أقرت وزارة التعليم العالي والبحث العلم عدة إجراءات ينتظر أن تدخل حيز التنفيذ الموسم الجامعي المقبل، من ضمنها تخفيض معدلات التسجيل في عدة تخصصات لفائدة حاملي شهادة البكالوريا الجدد، من بينها تخصص الطب، مع اعتماد المعدل العام إلى جانب المعدل الموزون للالتحاق بعدة مؤسسات جامعية. تستعد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لإدراج جملة من التعديلات على التسجيلات الجامعية الخاصة بالطلبة الجدد، فضلا عن تحديث مسار التكوين في عديد التخصصات، على أن يتم إدخالها حيز التنفيذ خلال الموسم الجامعي الجديد 2023/2024، تزامنا مع استعداد القطاع لاستقبال الطلبة الجدد الوافدين من قطاع التربية الوطنية. وسارع قطاع التعليم العالي إلى تحضير الأرضية الملائمة لاستيعاب آلاف الطلبة المرشحين لنيل شهادة البكالوريا دورة 2023، بإعادة النظر في بعض التفاصيل المتعلقة بالتسجيلات الجامعية للموسم المقبل، لا سيما مع تنامي مؤشرات ارتفاع نسبة النجاح في هذه الامتحانات الرسمية، بناء على النتائج الأولية المتسربة من مراكز التصحيح، التي تنبئ أغلبها بتحسن مستوى أداء الطلبة، خاصة في الشعب العلمية. وبادرت الوزارة بداية بالكشف عن رزنامة التسجيلات الجامعية الخاصة بحاملي شهادة البكالوريا، من خلال منشور وزاري تضمن كافة تفاصيل العملية، التي ستنطلق يوم 19 جويلية المقبل، على أن تنتهي يوم 20 سبتمبر المقبل وذلك عبر المنصة الإلكترونية المخصصة لهذا الغرض، وهو ما يشير إلى اقتراب الإعلان عن نتائج البكالوريا. وتمتد التسجيلات الأولية وفق المنشور الوزاري من 19 إلى 24 جويلية، وتليها مرحلة معالجة الرغبات التي تمتد من 25 جويلية إلى 1 أوت المقبل، هو تاريخ الكشف عن نتائج التوجيه، لتبدأ مرحلة التسجيلات النهائية من 5 إلى 10 من نفس الشهر. وأعلنت الوزارة بالموازاة مع الكشف عن رزنامة التسجيلات الجامعية للموسم المقبل، عن تدابير جديدة لفائدة حاملي شهادة البكالوريا، المتمثلة في اعتماد المعدل العام إلى جانب المعدل الموزون للتسجيل في عدة تخصصات، من بينها شعبة الطب وكل ما يتعلق بالتخصصات التكنولوجية. ويتزامن الإجراء مع الاستعداد لفتح 14 كلية للطب مطلع شهر سبتمبر المقبل، لاستقبال الطلبة الجدد، وتهدف هذه التدابير وفق مصادر من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إلى تلبية رغبات أكبر عدد من الطلبة ممن يطمحون لمواصلة المشوار الدراسي في هذه المجالات. كما عمدت الوصاية إلى تخفيض المعدلات الدنيا للتسجيل في مختلف التخصصات، من بينها تخصص العلوم الطبية، إذ يمكن للطالب المتحصل على المعدل العام في البكالوريا أو المعدل الموزون يساوي أو يفوق 15 من عشرين الترشح للالتحاق بإحدى كليات الطب، على أن يتم ترتيب الطلبة من أعلى معدل وذلك بحسب عدد المقاعد المتوفرة على مستوى هذه المرافق، ويشمل الإجراء أيضا تخصص العلوم السياسية والتربية البدنية والبيطرة والهندسة المعمارية. كما يعتزم قطاع التعليم العالي اعتماد مسار التكوين عن بعد في عدة جامعات، فضلا عن إدراج الشهادة المزدوجة، ويقصد بها السماح لحاملي شهادة البكالوريا بمزاولة الدراسة في تخصصين في أن واحد، بالنسبة لمن يرغب في انتهاج هذه الطريقة في التكوين.وينتظر أن يتم أيضا فتح قسم الصيدلة بولاية الأغواط ومستغانم، بهدف تقريب الطلبة من المرافق البيداغوجية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، دون إلزامهم بالتنقل إلى ولايات بعيدة لدراسة التخصص المرغوب فيه. وتبنت وزارة التعليم العالي تدابير إضافية لتدعيم مسار التكوين في المجال الفلاحي، باعتماد شهادة مهندس في العلوم الفلاحية، فضلا عن إضافة مدرستين جديدتين إلى المرافق البيداغوجية التي يضمها القطب الجامعي للمدينة الجديدة سيدي عبد الله بالعاصمة، بفتح مدرسة «نانو» للتكنولوجيا « ونانو» للعلوم، وكذا المدرسة الوطنية العليا للأنظمة المستقلة، التي ستختص في كل ما يتعلق بالتكنولوجيا الحديثة، على غرار تصنيع الطائرات المسيرة والروبوتات وغيرها. وستعرف ولاية سعيدة بدورها افتتاح مدرسة عليا للأساتذة، بما سيوفر لقطاع التربية الوطنية العدد المطلوب من الأساتذة المكونين في مجال التدريس، بهدف رفع مستوى التأطير، وكذا تلبية الطلب على الأساتذة المختصين في مختلف المواد، لاستخلاف الأعداد التي تحال سنويا على التقاعد، وكذا لتأطير المؤسسات التربوية الجديدة.