أدين للفريق بأزيد من 15 مليار ا و أفكر بجدية في الاستقالة أطلق رئيس جمعية أولاد زواي قدور مهني صفارات الإنذار، بخصوص مستقبل الفريق، وأكد بأن الأزمة المالية الخانقة التي يتخبط فيها قد تحول دون انخراطه في بطولة ما بين الجهات الموسم القادم، لأنه تعوّد على تحمّل نسبة كبيرة جدا من أجمالي مصاريف النادي من ماله الخاص، لكن الجمعية ليست كما قال في حوار للنصر، ملكية خاصة. حاوره: صالح فرطاس بودنا أن نتعرف في البداية على مدى استعدادكم لدخول الموسم الكروي الجديد ؟ أي حديث من هذا القبيل يبقى في نظري سابق لأوانه، خاصة بالنسبة للأندية الهاوية، التي تنشط في الأقسام السفلى، لأن القاسم المشترك بينها هو الأزمة المالية الخانقة، وفي نهاية كل موسم يتم الشروع في ضبط الحسابات، مع تسجيل تراكم للديون، وبقاء مستحقات اللاعبين وكذا العديد من الدائنين عالقة، وفريقنا يبقى عنصرا من هذه المجموعة، رغم أن الأزمة فاقت كل الحدود، ومستقبل الجمعية أصبح على كف عفريت، لأن النادي يمر بفترة استثنائية، وقد تكون عواقبها عدم الانخراط في بطولة ما بين الجهات للموسم القادم، وبالتالي فإن تفكيرنا ليس منصبا في الوقت الراهن على ترتيب البيت واستقدام اللاعبين، بل أننا بصدد البحث عن مخرج من هذه الأزمة، وإيجاد السبل الكفيلة بحماية الفريق من الشطب النهائي. هل بالإمكان إعطاءنا توضيحات أكثر بخصوص هذه القضية؟ الجميع يعلم بأن تواجد جمعية أولاد زواي في قسم ما بين الرابطات كان ثمرة مجهودات جبارة بذلناها منذ تأسيس الفريق سنة 2002، لأن مشكل قلة الموارد المالية كان يطرح كل موسم، إلا أنني أجد نفسي مرغما على تحمّل نسبة كبيرة جدا من المصاريف، لكن ما دفعني إلى التفكير بجدية في الاستقالة عدم تلقي أي إعانة من البلدية طيلة السنة الماضية في نهاية عهدة المجلس السابق، الأمر الذي قلّص من حجم الدعم المالي المحصل عليه إلى 150 مليون سنتيم، بعد الإعانات التي قدمها المجلس الولائي وكذا مديرية الشباب والرياضية لولاية أم البواقي، وهذا المبلغ لا يكفي حتى لتغطية حقوق الانخراط، وفرق تنشط في البطولة الشرفية استفادت من دعم أكثر مما تحصل عليه فريقنا الناشط في قسم ما بين الرابطات، وعليه فإنني قررت وضع النقاط على الحروف، وتحميل كل طرف مسؤوليته. نفهم من كلامكم بأنكم تلوّحون بالاستقالة؟ الانسحاب من رئاسة النادي في هذه الفترة قد يكون القرار الصائب، رغم أنني أتحسر دوما على الوضعية التي يتخبط فيها الفريق، لأن فكرة تأسيس الجمعية انطلقت من العمل على المساهمة في نفض الغبار عن بلديتنا الريفية، ومنح الفرص للشريحة الشبانية لإيجاد متنفس في نهاية كل أسبوع، لكن هذا المشروع كبر مع مرور السنوات، وباب الطموحات فتح على مصراعيه، إلى درجة أننا كنا على مشارف تحقيق الصعود إلى وطني الهواة في 2013، لولا نشاط «الكواليس»، وهذا كله بمساهمة كبيرة مني، إلا أن حرمان النادي من إعانة البلدية جعلتني أقتنع بأن الجمعية ليست ملكية خاصة لي، رغم أنني صرفت على مدار 16 سنة من مالي الخاص قرابة 15 مليار سنتيم، تبقى مقيّدة كديون، والكرة الآن في مرمى البلدية، لأن مساهمة كل الأطراف تبقى الشرط الأساسي الذي يجرني إلى مواصلة العمل، لأنني أسست الجمعية لهدف معيّن، وكان باستطاعتي تقديم هذا المبلغ في شكل «سبونسور» لأي فريق من الرابطة المحترفة، لكنني مقتنع بضرورة المساهمة في خدمة أبناء قريتي بطابعها الريفي، وليس البحث عن «البريستيج». لكن هذا «السيناريو» يتكرر كل موسم، وأثناء المنافسة يكتفي بلعب ورقة البقاء؟ كما سبق وأن قلت فإن الموسم الماضي كان استثنائيا، لأنه لا يعقل أن يتحصل فريق من قسم ما بين الرابطات على دعم لا يتجاوز 150 مليون سنتيم، ومع ذلك فقد كان مشوار الجمعية مميزا في مرحلة الإياب، لأننا عانينا كثيرا في الثلث الأول من الموسم، لما لازمنا المركز الأخير، برصيد لم يتعد 8 نقاط، لكن تعيين سمير بن كنيدة كمدرب أعطى الفريق دفعا مغايرا، وتحسنت النتائج بصورة جلية، لتكون ثمار ذلك الخروج نهائيا من منطقة الخطر قبل 3 جولات من نهاية البطولة، وإنهاء الموسم في الصف الثامن، وهذا نتيجة التضحيات التي قدمها اللاعبون والطاقم الفني، وكذا الإستراتيجية التي انتهجناها لإنقاذ الفريق من شبح السقوط، رغم أن مصاريف الموسم فاقت 1,8 مليار سنتيم، وهو المبلغ الأضعف بالنسبة للأندية التي تنشط في نفس المجموعة معنا. في ظل هذه المعطيات، ما هي نظرتكم لمستقبل الفريق؟ شخصيا لم أعد متحمسا لمواصلة مهامي كرئيس للنادي، لأن مصاريف تسيير الفريق أثقلت كاهلي، ولم أعد قادرا على تحمّلها بمفردي، وعليه فإنني أعتزم عقد جلسة عمل مع رئيس البلدية في غضون الأيام القليلة القادمة لتشريح الوضعية، والوقوف على حقيقة الأزمة التي تتخبط فيها الجمعية، مع محاولة إيجاد حلول ميدانية كفيلة بإنقاذ الفريق من عواقب الشطب النهائي، وأنا أراهن على هذه الخطوة لتجسيد مخطط الإنقاذ، لأن البلدية هي الهيئة الوحيدة القادرة على ضمان بقاء جمعية أولاد زواي في أجواء المنافسة، خاصة وأن «المير» الحالي كان قد عايش كل مراحل الصعود في عهداته السابقة كرئيس للبلدية، على اعتبار أن توضيح الصورة حول مستقبل الفريق يبقى شرطا ضروريا، ومرهونا بحجم الإعانة التي سيرصدها المجلس البلدي للنادي من الميزانية الإضافية للسنة الجارية.