أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان يوم الخميس عن التحضير لإقرار تدابير جديدة تتعلق بتوجيه وتسجيل الطلبة الجدد الحائزين على شهادة البكالوريا، مع استمرار العمل بالمعدل الموزون الذي سيشهد بعض التعديلات على مستوى عدد من شعب البكالوريا. كشف وزير التعليم العالي خلال إشرافه على افتتاح الندوة الوطنية للجامعات التي جرت عبر تقنية التحاضر عن بعد، عن شروع قطاعه في إدراج تعديلات وتحسينات على إجراءات تسجيل وتوجيه الطلبة الجدد الحائزين على شهادة البكالوريا، سيتم العمل بها ابتداء من الدخول الجامعي القادم، بغرض ضمان تكفل أفضل بالطلبة الجدد، وذلك بعد شكاوى رفعها عدد منهم في مواسم سابقة بعد أن اخفقوا في الحصول على التخصصات التي رغبوا فيها رغم حصولهم على معدلات مرتفعة. ولم يفصح عبد الباقي بن زيان عن طبيعة التدابير التي سيتم إقرارها، لكنها اكتفى بالتأكيد على استمرار العمل بالمعدل الموزون في الالتحاق بعدد من التخصصات، من بينها تخصص العلوم الطبية الذي ما يزال يستقطب الطلبة المتفوقين، مع إخضاعها لبعض التعديلات بالنسبة لبعض شعب البكالوريا بهدف معالجة الإشكالات التي أثارها الطلبة. وسيتم مراجعة الإجراء المتعلق بالمعدل الموزون بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، وبحسب وزير التعليم العالي فإن الغرض من هذه التحسينات تشجيع الطلبة على الالتحاق بالتخصصات العلمية والتكنولوجيا لتلبية احتياجات سوق العمل، وكذا التوجهات الاقتصادية الجديدة القائمة على التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، علما أن المقصود بالمعدل الموزون، المعدل العام المحصل عليه في شهادة البكالوريا زائد علامات المواد الأساسية. ومن المنتظر أن يتم إدراج الإجراءات الجديدة التي ستؤطر التسجيلات الجامعية وتوجيه حاملي شهادة البكالوريا لدورة 2022، في إطار منشور وزاري سيتضمن كافة التفاصيل التي تشرح العملية، وتوضح التدابير الجديدة المزمع الإعلان عنها قريبا. كما يعمل قطاع التعليم العالي وفق الوزير، على تعزيز شبكة المدارس العليا عبر فتح اقطاب امتياز جديدة، لضمان تكوين نوعي للطلبة الجامعيين وفي أحسن الظروف، وتدخل هذه الإجراءات في سياق التوجهات الجديدة للوزارة التعليم للتكفل بالطلبة المتفوقين، من خلال فتح أفاق جديدة أمامهم في مجال التكوين، وإعدادهم لقيادة قاطرة الثورة التكنولوجية التي يطمح إليها. وبشأن الدخول الجامعي للموسم الجاري، أوضح المتدخل بأن بعض المؤسسات الجامعية سجلت تأخرا في إتمام إجراءات توظيف الأساتذة الجدد، التي كان من المقرر إنهاؤها قبل تاريخ 20 نوفمبر المنصرم، قائلا إن العملية سارت بنسبة 50 بالمائة فقط، إذ تم تنصيب لحد الآن 1655 أستاذ جديد، تم تسليمهم المهام المكلفين بها إلى جانب الأنشطة البيداغوجية. وتعهد عبد الباقي بن زيان في ذات المناسبة بتبني مقاربة جديدة في مجال التسيير المالي لميزانية البحث العلمي، سيتم إرساؤها من قبل المديرية العامة للبحث العلمي والتطور التكنولوجي، بعد أن تم غلق الصندوق الوطني للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي. وبخصوص المرافق التي سخرها القطاع لإنجاح الدخول الجامعي المقبل، كشف المصدر عن الاستعداد لاستلام 45 ألف مقعد بيداغوجي جديد، و27 ألف سرير، قائلا إن نجاح الموسم المقبل مرهون بتوفير الوسائل البشرية والمادية الكافية، وكذا تحسين أساليب تسيير المؤسسات الجامعية، فضلا عن إعادة النظر في نوعية التكوينات المقترحة، التي يتم العمل على مراجعتها بإدراج تخصصات جديدة وإلغاء من تجاوزها الزمن، ولم تعد لها مكانة في سوق العمل.
