتعلقة بالبيئة، وهنا يأتي دور العلماء والباحثين فيما يخص تبسيط العلم وإيصاله بطريقة سهلة وسلسة لكل الشرائح حسب رأيه.
وأضاف قائلا، إنه لابد من إقران تبسيط العلم بالجانب البيداغوجي بالنسبة للأطفال، لأنه يوفر لهم مصادر موثوقة للمعرفة، فضلا عن تفسير المعلومات و التفاصيل المعقدة بطريقة وسطية لا تفقد المعرفة جوهرها.
الأندية البيئية تحفز عاطفة الأطفال تجاه البيئة
واعتبر لعربي فوتني، أستاذ باحث بجامعة الإخوة منتوري تخصص علوم البيطرة، و رئيس جمعية إيكو سيرتا للبيئة، بأن انضمام الطفل للنوادي البيئية في طور التعليم المدرسي يساعده في الحصول على المعلومات بطريقة مرحة ومبسطة تجعله يحب التعمق أكثر في هذا التخصص و الاهتمام به.
ووفق ما قاله، فإن الأطفال في الأصل مفطورون على حب الطبيعة والانجذاب إليها والتعامل وسطها، وهو ما تعمل النوادي العلمية على استثارته، حيث يتم توظيف وسائل وطرق وأفكار تقربهم أكثر من الطبيعة وتجعلهم يتعرفون عليها و أوضح، بأنه يجب التعامل مع الأطفال وفق ما ينجذبون إليه والوسيلة الأمثل في وقتنا الحالي هي الهاتف الذكي.
أما مهدي شطابي ممثل جمعية إيكو سيرتا، فاقترح مجموعة من التطبيقات التي يستعملها الطفل في التعرف على كائنات حية جديدة أو نباتات بعد تصويرها وتحميل الصور على التطبيق الذي يمنحه كل المعلومات المتعلقة بها، وبحسبه فإن التطبيقات تسهل على الطفل البحث والدراسة والوصول بنفسه إلى المعلومة، كما تجعله مرتبطا بصفة دائمة بالطبيعة ومهتما بها، كما تسمح له بمشاركة المعلومات التي تحصل عليها مع أطفال آخرين يملكون الاهتمام نفسه، وقد يتحول الأمر إلى تكوين شبكة من الباحثين الصغار في المجال البيئي.
استحسان كبير
تقربت النصر من بعض التلاميذ الذين شاركوا في الورشة، فقالت التلميذة ناريمان بولفخاذ، من متوسطة التربية والتعليم، بأنها صححت الكثير من المعلومات التي اطلعت عليها سابقا واكتسبت معارف جديدة عن قيمة البيئة، و أضافت التلميذة حنان بولشفار، من متوسطة ثنيو أحمد، بأن مقابلة متخصصين وباحثين جعلتها تدرك الطرق الصحيحة للتعامل مع البيئة و تغيير السلوكيات الخاطئة التي من شأنها أن تؤذي المحيط وتسبب تلوثه، كما أوضحت، بأنها تعلمت الكثير من المفاهيم الجديدة خاصة ما تعلق بتدوير النفايات والتقليل من استخدام البلاستيك.
إ.ك
خريج مركز للتكوين المهني
شاب يطلق مشروعا لمعالجة النفايات الكيميائية
أطلق الشاب بخوش إبراهيم، خريج معهد التكوين المهني بالبليدة ، مشروعا في مجال البيئة يهتم بمعالجة النفايات الكيميائية والأدوية منتهية الصلاحية المصنفة ضمن النفايات الخاصة و الخطيرة.
و انتقى إبراهيم اسم «سوكا بلاست» لمشروعه، الذي أنشأه بعد تخرجه من المعهد المتخصص في الفلاحة ببوقرة سنة 2006، حيث اختار فكرة صديقة للبيئة تخص تسيير النفايات الصناعية وتثمينها و رسكلتها، ثم طورها إلى معالجة النفايات الكيميائية والأدوية منتهية الصلاحية بعد حصوله على الاعتماد من طرف وزارة البيئة والطاقات المتجددة للنشاط في هذا الميدان، كما أن له مشروعين آخرين قيد الدراسة، يخص الأول تكرير الزيوت المستعملة بقسنطينة وقد تجاوزت نسبة الأشغال به 70 بالمائة، أما المشروع الثاني فيتعلق بحرق النفايات الصناعية، وسينجز بولاية البليدة أو الجزائر العاصمة.وحسب المتحدث، فإن فكرته الأولى تطورت و مشروعه توسع، حيث يضم مجموعة من الشباب بينهم تقنيون ومهندسون في مجال البيئة، مشيرا إلى أن الشركة تتوفر أيضا، على مركزين لجمع النفايات و الرسكلة على مستوى بني تامو و بوفاريك بولاية البليدة، كما تتوفر على تجهيزات متطورة للتخلص من النفايات الكيميائية والأدوية منتهية الصلاحية. و أوضح، بأن الحصول على النفايات يكون إما من خلال استشارات أو المشاركة في مناقصات أو عن طريق إبرام اتفاقيات مع مؤسسات صناعية، كما أمضت الشركة حسبه عقودا مع مراكز لحرق النفايات، ووقعت اتفاقيات أخرى تتعلق برسكلة البطاريات والعجلات المطاطية، مضيفا، بأن جل النشاطات التي تقوم بها الشركة ذات قيمة بيئية كبيرة ولذلك ينوي توسيع نشاطها بشكل أكبر مع دخول المشروعين الجديدين حيز الخدمة و الانطلاق في تكرير الزيوت المستعملة وحرق النفايات الصناعية.
و تحدث عن بعض العراقيل التي يواجهها، ومنها الحصول على رخص الاستغلال، وكذا الممارسات البيروقراطية في بعض الإدارات.
من جانبه، أوضح مدير البيئة والطاقات المتجددة لولاية البليدة وحيد تشاشي، بأن نشاط الشركة المذكورة يكتسي أهمية بالغة في مجال البيئة، وتحدث عن مشروع مخطط ستعرضه وزارة البيئة والطاقات المتجددة على الحكومة يخص تطوير ورسكلة وتثمين النفايات، وقال إن هذا المخطط أخذ بعين الاعتبار كل أنواع النفايات سواء المنزلية أو المشابهة لها أو النفايات الخاصة أو الخاصة الخطيرة مؤكدا بأن كل النفايات قابلة للرسكلة والتطوير، لكن كل نوع يحتاج إلى طريقة خاصة لإعادة الرسكلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.