انطلقت أمس عملية تنصيب أساتذة التربية الرياضية في الطور الابتدائي تحت إشراف مديريات التربية، وتستهدف العملية أزيد من 20 ألف مؤسسة، على أن يتم لاحقا التعاقد مع مديريات وزارة الشبيبة والرياضة لتسخير الملاعب الجوارية لفائدة قطاع التربية الوطنية. شرعت مديريات التربية الوطنية في تنصيب حوالي 12 ألف أستاذ في مادة التربية الرياضية في الطور الابتدائي، تنفيذا لقرار الوزارة الوصية بالانطلاق في العملية في الآجال المحددة في إطار التحضير لانطلاق الموسم الدراسي الجديد، وكذا تنفيذا لتعليمات وزير القطاع عبد الحكيم بلعابد بتنفيذ كل التدابير والإجراءات العملية قبيل انطلاق السنة الدراسية 2023/ 2024. وينتظر أن يتم تغطية كل المدارس الابتدائية بأساتذة في التربية الرياضية، على أن يتم اسناد تأطير عدة مدارس لكل أستاذ معني بالتوظيف وذلك على مستوى المقاطعة التربوية، بهدف تسهيل عملية التنقل من مؤسسة إلى أخرى للتكفل بتدريس هذه المادة الجديدة بالنسبة للطور الابتدائي وفق منهاج محدد تم ضبطه من قبل المجلس الوطني للبرامج. ويقدر الحجم الساعي لمادة التربية البدنية ب 45 دقيقة للحصة الواحدة، وستكون في مجملها عبارة عن أنشطة بسيطة تتناسب مع سن التلميذ في الطور الابتدائي، وتختلف من حيث المحتوى وطريقة التدريس عما هو مطبق في مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي. وتتوقع في هذا الصدد نقابات التربية الوطنية أن تشرع وزارة التربية الوطنية في المرحلة الثانية، بعد إتمام عملية تنصيب الأساتذة الجدد، في بحث سبل التعاقد مع وزارة الشبيبة والرياضة أو المصالح البلدية لاستغلال الملاعب الجوارية المتوفرة على مستوى كل مقاطعة تربوية في تلقين مادة التربية البدنية. وأكد مسعود بوديبة رئيس نقابة الكنابست في تصريح «للنصر» بأن وزارة التربية عند إقرارها إدراج مادة التربية البدنية في المستوى الابتدائي، تنفيذا لمخرجات مجلس الوزراء، تكون قد كونت صورة واضحة عن كيفية توزيع الأساتذة المعنيين، وتوفير المرافق الضرورية لممارسة المادة. وأضاف المتدخل بأنه لا يمكن توظيف أساتذة التربية البدنية دون رؤية واضحة، معتقدا بأنه مع مرور الوقت ستتضح الصورة أكثر بالنسبة للهيئة الوصية، لكنه أكد على ضرورة التنسيق مع مصالح مديريات الشبيبة والرياضة لاستغلال المرافق المتوفرة في كل مقاطعة، في ظل قلة المساحات المهيأة على مستوى المدارس الابتدائية. وأضاف العضو القيادي في نقابة الكنابست بأن ضيق مساحة المدارس الابتدائية مقارنة بالمتوسطات والثانويات يفرض على الوزارة اللجوء إلى المرافق التابعة لقطاع الشبيبة والرياضة، مشددا على ضرورة ضمان المرافقة الكاملة للتلاميذ عند تنقلهم من المؤسسة التربوية إلى الملاعب الجوارية ضمانا لسلامتهم. وتوقع الأستاذ مسعود بوذيبة أن يتم توزيع أساتذة التربية البدنية على حوالي 20 ألف مدرسة ابتدائية بنفس الطريقة التي اعتمدتها الوصاية في توزيع أساتذة اللغة الإنجليزية خلال السنة الماضية، بتكليف كل أستاذ بتدريس مجموعة من الأقسام على مستوى المقاطعة التربوية، من أجل بلوغ النصاب القانوني الخاص بكل أستاذ، أي 30 ساعة تدريس أسبوعيا. ولم يخف المصدر قلقه من إمكانية مواجهة بعض الإشكالات في تسخير الفضاءات الرياضية المناسبة، خاصة من ناحية بعدها عن المؤسسات الابتدائية، وصعوبة تنقل أطفال في سن صغيرة إلى الملعب الأقرب للمدرسة لممارسة النشاط الرياضي تحت إشراف أستاذ مختص في المجال. القضاء على مختلف الإشكالات سيكون مع مرور الوقت وأضاف من جهته الناطق باسم النقابة الوطنية لعمال التربية الوطنية جهيد حيرش بأنه شخصيا قرأ منشور وزارة التربية الوطنية المتعلق بتدريس مادة التربية البدنية بتأن، لا سيما في الشق المتعلق بتوفير المرافق الملائمة، والاستعانة بالملاعب الجوارية. ويرى ممثل التنظيم في حديث معه بأن الوزارة الوصية ستتخطى مع مرور الوقت كافة الإشكالات، من ضمنها تهيئة المدارس الابتدائية لاحتضان الأنشطة الرياضية الخاصة بهذا المستوى التعليمي، على غرار ما هو معتمد في الطورين المتوسط والثانوي. وتقترح النقابة الوطنية لعمال التربية الوطنية أن يتبنى القطاع مستقبلا نموذجا موحدا للمؤسسات التربوية في المناطق الشمالية وكذا الجنوبية، بكيفية تضمن المساحات الوظيفية لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية، وكذا تنظيم التلاميذ عند الخروج والدخول من المؤسسة، والاصطفاف في الساحة في حال تهاطل الأمطار، نظرا لأهمية هذه العملية في تلقين التلميذ الانضباط. وتوقع الناطق باسم التنظيم بأن تأخذ الوزارة بعين الاعتبار توقيت تدريس التربية البدنية، بجعلها في آخر الفترة الصباحية، لتمكين الطفل من تغيير ملابس الرياضة عند العودة إلى البيت في منتصف النهار، مع أخذ قسط من الراحة والاستعداد لإتمام الفترة المسائية في ظروف ملائمة. وينتظر أيضا أن تخصص الوصاية بداية شهر سبتمبر المقبل للتكوين البيداغوجي للأساتذة الجدد، تحت إشراف مفتشي التربية البدنية للطور المتوسط، علما أن الأساتذة المعنيين من خريجي معاهد التربية البدنية والرياضية الحائزين على شهادة في المجال، سيسهرون على تنفيذ البرنامج المعد من قبل الوصاية بالتنسيق مع وزارة الشبيبة والرياضة. وتهدف الوزارة إلى مساعدة التلميذ على تنمية مهاراته البدنية، من خلال ممارسة بعض الأنشطة والألعاب التي تناسب هذه المرحلة العمرية، فضلا عن النهوض بالرياضة المدرسية التي كانت مصدرا لاكتشاف النخب الرياضية.