واصلت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية في غزة، أمس الأحد، معركة «طوفان الأقصى» لليوم الثاني على التوالي، ملحقة أضرارا وخسائر مادية وبشرية غير مسبوقة في صفوف الاحتلال الصهيوني، جعلت من الإسرائليين يذوقون لأول مرة طعم النزوح. وارتفعت حصيلة القتلى وسط الإسرائليين إلى 700 بينهم 200 من العسكريين، وسط تكهن من جانب الاحتلال بارتفاع الحصيلة خلال الساعات القليلة القادمة، إلى ألف، لاسيما مع وجود جثث لم يتم سحبها من داخل المستوطنات بغلاف غزة، فيما بلغ عدد الأسرى لدى عناصر القسام إلى غاية مساء أمس 145 شخصا بين مدنيين وعسكريين، وهو ما جعل حكومة الاحتلال غير قادرة على استيعاب ما يحدث رغم مرور يومين كاملين على انطلاق معركة «طوفان الأقصى» الإستراتيجية، جعلت رئيس وزراء الاحتلال يصادق على بند الحرب. وأقدمت قوات النخبة لدى المقاومة الفلسطينية على عمليات اقتحام جديدة جوا وبرا، مع تغيير للقوات في الميدان، وهو ما يعني أن التخطيط العسكري للعملية أخذ بعين الاعتبار استمرار المواجهات لعدة أيام، والدخول في «حرب استنزاف»، ستزيد من دون شك حجم الخسائر وسط الاحتلال، خصوصا وأن الشك ما زال يُخيم على الجانب الإسرائيلي، جعلت من الحكومة تطلب دعما سياسيا وعسكريا دوليا، فيما يتوقع خبراء في أن تحدث العملية زلزالا سياسيا بين اليمين الإسرائيلي والمعارضة، لاسيما وأن الفارين من المستوطنات تحدثوا عن غياب «الدولة الإسرائيلية» بشكل تام. زيادة على ذلك بينت مقاطع فيديو حالة من الفوضى بمطارات الاحتلال بعد أن توقفت الرحلات المدنية تخوفا من القصف الصاروخي، مقابل رغبة كبيرة بالمغادرة لمئات الأشخاص، مع تواصل صور الفرار الجماعي للمستوطنين من البلدات المتاخمة لغلاف غزة، ما جعلهم يذوقون طعم النزوح لأول مرة. وعلى الرغم من محاولات جيش الاحتلال حفظ ماء وجهه أمام العالم، من خلال شن هجمات عن طريق المدفعية و الطائرات الحربية، عشوائية على البنى التحتية والسكنية بالقطاع، إلا أن العمليات التكتيكية العسكرية لفصائل المقاومة ظلت متواصلة، وامتداد عمليات الاختراق في العمق الإسرائيلي لمسافات غير مسبوقة، جعلت من المقاومين على مسافة لا تتعدى 10 كلم عن الضفة الغربية في بعض المناطق، ما يؤكد عدم قدرة جيش الاحتلال على الرد أو السيطرة التامة على الوضع الميداني، مع تسجيل سيطرة على عدة مواقع في عسقلان بعد اختراق 5 زوارق حربية فلسطينية لشواطئها. بدوره أوضح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في كلمة مساء أمس، أن العدو قابل للانكسار، وهو يعمل على استرداد معنوياته عبر تدمير البيوت في غزة وقتل المدنيين، كاشفا عن وجود 30 أسيرا لدى أفراد حركته، وأن الاحتلال لن يتمكن من استردادهم إلا بعد إطلاق سراح كامل الأسرى الفلسطينيين دون استثناء. وفي الجانب الفلسطيني أعلنت وزارة الصحة في حصيلة غير نهائية أن عدد الشهداء قد بلغ 413 بينهم 78 طفلا و41 امرأة، ونحو 2300 جريح جراء العدوان المتواصل على غزة، وأن المستشفيات في القطاع تعمل بأقصى طاقة لها، مقابل تسجيل ندرة في الكثير من الأدوية والمستلزمات الطبية، وتناقص في مخزون الوقود المستخدم في تشغيل المولدات الكهربائية بعد أن قطع الاحتلال التيار الكهربائي والماء عن القطاع.