كشف أحمد إبراهيمي رئيس جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني الجزائرية ونائب رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدسوفلسطين، عن إطلاق حملة الوعد المفعول لدعم وإغاثة سكان غزة، وقال أن هذه المعركة التي تقودها المقاومة الفلسطينية هي معركة وجودية، مشيرا في هذا الحوار الذي خص به النصر أمس عن تكفل الجمعية ب 50 ألف شخص في 6 مراكز إيواء في غزة، داعيا إلى رفع مستوى الدعم في ظل هذه الحرب البشعة التي يقودها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين. حاوره: نورالدين عراب النصر: جمعية البركة أطلقت منذ أيام حملة الوعد المفعول لإغاثة سكان غزة، كيف تقيم العملية لحد الآن؟ إبراهيمي: حملة الوعد المفعول أطلقتها جمعية البركة لدعم أهلنا في فلسطين، في هذه المعركة الوجودية التي تعتبر من المعارك الكبرى، وبعدها إن شاء الله تحرير فلسطين، وجمعية البركة كما تعلم هي مهيكلة لها مكاتب في الخارج في 41 دولة من بينها مكتب فلسطين، ونتواجد في فلسطين كتنظيم وإدارة وهيكل، وقبل الحرب بثلاثة أشهر فتحنا مستودعات كبيرة في غزة خاصة بالمواد الغذائية والأدوية، وكل المستلزمات التي استطعنا جمعها. والآن بعد انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر فتحنا 6 مراكز إيواء، تتكفل بحوالي 50 ألف شخص، والعدد في تزايد يوميا، كما فتحنا مطاعم للطهي، ونوزع يوميا وجبات ساخنة على النازحين، كما وفرنا إقامات استشفائية، وفي نفس الوقت وفرنا سيارات إسعاف منها 37 سيارة قمنا بشرائها قبل عامين ودخلت إلى غزة بالتنسيق مع شركائنا الدوليين، وقصف الاحتلال الصهيوني 7 منها، كما اشترينا ثلاث سيارات إسعاف أخرى وقمنا بتجهيزها، بالإضافة إلى ذلك قمنا بحفر آبار يقدر عددها بحوالي 50 بئرا جهزت بالطاقة بالشمسية، خصوصا وأننا كنا نتوقع انقطاع الكهرباء، وهذه الآبار ساعدت سكان غزة حاليا بشكل كبير في توفير مياه الشرب، وإلى جانب المساعدات المادية التي نقدمها وأشرت لها، تمنح جمعية البركة يوميا مبالغ مالية للجرحى لشراء الأدوية. وبالإضافة إلى ما تقدمه جمعية البركة من مساعدات في مراكز الإيواء التي تشرف عليها، من مساعدات غذائية وإطعام وأدوية، فهي تتكفل بالجانب النفسي للأطفال في مراكز الإيواء من خلال توفير لهم بعض الهدايا والألعاب لإخراجهم من جو الحرب والقصف الذي يقوم به العدوان الصهيوني. وكل هذه العمليات التضامنية يشرف عليها شبابنا من أعضاء الجمعية الفلسطينيين الموجودين حاليا في الميادين والمستشفيات لتقديم المساعدة. وما أريد أن أشير له هو أن سكان غزة المحاصرين منذ 17 سنة يملكون ثقافة تخزين المؤونة خصوصا مع الحروب المتكررة مع العدوان الصهيوني، ولهذا الجمعية وما تقوم به حاليا هي أنها تشتري المواد الغذائية وباقي المستلزمات من داخل غزة وتقوم بتوزيعها على العائلات المتضررة من القصف الصهيوني، وهذا هو المهم الآن، في حين تنظيم حملة لمساعدات غذائية وانتظار فتح معبر لا تعد أولوية بالنسبة لنا، خصوصا مع القصف والدمار الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني منذ 18 يوما، وعدة دول لم تتمكن من إدخال مساعداتها، ولهذا نحن نركز الآن على جمع المال، لأن إدخال المال إلى غزة سهل، ونملك طرقا لإدخاله، مقارنة مع المساعدات الغذائية والأدوية وغيرها، كما أن حاجة سكان غزة حاليا للوقود وبعض الأدوية، خصوصا وأن عمليات جراحية تجرى في مستشفيات غزة بدون استعمال مواد مخدرة، إلى جانب الحاجة لبعض الأدوية الخاصة بالعمليات. وفي سياق الأعمال التضامنية التي تقوم بها جمعية البركة في غزة قمنا مؤخرا بشراء سلع ومعدات طبية وكراسي متحركة وغيرها، ونقوم بتجهيز قافلة من داخل مصر وننتظر دخولها إلى غزة، كما وفرنا مساعدات كبيرة في الجزائر ينتظر تحميلها عبر طائرتين إلى معبر رفح، ونبارك في هذا الإطار الجسر الجوي من المساعدات التضامنية الذي أمر به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى سكان غزة. وأمام هذه الحرب التي يواجهها سكان غزة ندعو الشعب الجزائري إلى رفع مستوى المقاومة إلى طبيعة المعركة، ويجب أن نفهم بأننا قد دخلنا في الحرب الدينية، ولا يبقى العمل مقتصرا على مناشدة مجلس الأمن والمجتمع الدولي المصطف كله مع الكيان الصهيوني في قتل الأطفال والنساء وتدمير المساجد والكنائس والمدارس . الكيان الصهيوني لما ضربته المقاومة في العمق أخلطت له الأوراق ودخل بهمجية، وما يقوم به فعل جبان، ويريد تحقيق انجاز بقتل النساء والأطفال، ورغم القصف العنيف الذي يقوم به للأبرياء والعزل كبدته المقاومة خلال هذه الأيام خسائر فادحة. النصر: قلت بأن سكان غزة تعودوا على ثقافة تخزين المؤونة خصوصا وأنهم تحت الحصار منذ 17 سنة، لكن هل تكفي المؤونة المتوفرة لفترة طويلة مع استمرار العدوان الصهيوني؟ إبراهيمي: نعم سكان غزة يملكون ثقافة تخزين المؤونة كما أشرت، لكن المواد المتوفرة لا تكفي لفترة طويلة، ولهذا لا بد من مساعدة الفلسطينيين، وتركيزنا حاليا في ظل غلق معبر رفع هو جمع المال ومساعدة سكان غزة من خلال مكتبنا المتواجد هناك، وجمع المال في المرحلة الحالية مهم بشكل كبير، ومساعدة الفلسطينيين حاليا واجبة وفرض عين. ونشير لك في هذا الإطار بأن ما تقوم به جمعية البركة من جمع للأموال لسكان غزة يتم بشكل قانوني، وما نقوم به يندرج ضمن مواقف الدولة الجزائرية الداعمة لفلسطين، ونثمن في هذا السياق ما صرح به وزير الخارجية أحمد عطاف الذي دعا من هيئة الأممالمتحدة إلى فتح معبر رفع لإدخال المساعدات دون قيد أو شرط. النصر: من خلال تواصلكم الدائم مع أعضاء مكتب جمعية البركة في غزة، كيف يصفون لكم الأوضاع؟ إبراهيمي: معنوياتهم جد عالية وتعودوا على أسلوب الحرب، وكلامهم كله صمود وصبر، ويؤكدون على مواصلة مهامهم، رغم المآسي والمعاناة في ظل استمرار العدوان الصهيوني. رئيس مكتب الجمعية في غزة قصف بيته واستشهدت أخته وزوجها وأولادها، ورغم ذلك لم ينقطع ليوم واحد عن مهامه وتقديم المساعدة للسكان المتضررين من هذا العدوان، كما هناك 10 من شباب الجمعية استشهدوا وآخرون استشهد عدد من أهاليهم، ورغم كل هذه المآسي بعثوا لي برسالة قائلين " لن نتخلى عن مهامنا رغم الألم الذي نحن فيه، وراية الجزائر ستبقى ترفرف في فلسطين، ونبقى نعمل ونقدم مساعدات الجزائريينللفلسطينيين".