أطفأت «النصر» أمس الأول شمعتها الستين، معتزّة برصيدٍ يؤهلها لكسب التحديات التي تواجهها الصّحافة أمام التطورات التكنولوجية والواقع الذي فرضته الميديا الجديدة، معتمدة على جيل من الشباب يواجه العصر بأسلحته، من دون التفريط في المهنيّة ومواثيق الشرف التي هي شروط كلّ ممارسة إعلاميّة مهما تعدّدت الوسائط. جيل يدرك أن العراقة وحدها لا تكفي لضمان البقاء وللحفاظ على جمهور سرقته الشاشات الذكية، لذلك تبنت النصر سياسة تحوّل رقمي مع الحفاظ على الخدمة العمومية التي تراعي الدور التربوي والتثقيفي وتوفير «محتوى» يعكس الغنى الذي تتميّز به بلادنا، ويبرز الطاقات والمواهب في مختلف المجالات، وكذا انشغالات كافة فئات المجتمع، وهواجس العصر المتعدّدة من التغيّرات البيئية بكل ما تحمله من أخطار على الصحة والمحيط، إلى التحديات الجيوستراتيجية التي بات يلعب فيها الإعلام بمختلف وسائطه سلاح الحروب الجديدة. بالمختصر، تحاول النصر مرافقة جمهورها في زمن التحولات بكل ما يفرضه ذلك ويعنيه. رافقت المواطنين ونقلت انشغالاتهم «النصر» تكسب رهان الإعلام الجواري استطاعت «النصر» على مر 60 سنة منذ تأسيها في 28 سبتمبر 1963، كسب رهان الإعلام الجواري الهادف وخلق قاعدة لآلاف القراء، من خلال التركيز على تناول الانشغالات التي تهم المواطن مباشرة و الدقة في نشر المعطيات، ما أكسبها مصداقية لدى المواطن الذي يجد عبر صفحاتها الأخبار و المواضيع المحلية التي تحل مشاكله و تعالج اهتماماته على المستوى المحلي. وتحقيقا لمعادلة التوازن بين الخط الافتتاحي و إعلام هادف، نجحت النصر في تبوء مكانة لدى شريحة واسعة من القراء على المستوى الجهوي، خاصة وأنها تغطي تقريبا كل ولايات الجهة الشمالية الشرقية للوطن، من خلال شبكة صحفيين و مراسلين لهم من الخبرة و التمرس ما يمكنهم من التعامل مع المعلومة الجوارية و ترجمتها في شكل انشغال للمواطن بكل مصداقية و بكل ما يفرضه العمل الصحفي من ضوابط تقنية و شكلية للمواضيع المتطرق إليها. و هو ما جعل من جريدتنا منبرا إعلاميا للمواطن أينما وجد، سواء في المدن الكبرى أو في القرى البعيدة نسبيا عن الأعين، حيث يعمل جل صحفيي و مراسلي الجريدة، بمقاربة التوازن في نقل الأخبار، بين تلك التي يتم تقصيها من المصادر أو قنصها عن طريق الحس الصحفي في التجمعات الكبرى، وتلك المعلومات التي نجمعها من الأرياف أو المناطق النائية، التي كثيرا ما يطرح قاطنوها انشغالات ومشاكل تنموية لا تقل أهمية عن التي نلتقطها كإعلاميين من مصادرنا في المدن. «النصر» وعلى مر 60 سنة منذ تأسيسها، عالجت المئات، بل الآلاف من المواضيع والأخبار الجوارية أو التي لها علاقة مباشرة بحياة المواطن، من خلال تحليلها و التطرق إليها بشكل مفصل حسب نوعية الانشغال، مع إرفاق كل موضوع أو خبر برد الجهات المعنية أو المسؤول المباشر، لإطلاعه من جهة على مطلب أو انشغال المواطن و جمع شروحات وتوضيحات من قبل هذه الجهات سواء كانوا «أميارا»، رؤساء دوائر، مدراء قطاعات، ولاة وحتى وزراء وغيرها من مئات المصادر المسؤولة في القطاعات محل الانشغال المرفوع من قبل المواطن، كردود نجيب بها المواطن عن الطرح الذي أراد توصيله. المصداقية و تنويع المواضيع أساس التميز هذه الطريقة في معالجة المعلومة أو الانشغال الجواري في «جريدة النصر»، أعطتها أكثر مصداقية لدى شريحة واسعة من القراء، الذين يفضل العديد منهم التعامل مع طاقم الجريدة مباشرة أو في مكاتب الولايات التي يتواجد بها مراسلونا، حيث تتلقى الجريدة يوميا اتصالات من مواطنين يطلبون معالجة اهتماماتهم ونشرها على صفحات «النصر»، كما تستقبل الجريدة، زيارات يومية تقريبا من قبل مواطنين، رؤساء جمعيات، مسيري مؤسسات وغيرهم من الزوار، الذين يفضلون جريدة «النصر» لمعالجة مشاكلهم الجوارية، كما نتلقى مراسلات مكتوبة من عدة ولايات، لانشغالات يفضل آخرون إرسالها مكتوبة، مع تدوين أرقام هواتفهم للاتصال بهم و توضيح انشغالاتهم أكثر. و ما عزز الصلة بين آلاف القراء وجريدة «النصر» على مستوى الشرق، هو كونها جريدة عمومية، يلتقط صحفيوها الأخبار والانشغالات، يحللونها و ينشرونها دون قيود تذكر، ذلك أن إعلاميي الجريدة يؤمنون بمبدأ الإعلام الهادف دون المساس لا بقيم المجتمع و لا بالأشخاص، في خدمة عمومية تتطرق لكل أنواع الانشغالات الجوارية الموضوعية. كما يحرص طاقم جريدة «النصر» دوما، على جانب جد مهم في التطرق للمواضيع ذات العلاقة بالمواطن، يكمن في تنويع أصناف المواضيع، من خلال اعتماد أنواع صحفية عديدة في معالجتها وإبرازها، حيث لا تقتصر المعالجة على الأخبار أو المواضيع القصيرة فقط، حيث يتم إعداد روبورتاجات و تحقيقات وحتى ملفات موسعة من عدة صفحات، يعكس فيها الصحفيون مطالب و انشغالات المواطن في شكل صحفي مغاير، يعطي مساحة واسعة لتشريح هذه المشاكل أو المواضيع التي تهم المواطن مباشرة. الإعلام الجواري الذي توليه جريدة «النصر» أهمية كبيرة و جعلت منه محطة أولية و قاعدية للممارسة الإعلامية و التحكم في الجانب التقني للمواضيع التي تنشر، ساهم وفي كثير من الأحيان، في حل العديد من القضايا و المشاكل التي يعانيها المواطن في محيطه القريب، من خلال إسماع صوته للجهات المعنية مباشرة و إطلاع مسؤولين على انشغالات كانت غير مرئية أو غير واضحة ووقفنا كصحفيين في عدة مناسبات، على تدخل الجهات المعنية ومعالجة مشاكل أو تلبية عدة مطالب طرحها المواطن من منبر «النصر»، بالنظر إلى مصداقية الجريدة لدى المواطن و حتى لدى المسؤولين الذين يشهدون باحترافية العمل الصحفي ومرافقة الجريدة لجهود التنمية و القرب من المواطن أكثر، كونها خدمة عمومية تستدعي الصدق في التطرق للمعلومة الجوارية و نشرها. خالد ضرباني 4 تتويجات بجائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف استطاعت النصر أن تتربع على عرش الصحافة المكتوبة في الجزائر، من خلال تتويجاتها المتتالية في أكبر مسابقة تجمع مهنيي القطاع، وهي جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف التي حصدت فيها الجريدة 4 جوائز أولى، بما يكرّس احترافية هذه اليومية العريقة. بداية التتويجات في هذه المسابقة التي بلغت طبعتها التاسعة هذا العام، كانت في أكتوبر من سنة 2017، عندما حصد المصور الصحفي الشريف قليب الجائزة الأولى عن فئة الصورة، ليأتي ذلك تتويجا لمسار الزميل المخضرم الذي يعتبر واحدا من أحسن المصورين في الصحافة الجزائرية.وفي الطبعة الموالية لسنة 2018، توجت الزميلة نور الهدى طابي بالجائزة الأولى في فئة الصحافة المكتوبة عن تحقيق اجتماعي عالجت فيه قضية الجيل الثاني من اللاجئين المتواجدين في الجزائر خاصة الأطفال السوريين الذين ولدوا ببلادنا أين يعيشون بكرامة ويمارسون حياتهم العادية مثل أشقائهم الجزائريين. وفي طبعة أكتوبر 2019 فازت النصر للمرة الثانية على التوالي في جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف عن فئة الصحافة المكتوبة، من خلال تحقيق أعدته الزميلة ياسمين بوالجدري عن مركّب الحجار للحديد والصلب حمل عنوان «عملاق الحديد يطوي صفحة الخلافات ويستعد لاسترجاع مكانته». آخر التتويجات كان في طبعة العام الماضي، بحصد الزميل خالد ضرباني المرتبة الأولى في فئة الصحافة المكتوبة، حيث تسلم الجائزة من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بعدما شارك في المسابقة بموضوع حول عصرنة واحترافية المؤسسة العسكرية ودخولها مرحلة الإنتاج الصناعي. حوارات حصرية أصبحت مرجعا لوسائل الإعلام النصر تمدّ جسور التواصل بين قرائها وعلماء الجزائر في الخارج تُعتبر النصر من وسائل الإعلام الجزائرية السبّاقة في إجراء حوارات مع علماء وأدمغة جزائرية تميزت في الخارج، حيث نشرت الجريدة العديد من المقابلات الصحفية الهامة التي تحولت فيما بعد إلى مرجع ومصدر لمؤسسات إعلامية محلية وعربية، بالنظر إلى المعلومات الحصرية التي تضمنتها لاسيما ما تعلق بقصص النجاح الملهمة والإنجازات العلمية التي لم يكن الجزائريون يعرفون عنها الكثير. «شكرا على العمل الذي تقومون به، فمن الرائع إعطاء قيمة للعلماء الجزائريين وجعلهم يشعرون بالانتماء إلى الجزائر»، هكذا عبّرت، في تأثر، عالمة المناعة التي عينت مؤخرا مديرة لمعهد باستور بفرنسا، البروفيسور ياسمين بلقايد، عن تقديرها لما تقوم به النصر من عمل لربط جسور التواصل بين الجزائريين وعلماء الخارج، وذلك في ختام حوار مطول أجريناه معها في ديسمبر 2021، بعد فوزها بجائزة معهد روبرت كوخ نظير أبحاثها حول الميكروبات والمناعة في المعهد الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية. كانت تلك أول مقابلة تجريها بلقايد مع وسيلة إعلام جزائرية وعربية، وقد كشفت فيها عن جديدها العلمي وتحدثت لأول مرة عن جوانب خفية من شخصيتها وحياتها العائلية، وهو حوار لقي تفاعلا كبيرا وأعيد نشره على نطاق واسع عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي. النصر كانت كذلك أول وسيلة إعلام جزائرية تتواصل مع البروفيسور مريم مرّاد مباشرة بعد انتخابها كعضوة في الأكاديمية الأمريكية للعلوم في ماي 2020، فكان لنا معها حوار حصري تحول مضمونه في ما بعد إلى مادة اعتمدت عليها كبرى وسائل الإعلام العربية في إعداد تقارير «فيتشر» ملهمة عن العالِمة، خصوصا أن الحوار تضمّن تفاصيل قرأها الجزائريون لأول مرة عن المسار العلمي لمرّاد في الجزائر ثم فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية، وأيضا جديد أبحاثها الرائدة في مجال العلاج المناعي للسرطان. إشادة من كبار الباحثين وتعدّدت أسماء العلماء الجزائريين الذين حاورتهم النصر على مدى السنوات الماضية، من بينهم المخترع العربي الأكثر شهرة، عالِم الالكترونيات الدقيقة البروفيسور بلقاسم حبه، الذي كانت الجريدة من أولى وسائل الإعلام الجزائرية التي تعاملت معه سنة 2015، أين فصّل في مساره العلمي وتطرق إلى ظروف هجرته، كما رافقته النصر في مختلف الأنشطة العلمية التي قام بها لفائدة الشباب الجزائريين، وقد علّق عن هذا في رسالة شكر وجها لصحافية النصر قائلا «مع الصحفيين الموثوقين مثلك يمكننا أن نرفع مجتمعنا وشبابنا إلى غد أفضل في إعطاء الأمل». والجميل في الأمر أن حبه تربطه علاقة خاصة بالنصر، فقد أخبرنا وهو يسترجع ذكريات اجتيازه امتحان شهادة البكالوريا لدى إعدادنا مقالا عن هذا الموضوع، أن اسمه نُشر مع باقي الناجحين شهر جويلية من سنة 1976 في هذه الجريدة العريقة، حيث ما تزال عائلته في المغير تحتفظ بتلك النسخة لليوم، وقد تشارك العالِم الصفحة التي ورد فيها اسمه مع متابعيه في منشور عبر حسابه على موقع فيسبوك وسط تفاعل كبير. النصر كان لها كذلك حوار خاص مع عالم الفيزياء البروفيسور نور الدين مليكشي، المُتوج بلقب «سفير المريخ» في الولاياتالمتحدةالأمريكية نظير مساهماته القيمة في مهمة استكشاف الكوكب الأحمر مع وكالة «ناسا»، وقد فصّل مليكشي في محطاته العلمية والمهنية بدءا من التحاقه بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا وتوصله لتقنية ثورية للكشف عن مرض السرطان، وصولا إلى عمله ب «ناسا» ومشاريعه الموجهة للأطفال من أجل تحبيبهم في العلوم. ومن الحوارات المهمة أيضا، كانت مقابلة صحفية مع بشير حليمي، الجزائري الذي يعتبر أول من عرب أجهزة الكمبيوتر في العالم والذي لقيت قصة نجاحه الملهمة صدى جيدا تُرجم بتشارك الحوار على نطاق كبير في منصات التواصل، وكذلك الأمر بالنسبة لحوار مع الدكتور محمد لاشمي، وهو العربي الوحيد الذي يرأس حاليا جامعة كندية وكان قد ساهم في إنشاء أقوى جسم في العالم. من هذه الأسماء أيضا، الدكتور فاروق داي، نائب رئيس جامعة جونز هوبكينز الذي كان له دور مهم في تغيير نظام التعليم العالي في أمريكا باعتماد مقاربة التعليم المدمج وتصميم الحياة، إضافة إلى أحد أهم الباحثين العرب في مجال الطاقة الشمسية، البروفيسور نوار ثابت، وأيضا الباحث في الفيزياء وعلم الفلك البروفيسور نضال قسوم الذي يُعتبر واحدا من أهم العلماء العرب المشتغلين على مجال تبسيط العلوم، إضافة إلى الباحث الجزائري المعروف في مجال الطاقات البديلة وتطوير بطاريات الليثيوم، كريم زغيب، عالمة الجينات نادية بوطاوي وأستاذة الهندسة المعمارية بجامعة كورنال الأمريكية، الدكتوره سامية هني. جرعة أمل و رسائل محفزة للشباب هذه الحوارات التي أجرتها النصر مع كبار العلماء والباحثين في الخارج، حملت جرعة أمل للشباب من خلال تقديم نماذج مميزة لقصص نجاح جزائريين لمع نجمهم في الخارج بفضل الاجتهاد والإصرار على تجاوز العقبات، وغالبا ما تنتهي هذه المقابلات بمخاطبة هذه «الأدمغة» للشباب الجزائريين برسائل إيجابية محفزة. النصر ساهمت كذلك في إلقاء الضوء على الكفاءات العلمية الشابة في الخارج، من أمثال عالم الكيمياء الطبية بجامعة كارديف البريطانية الدكتور يوسف محلو، وعالمة الالكترونيات بجامعة كيوشو باليابان البروفيسور فاطمة بن شيخ، والباحث في البرمجيات وتعلم الآلة رياض بغدادي، وكذلك الدكتورة رحاب بوشارب من مركز أبحاث القلب والأوعية الدموية في مدرسة الطب ماونت سايناي بنيويورك. كما تمت محاورة باحثين شباب آخرين صنعوا التميز من خلال العديد من الأبحاث العلمية التي حصد بعضها جوائز، ومن بين هؤلاء الدكتورة كريمة آيت عيسى الباحثة في البيولوجيا بجامعة لينكولن ميموريال بأمريكا، أنيسة بلفاطمي الباحثة في الأمراض المعدية والعلاج المناعي للسرطان بجامعة هارفرد، الدكتور الكندي رزيق الأستاذ المساعد في جامعة يوتا والباحث السابق بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إضافة إلى الدكتور مراد بوعاش الذي اشتغل مع عملاقي التكنولوجيا «ياهو» «وإنتل»، والدكتور حمزة لبيض الباحث في الفيزياء بجامعة أوكسفورد بإنجلترا.وقد أفردت النصر صفحاتها خلال جائحة كورونا، لثلة من العلماء الجزائريين في الخارج المشتغلين على مجالات الطب والبيولوجيا والمناعة والتخصصات المتصلة بها، حيث ساهموا عبر حوارات نُشرت بشكل شبه يومي خلال ذروة الأزمة الصحية، في توعية القراء حول ماهية وخطورة الفيروس المستجد وطرق الوقاية منه، على غرار عالم المناعة الدكتور سعيد درميم، عالم الفيروسات عبد الحكيم جاب الله، والباحث في البيولوجيا يحيى شبلون، إلى جانب المختص في البيوتكنولوجيا والأمراض المعدية الدكتور أحمد شنة وعالم الفيروسات والمستشار السابق بمنظمة الصحة العالمية يحيى مكي، وغيرهم كثيرون. النصر التي يحتفي قراؤها بالذكرى الستين لتأسيسها، أصبحت اليوم بشهادة المتابعين والزملاء في وسائل الإعلام الجزائرية والعربية، مرجعا مهما عندما يتعلق الأمر بالحصول على معلومات موثوقة عن أهم العلماء الجزائريين في الخارج، وهو توجه انتهجته وسائل إعلام محلية أخرى اقتداء بتجربة النصر. ياسمين بوالجدري النصر فتحت أبوابها للمتدربين والطلبة مشتلة لتكوين صحافيي الغد فتحت النصر أبوابها لطلبة الإعلام من مختلف التخصصات، ومكنتهم من الإطلاع على طبيعة العمل عن كثب في قاعات التحرير عبر أقسام الجريدة، ما سمح للمتدربين بفهم أساسيات وضوابط العمل الصحفي الاحترافي انطلاقا من الممارسة الميدانية. كثيرا ما يطرح خريجو وطلبة الصحافة، لدى بدء أولى خطوات ممارسة المهنة أو التدريب، إشكالية اصطدامهم بواقع لا يشبه الجانب النظري الذي درسوه في الجامعة، ومن هذا المنطلق أخذت النصر على عاتقها مسؤولية سد هذا الفراغ باعتبارها مدرسة عريقة، وذلك بتكوين عشرات الطلبة على مدى السنوات الماضية بالتنسيق مع مختلف جامعات الشرق الجزائري، من خلال تربصات استمر بعضها لعدة أشهر، بما شكل فرصة ثمينة مكنت هؤلاء الطلبة من الاحتكاك المباشر بالصحافيين والوقوف على طبيعة العمل الإعلامي عن كثب. وقد حرصت النصر على استقبال الطلبة وتوفير الظروف الملائمة لتمكينهم من اختبار جو المهنة، حيث فُتحت لهم قاعات التحرير في القسم الرياضي، المحلي، المجتمع والمنوعات، الجهوي والوطني، وصولا إلى مصلحة الموقع الالكتروني والميديا والمصلحة التقنية وأقسام الدعم المتمثلة في التصوير والأرشيف، أين تُقدم للمتدربين شروحات وافية حول طبيعة العمل ومختلف مراحل إعداد الجريدة الورقية ونشر المحتوى الرقمي. ويستفيد المتدربون من توجيهات ونصائح يقدمها صحافيو الجريدة انطلاقا من عصارة خبرتهم وتجربتهم، لاسيما ما تعلق بأساسيات ومهارات الكتابة والتحرير باختلاف القوالب الصحفية سواء في الجريدة أو منصاتها الرقمية، إلى جانب التركيز على تحصيلهم فهما دقيقا لأخلاقيات وضوابط الممارسة الإعلامية الاحترافية. زيادة على ذلك، مكّنت النصر هؤلاء المتربصين من مرافقة صحافيي الجريدة خلال تغطية الأحداث المحلية وإعداد الروبورتاجات والمواضيع في مختلف أقسام التحرير، الأمر الذي أهلهم لتحصيل معارف ومهارات تطبيقية فتحت للعديد منهم آفاقا لدخول عالم الصحافة من باب الاحتراف. ياسمين.ب الصفحة الخضراء تجربة في الإعلام البيئي الهادف تعمل النصر باستمرار على تطوير منتوجها الإعلامي لمواكبة التحولات المتسارعة التي يعرفها قطاع الإعلام بالجزائر و العالم، و تعد الصفحة الخضراء التي تعنى بشؤون البيئة و المناخ على المستوى الوطني و الإقليمي و الدولي ثمرة جهود التطوير التي تقودها هيئة التحرير لبلوغ مزيد الاحترافية و التخصص المبني على المعارف العلمية و مهارات التحرير التي تتطلب قدرا كبيرا من التكوين و الكفاءة حتى يتمكن الصحفي من خوض تجربة الإعلام المتخصص الذي صار حتمية لكل وسيلة إعلامية تنشد التطور و التجدد و البقاء. و منذ ميلاد الصفحة الفتية نهاية 2017 و هي تحرز المزيد من التطور و تلفت اهتمام أصحاب القرار و الباحثين و المهتمين بشؤون البيئة و المناخ، و تدعم الجهد الوطني و الدولي الرامي إلى حماية كوكب الأرض و التصدي للتغيرات المناخية المتطرفة، و المحافظة على الموارد الطبيعية و الحياة البرية، و ترميم الاختلالات البيئية المثيرة للقلق. و بعد أن ظلت مواضيع البيئة مادة مكملة بالصحافة الوطنية سنوات طويلة، أدرك الجميع أخيرا بأن هذا القطاع الحيوي يجب أن يكون في صدارة الاهتمام و مادة إعلامية هادفة، و من هذا المنطلق قررت جريدة النصر خوض تجربتها الجديدة مع الصحافة المتخصصة و أطلقت الصفحة الخضراء بأركانها الخمسة، زوم على البيئة، من العالم، مدن خضراء، أصدقاء البيئة، و بيئتنا في خطر، و خرجت الأعداد الأولى كل يوم أحد بنافذة بهية على صدر الصفحة الأولى و صفحة داخلية واحدة مثيرة بهندستها الجميلة و مواضيعها ذات التنوع و الفائدة الإعلامية الكبيرة التي استقطبت الكثير من القراء و الباحثين و أصحاب القرار المحلي و الوطني الذين وجدوا في هذه الصفحة السند القوي لجهود حماية البيئة و التصدي لآثار التغيرات المناخية، و حماية الموارد الطبيعية للبلاد و الانتقال إلى الطاقة النظيفة و الاقتصاد الأخضر المستديم. و بالرغم من الواقع البيئي و المناخي الصعب الذي تعرفه الجزائر و منطقة حوض المتوسط في السنوات الأخيرة، فقد عملت جريدة النصر من خلال الصفحة الخضراء على نشر قصص النجاح كنافذة أمل لدعم و تشجيع الجهود التي تبذل لإنقاذ الكوكب المقبل على مزيد من التحديات كالاحترار و الجفاف و الفيضانات و الحرائق و الأوبئة و الانبعاثات الغازية المدمرة. و نظرا للاهتمام الذي لقيته الصفحة الخضراء ارتأت هيئة تحرير النصر الانتقال إلى صفحتين كل أربعاء و إدخال تعديل على أركان الصفحة حتى تلم أكثر بأهم المواضيع و القضايا البيئية على المستويين الوطني و الدولي، حيث تطرقت الصفحة الخضراء إلى قمة الأرض و القرارات و الجهود الدولية الرامية لحماية كوكب الأرض، و أشركت العديد من الباحثين و أساتذة الجامعات و المجتمع المدني للحديث عن واقع البيئة بالجزائر، و نقلت أراء المسؤولين و المواطنين بخصوص معضلة النفايات المنزلية و النفايات الخاصة و الجفاف و التصحر القادم من الجنوب و الحياة البرية و الموارد المائية و التلوث و الزراعة و التنوع الإيكولوجي، و أهم الإجراءات التي تتخذها الدولة باستمرار لحماية الموارد الطبيعية و التقليل من آثار التغيرات المناخية التي أصبحت أمرا واقعا يستدعي المزيد من العمل و الجدية على مدى السنوات القادمة. و حرصا منها على تكوين الصحفيين في مجال البيئة شاركت جريدة النصر في أيام تكوينية نظمها معد التكوينات البيئية الذي تشرف عليه وزارة البيئة و الطاقات المتجددة شهر ديسمبر 2020، و برنامج دولي لتكوين الصحفيين بالدول العربية في مجال الكوارث الطبيعية نظمه مكتب اليونسكو بالقاهرة شهر جويلية الماضي. و يحدونا أمل كبير في استمرار و تطور الصفحة الخضراء معتمدة على نخبة من الصحافيين الشباب الذين استهوتهم البيئة بمواضيعها الجديرة بالمتابعة و الاهتمام على الصعيدين الوطني و الدولي، حيث تعد الجزائر واحدة من دول العالم و حوض المتوسط المعرضة لمخاطر التغيرات المناخية التي طالت الحياة البرية و مصادر الغذاء و المياه، و يدرك الجميع بأن جهود الدولة التي تبذل منذ عدة سنوات تبقى في حاجة إلى مواكبة إعلامية محترفة و مسؤولة لدعم جبهة التصدي للمناخ المتطرف الذي بات مصدر قلق لسكان الكوكب الأزرق المتداعي. فريد.غ التحوّل الرقمي.. محتوى جديد من دون التفريط في المهنية تبنّت النصر «الميلتيميديا» كمشروع لإنجاح برنامجها الطموح في الإعلام الرقمي الذي ولجته منذ سنوات، وتحقيقا لتطلعات الجمهور الذي يبحث عن أنواع صحفية جديدة تواكب التطور التكنولوجي، وتُشبع رغباته، وتساهم في تحقيق سيادة في العالم الافتراضي الذي يعج بمحتويات مختلفة، وذلك من خلال تقديم مادة إعلامية بتوليفة جديدة مع التمسك بأخلاقيات المهنة. وتعمل النصر خلال السنوات الأخيرة لكسب رهان التحوّل الرقمي، شأنها في ذلك شأن مختلف المؤسسات الإعلامية، وذلك من خلال تقديم مادة صحفية بقوالب جديدة، تكسر نمطية الإعلام الكلاسيكي، حيث تسعى عبر موقعها الالكتروني الوصول إلى فئة جديدة من الجمهور المنتشر خلف اللوحات والهواتف النقالة، عبر محاولة الاستغلال الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وخصص القسم الالكتروني للجريدة عددا من الأنواع الصحفية الجديدة لقرائه من خلال تقديم الأخبار بطريقة آنية وسريعة ومواكبتها بكل جديد، إلى جانب إرفاقها بالصور والفيديوهات التي تحاول تقريب صورة الحدث إلى المتلقين الذين فضلوا استبدال الحرف بما تلتقطه الكاميرات، أو من خلال روبورتاجات مصورة لظواهر اجتماعية، وبورتريهات تسلط الضوء على أشخاص متميزين في مهنهم أو أصحاب مبادرات إيجابية في المجتمع. زيادة على ذلك يتم تقديم مادة مصورة سريعة عبر فيديوهات «رييل» من خلال التطرق لمواضيع عديدة وفي مجالات مختلفة كالصحة والطبخ والرياضة الوطنية والعالمية، والتغذية، والإرشادات النفسية، فضلا على استغلال جزء من المادة الصحفية بالجريدة الورقية وتحويلها إلى مواضيع تستقطب الجمهور الالكتروني. كما استطاعت النصر تقديم تجربة رائدة من خلال «بودكاست» يعتبر الأول من نوعه، تم من خلاله معالجة مواضيع كثيرة، وإجراء حوارات نوعية مع ثلة من علماء الجزائر في الداخل والخارج، ونخب أخرى كثيرة قدمت تحليلات دسمة لمواضيع صنعت «التراندينغ» عبر العالم الافتراضي، حيث استطاعت النصر تحقيق عدد كبير من المستمعين عبر هذا الركن الذي كان محل دراسة من قبل منصة «قصرة بودكاست» والذي نوّه بهذه التجربة الرائدة في الصحافة الجزائرية والعمومية خصوصا. وإلى جانب ذلك، تقدم النصر في حيزها المفتوح عبر الفضاء الرقمي من خلال طاقم شاب من خريجي الجامعة الجزائرية، باقة من الحوارات المصورة ببصمة مميزة ومختلفة، التي تلقى متابعات ومشاركات معتبرة من المتابعين الأوفياء أو الجدد الذين يلتحقون تباعا بصفحات التواصل الاجتماعي، قبل أن تُقرّر في الأيام القليلة الماضية ولوج منصة «أنستغرام» التي تتميز بجمهور مختلف يركز على الصور والفيديوهات القصيرة مع التركيز على هوية بصرية متفردة. كما كان للبث المباشر تواجد دائم يلازم الأحداث الكبرى من خلال وضع متابعي صفحة النصر على موقع فيسبوك في متابعة آنية، كان آخرها متابعة دقيقة لتربص أشبال جمال بلماضي في قسنطينة بحر الشهر الحالي. وتبقى الأخبار الرياضية تصنع تفرد النصر بالسبق من خلال نقل مختلف الأخبارّ، خاصة ما تعلق بكرة القدم والمنتخب الوطني وكذا أخبار محترفينا بمختلف الدوريات الأوروبية والعربية، وهي أخبار في كثير من الأحيان يتم تداولها على نطاق واسع من مختلف الصفحات التي تهتم بالشأن الرياضي، كما تتناقلها وسائل إعلام كثيرة. وتسعى النصر من خلال قسمها الالكتروني مواصلة العمل لمواكبة التطورات المتسارعة في الإعلام الرقمي والتأقلم مع خوارزمياته المتغيرة من أجل تحقيق السيادة الرقمية وتقديم مادة إعلامية هادفة. عبد الله بودبابة كرّاسٌ للثقافة وحاضنة للمبدعين والمثقفين تحتفل جريدة النصر في ال28 سبتمبر من كلّ عام بذكرى تأسيسها (28 سبتمبر 1963). وتأتي اِحتفالات هذا العام في ظل الذِكرى ال60 لتأسيس الجريدة، وهي احتفالات تقف على شرفة مضاءة ب60 شمعة، يعني بشكلٍ آخر 60 سنة من الوجود من التحديات والصمود. وهي بهذا تسترجع تجارب ومحطات وتحديات عاشتها ومرت بها. هي أيضا مناسبة لتقف على شرفة تأمّل مراحل مختلفة من مراحل الجريدة ومختلف أقسامها المتخصّصة: السياسيّ، الرياضيّ، المحليّ، الفنيّ، المجتمع، الثقافيّ... وغيرها. في القسم الثقافي تحديداً، وفي واقع الأمر، يمكن الجزم أنّ حقبة ثقافيّة طويلة مُتعاقبة ومُتتاليّة شهدتها و واكبتها الجريدة عبر صفحاتها الثّقافيّة اليوميّة. قبل أن تُؤسس ملحقها الثّقافي الأسبوعي «كراس الثقافة» منذ أكثر من 23 سنة، والّذي اِلتفت حوله مواهب كثيرة وكُتّاب من مختلف ربوع الوطن، والشرق الجزائري خاصةً. كانت الجريدة بملحقها، كاشفةً وحاضنةً وراعية للمواهب، تتبع مسارهم ونصوصهم، كانت بمثابة مدرسة تخرجت من صفحاتها الكثير من الأسماء الأدبيّة، أسماء صار لها صيتها وحضورها في المشهد الأدبي الجزائري والعربي. «كراس الثقافة» مع الأعوام والاِجتهادات اِنتشر صيته واستقطب الكثير من الكُتّاب في الجزائر وحتّى من خارج الجزائر. وحاول في كلّ أعداده تقديم وجبات ثقافيّة وأدبيّة تليقُ بالثقافة والهم الثّقافي وبعائلة المثقفين. كما حاول من خلال أعداده طرح إشكالات ثقافيّة وفكريّة وفلسفيّة واِجتماعيّة وعلميّة وفنيّة كثيرة مع أهل الشأن والاِختصاص. «كراس الثقافة»، اِنفتح على كلّ التجارب الأدبيّة في الجزائر، وظلّت عائلته تكبر مع كلّ عدد. كما اِنفتح على تجارب وأسماء عربية كثيرة، كانت تنشر نصوصها ومقالاتها في جريدة النصر، في صفحاتها الثّقافيّة وفي ملحقها الأدبي الثّقافي، منهم على سبيل الذكر، الكاتب السوري الكبير حيدر حيدر، وسعدي يوسف، وعز الدين المناصرة. وغيرهم من الكُتّاب العرب الذين عاشوا لفترة في الجزائر، وحتّى بعض العرب الذين فتحت لهم الجريدة مساحات في ملحقها الثقافي الأسبوعي «كراس الثقافة»، وهذا من خلال حوارات معهم أو مقالات ساهموا من خلالها في ملفات كبيرة وشائكة وراهنية من ملفات الملحق الّذي دأب على فتحها مع نخبة من الكُتّاب والكاتبات من الجزائر ومن مختلف الدول العربية، ما أعطى صيتًا واسعًا للملحق، الّذي تخطى حدود المحلية إلى جغرافيات عربية، فأصبح معروفًا لدى الكُتّاب العرب. أسماءٌ كبيرة وكثيرة مرت وعبرت من دروب النصر، ومن صفحاتها الثّقافية وصفحات ملحقها الثّقافي، بينهم الشاعر أحمد أزقاغ، كاتب ياسين، الطاهر وطار، رشيد بوجدرة، مرزاق بقطاش، زهور ونيسي، جيلالي خلاص، الأخضر السائحي، رشيد ميموني، واسيني الأعرج. والشاعر جمال عمراني الّذي تقلد منصب مدير عام الجريدة لفترة قصيرة. ومالك حداد الّذي اِشتغل في النصر وأشرف على قسمها الثقافي، حيث كان يرعى المواهب الأدبيّة الجديدة ويُشجعها. وكان بدوره ينتصر للثقافة في الجريدة. صاحب «رصيف الأزهار لا يجيب». نشر أيضًا بعض نصوصه في النصر، مثل «مفتاح لقسنطينة»، و»أنا هنا في فلسطين». الشاعر العراقي الكبير، الراحل سعدي يوسف الّذي عاش في الجزائر من العام 1964 إلى غاية سنة 1972. نشر أيضًا العديد من قصائده في النصر، وأيضًا الروائي السوري حيدر حيدر، الّذي جاء إلى الجزائر عام 1970 واشتغل أستاذ لغة عربية في مدينة عنّابة، ففي الوقت الّذي كان يُواصل فيه الكتابة والنشر في الدوريّات العربيّة، كان ينشر أيضًا في جريدة النصر، إذ وجد فيها نافذة حاضنة للنصوص المكتوبة باللّغة العربيّة، وظلَّ ينشر فيها من فترة إلى أخرى إلى أن عاد إلى بلده سوريا في العام 1974. ومن الشعراء الذين خلدوا حضورهم في صفحات الجريدة، نجد الشاعر الفلسطيني الكبير عز الدين المناصرة، الّذي حل بالجزائر عام 1983، حيث عمل كأستاذ للأدب في جامعة قسنطينة ثمّ جامعة تلمسان. يمكن التأكيد أيضًا أنّ النصر لم تنفتح فقط على المشهد الجزائري ككلّ، والعربي، بل اِنفتحت على كثير من الأدب الغربي وهذا من خلال ترجمات بعض حوارات الكُتّاب المشهورين ونصوصهم، وهذا ما جسدَ/ويُجسد اِنفتاح الجريدة على كلّ ثقافات وفكر وآداب العالم وليس فقط على ثقافة وآداب الجزائر. أجيالٌ، وأجيالٌ أدبية كثيرة، تعاقبت على صفحاتها وملحقها. أيضًا كانت النصر من خلال ملحقها الثقافي «كراس الثقافة» أوّل جريدة في الجزائر تنشر نصوص ومقالات الكُتّاب بصورهم الشخصيّة. الجريدة كما هو معروف، لها طابعها المُميز وهو الطابع الخبري، وصفحاتها خبرية بالدرجة الأولى، لكن الثّقافة بشكل عام، والثقافة الوطنيّة على وجه الخصوص، ظلّت حاضرة وتنتزع موقعاً لها مع كلّ عددٍ جديد وبشكلٍ يوميّ على حساب المادة الخبريّة أحيانًا. فطابعها الخبري لم يمنع أن تُعنى بالشأن الثقافي وأن تنتصر للثقافيّ والأدبيّ في صفحاتها. طابعها الخبري لم يلغي المساحات التي تقتطعها من الحيز الخبريّ. وظلَّ المُلحق «كراس الثقافة» اِبن إصراره، اِبن البقاء الّذي على قيد الطموح. اِبن الفن والأدب والسينما. اِبن المتاحف والمكاتب والكُتُب والمكتبات والمعارض وكلّ كلّ أنواع الفنون. اِبن الفعاليّات والروايات ومختلف أنواع الكِتابة. لهذا قاوم وظل يصدر كلّ يوم ثلاثاء، ولهذا اِستمر بكلّ هذا الزخم من الحضور المُتجدّد، ولهذا أيضاً ظلّ محط أنظار وانتظار من أهل الفكر والأدب والنقد والفن والثقافة. كما ظلّ نافذة للمثقفين والكُتّاب وللثقافة الوطنية.