استقالتي من رئاسة اتحاد عنابة لا رجعة فيها اعتبر محمد ناصر بن علي استقالته من رئاسة اتحاد عنابة حتمية، وأملتها الظروف الاستثنائية، التي يعيش على وقعها النادي في بداية الموسم الجاري، وأكد بأن قراره رسمي ونهائي ولا رجعة فيه. بن علي، وفي حوار خص به النصر، أشار إلى أن انسحابه في هذا الظرف ليس هروبا من المسؤولية، بل جاء بنية فسح المجال أمام كل من هو قادر على تقديم الإضافة المرجوة لحمل المشعل. هل لكم أن تحدثوننا في البداية عن الأسباب الحقيقية، التي كانت وراء إعلانكم الاستقالة بعد جولة واحدة من البطولة؟ هذا القرار كان مفاجئا لأغلب المتتبعين، خاصة وأنه جاء مباشرة بعد المباراة الأولى من البطولة، لكن في حقيقة الأمر فإن كل المعطيات الأولية كانت توحي بأنني سأرمي المنشفة مع بداية الموسم، لأن المهمة التي كلفت بها تمثلت بالأساس في ضمان مشاركة اتحاد عنابة في البطولة، وذلك بإخراجه من دوامة المشاكل التي تخبط فيها طيلة الصائفة الماضية، والتي وضعت مستقبل الفريق على كف عفريت، وعليه فقد ارتديت ثوب «رجل الإنقاذ» في تلك الفترة الحرجة، ووافقت على تحمل مسؤولية تسيير النادي، تجسيدا للمخطط ألاستعجالي الذي كانت مديرية الشباب والرياضة، قد رسمته بالتنسيق مع السلطات الولائية، وبالتالي يمكن القول بأن دخول الفريق أجواء المنافسة الرسمية، يعني إتمامي للمهمة التي أسندت لي رفقة الطاقم المسير الذي كان إلى جانبي. لكنكم كثيرا ما تحدثتم عن الوضعية المالية وقضية الديون المقيدة ضد النادي على مستوى غرفة المنازعات؟ الخوض في هذا الملف يستوجب إجراء تشريح شامل، لأن اتحاد عنابة يبقى ممنوعا من الاستقدامات لفترة طويلة، مادام مؤشر الديون قد بلغ حاليا 18 مليار سنتيم، والمبلغ مرشح للارتفاع أكثر، وقد حاولت عند تسلمي مهام تسيير النادي رسم خارطة طريق مقترنة بهذه القضية، بناء على المعطيات التي كانت السلطات الولائية قد ضبطتها آنفا، الأمر الذي أجبرنا على اللجوء إلى مخطط الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من لاعبي الموسم الفارط، شريطة الاتفاق معهم على تسوية شطر من مستحقاتهم العالقة، وقد كان التجاوب كبيرا من طرفهم، إضافة إلى المراهنة على العديد من العناصر في فئة الرديف، لأن هذا المخطط كان المنفذ الوحيد الذي مكننا من ضمان تأهيل بعض اللاعبين من فئة الأكابر، وعليه فإن وضعية النادي تجاه الغرفة الفيدرالية للمنازعات مازالت عالقة، ومن المستحيل تسويتها بين عشية وضحاها، والجميع في عنابة على دراية بحيثيات هذا الملف الشائك، والذي كان أبرز سبب في وضع مستقبل الفريق على كف عفريت. وماذا عن مخطط تسيير شؤون الفريق في هذه المرحلة الاستثنائية إلى غاية عقد جمعية عامة؟ وضع القطار على السكة والاطمئنان على دخوله غمار المنافسة، يبقى من أهم الانجازات التي حققناها في هذه الفترة الحرجة، لأن ما عاشه اتحاد عنابة على مدار شهرين وضعه على عتبة الانسحاب النهائي، وحتى بعد احتواء الأزمة الإدارية فإن الانطلاقة في العمل الميداني كانت بسرعة البرق، رغم أن العديد من الأطراف كانت قد راهنت كثيرا على فشلنا المبكر، ورفع التحدي تجلى في ضبط التعداد في ظرف قياسي، مع إجراء الفريق لتربص مغلق، فضلا عن استكمال كل الإجراءات الإدارية في الآجال المحددة، دون تجاهل الامكانيات اللوجيستيكية التي وفرناها، سواء تعلق الأمر بالتجهيزات أو مرافق الإيواء والإطعام، ليكون اللقاء الرسمي الأول أمام الضيف هلال شلغوم العيد فرصة للأنصار للوقوف على حقيقة الظروف العصيبة التي عملنا فيها، فكان الانسحاب حتميا بالنسبة لي، لأن حالتي الصحية لا تسمح بتحمل ضغط رهيب من المحيط الخارجي للنادي، كما أن موافقتي على تولي رئاسة الفريق تسبب لي في مشاكل عائلية، بسبب رفض أفراد أسرتي لقرار تواجدي على رأس اتحاد عنابة، وبالتالي فقد أشعرت السلطات الولائية باستقالتي الرسمية، لأنني لا أملك خاتم سليمان الذي يسمح لي بتغطية المصاريف الضخمة للفريق، رغم اقتناعي بأن التركيبة الحالية باستطاعتها الصمود، وضمان البقاء بكل أريحية في الرابطة الثانية. حاوره: صالح / ف