تعرف الجزائر كغيرها من دول العالم تغيرات جوية انعكست على البيئة تحسسها المواطن وكان لها أثر على الاقتصاد، لمعرفة أسباب هذه الظواهر البيئية والمناخية التي تحدث في زمن كورونا. « الشعب « استطلعت عبر الهاتف آراء مختصين وخبراء قدموا تفسيراتهم. قال مختصون وخبراء أن الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها ليس في الجزائر فحسب وإنما في دول العالم لوقف عدوى وباء كورونا، حملت إيجابيات على الجانب البيئي، فقلّ التلوث بشكل محسوس، واستعادت العديد من الحيوانات المهددة بالانقراض موقعها في الطبيعة التي هجرتها قصرا بفعل اعتداءات الانسان. الخبير حربي : التئام ثقب الأوزون ليس له علاقة بالوباء أكد حربي خبير في مجال البيئة أن فيروس كورونا لم يكن له تأثير مباشر على التغيرات المناخية، ولكن ساهم بشكل كبير ولو مؤقتا في تخفيض التلوث، و تحسين جودة الهواء، مفنّدا فرضية التئام ثقب الأوزون بفعل فيروس كورونا المستجد كما يعتقده البعض. وأوضح أن انخفاض التلوث هو نتيجة توقف النشاط الصناعي بسبب تفشي وباء كوفيد-19، لكن التغيرات المناخية ما تزال في تدهور مستمر، مفيدا أن ما تشهده الجزائر من تغير مناخي، ناتج عن احتباس حراري، علما أن هناك علاقة بين هذا الأخير وظواهر العواصف والفيضانات التي تحدث في العالم والتي لم تكن بلادنا في منأى عنها. وأفاد حربي أن ما يحدث في طبقة الأوزون لديه أسباب ونتائج معينة، و»ليس له علاقة بالتغيرات المناخية « كما يقول البعض، وقد فسر التغيرات المناخية على أنها ناتجة عن إفرازات غاز ثاني أكسيد الكربون co2 الذي ينجم عن النشاطات الصناعية، وحركة النقل ودخان السيارات، مشيرا إلى أن تزايد كمية هذا الغاز أدى إلى تشكل ظاهرة الاحتباس الحراري، هذا الأخير الذي « أوصلنا إلى التغيرات المناخية «. وإذا كان هذا شأن التغيرات المناخية، فإن ما يحدث لطبقة الأوزون ليس له أي علاقة بالاحتباس الحراري، وقال أن هذه الطبقة بدأت تلتئم منذ سنتين أو ثلاث سنوات الأخيرة وليس هذه السنة كما يقول البعض، لأنها مرتبطة بالغازات التي تستعمل في المكيفات وغرف التبريد..، فهي ليست مرتبطة بغاز أو حرارة وإنما بإشعاعات تنبعث في الفضاء وتصيب هذه الطبقة وقد أدت إلى تآكلها جعل الخبراء في العالم يدقون ناقوس الخطر، لكن تم منذ 10 سنوات تطوير هذه الغازات والتقليل من تأثيرها على البيئة. شيخ فرحات: توقف الاعتداءات على البيئة أعاد الحيوانات وسطها من جهته، قال الشيخ فرحات مختص في الشؤون المناخية والبيئية أن ما يحدث من تغيرات في الجو والمناخ هو مشكل عالمي، فقد حطمت في السنوات الأخيرة عدة أرقام قياسية في درجات الحرارة، لكن ما حدث هو أن وباء كورونا جعل الدول تقوم بتدابير احترازية وقائية للحد من انشار الفيروس المستجد، أغلقت المطارات ( النقل الجوي )، وتوقف نشاط المصانع والمعامل، ما جعل عودة الحياة الطبيعية للعديد من الكائنات الحية، فالحيوانات عادت إلى الأوساط الطبيعبة التي هجرتها بفعل الإنسان. واعتبر أن هذا شيء إيجابي ولصالح البيئة والمحيط المعيشي للمواطن، لكن هناك إجراءات أخرى لا بد من اتخاذها، مثل تسطير إجراءات لوقف حرق الغابات، الظاهرة التي تتكرر بحلول موسم صيف، الاستعمال العقلاني للمياه وكذا اقتصاد الطاقة، بالاضافة إلى حماية الأراضي الفلاحية، مؤكدا على أهمية الجانب التوعوي، الذي يجب أن يكون باستمرار، حتى تترسخ الثقافة البيئية لدى الأفراد.