استكملت بحر الأسبوع الجاري أشغال إنجاز آخر مقطع متبقى من مشروع الطريق السيار شرق غرب في شطره العابر لأقصى الحدود الشرقية بولاية الطارف مع البلد المجاور ، على مسافة تقارب 84 كلم مرورا ب 6بلديات، حسب ما وقفت عليه "النصر" في عين المكان، وتأكيد القائمين على المشروع. وقالت مصادر مسؤولة أمس "للنصر" أن التحضيرات وترتيبات جارية لفتح مقطع السيار أمام حركة المرور بعد طول انتظار خلال الأيام القليلة القادمة .وكانت الشركة الأجنبية التي أسند لها المشروع قد أنهت منذ أكثر من سنة إنجاز وتجهيز جزء من الطريق السيار في شطره بين الذرعان وبوثلجة على مسافة 52 كلم ، وارتأت الجهات الوصية تأجيل استغلاله إلى حين استكمال الأشغال عبر كامل المقطع ، والملاحظ حسب ما وقفت عليه النصر أن الطريق السيار العابر لولاية الطارف إلى الحدود التونسية يعد تحفة فنية بالنظر لنوعية الانجاز والدقة في الأشغال التي تراعي المواصفات التقنية العالمية المعمول بها، كما أن الطريق يتيح لمستعمليه الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة. و صرح والي الطارف أن استلام المقطع قريبا ستكون له آثار جد إيجابية على الاقتصاد الوطني والمحلي وتحسين ظروف معيشة المواطنين وفك العزلة عن الجهة الشرقية وخلق أفاق تنموية كبرى، كما سيجعل الطريق من الولاية حسبه منطقة عبور بامتياز خاصة القاصدين نحو البلد المجاور من أجل السياحة و التبادلات الاقتصادية، ناهيك عن فك العزلة على ولاية الطارف والمناطق الحدودية خاصة وأن الطريق السيار يعبر 8بلديات من الذرعان غربا مرورا بكل من بلديات البسباس، زريزر، بن مهيدي، العصفور ، بحيرة الطيور ، بوثلجة، الطارف، وصولا لعين العسل (قرية خنقة عون ) شرقا بأقصى الشريط الحدودي مع تونس ، علاوة على ذلك سيسهم المشروع في إحداث ديناميكية اقتصادية وتشجيع الإستثمار وتسهيل تنقل الأشخاص والبضائع والترويج للمقومات السياحية الهائلة للمنطقة، فيما أخذت الدراسات في الحسبان الحفاظ على المكونات الطبيعية والإيكولوجية النادرة للحظيرة الوطنية للقالة ومحمياتها وبحيراتها العالمية وذلك من خلال إعداد دراسة تجانسية تراعي الحفاظ على الجانب البيئي الحساس للجهة. جدير بالذكر أن مقطع الطريق السيار العابر لولاية الطارف ظل متوقفا منذ 2012 بعد فسخ الصفقة مع شركة كوجال ومعها ظل المشروع الذي لم تتعد نسبة الأشغال به 30بالمائة يراوح مكانه، قبل أن تقرر الوزارة الوصية بعث المشروع لاستكمال الأشغال المعطلة على مسافة 84كلم من بلدية الذرعان غربا إلى منطقة خنقة عون ببلدية عين العسل أقصى الحدود الشرقية نقطة التلاقي مع الطريق السيار التونسي، حيث أسند المشروع لشركة "سيتيك" الصينية بالتراضي بغلاف مالي قدره 84مليار دينار حيث كان من المنتظر تسليم المقطع في 2019 غير أن المشاكل التقنية والعراقيل التي عرفها المشروع رهنت تسلمه في آجاله التعاقدية.