وسط صمت دولي وعربي وإسلامي رسمي ترتكب قوات الاحتلال الإسرائيلية مجزرة جديدة في قطاع غزة، سقط خلالها مئات الشهداء والجرحى في غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية في مناطق مختلفة على قطاع غزة، وأسفرت العملية الهمجية الاسرائيلية الأعنف منذ احتلال اسرائيل لقطاع غزة في 1967 عن استشهاد 300 شخص على الأقل واصابة أكثر من 700 بجروح خلال يومي السبت والاحد، وذلك وفق أخر حصيلة من مصادر طبية فلسطينية.. * هذا وقد ألقيت جثامين الشهداء بممرات المشافي نظرا لصغر حجم ثلاجات الموتى وعدم قدرتها على استيعاب هذا الكم من الشهداء. * كما تناثر المصابون في ممرات المشافي وأقسامها المختلفة وتم إخلاء كافة الجرحى ممن وصفت إصاباتهم بالطفيفة والمتوسطة لإتاحة المكان لمن هم بحالة حرجة. * ومن بين الشهداء اللواء توفيق جبر قائد شرطة الحكومة المقالة، ومحافظ الوسطى أبو أحمد عاشور، واسماعيل الجعبري قائد جهاز الامن والحماية في الشرطة المقالة، والشيخ نظير اللوقا أحد أهم خطباء قطاع غزة. * وذكرت مصادر فلسطينية أن من بين ضحايا القصف الإسرائيلي "الوحشي" على القطاع عدد من معتقلي فتح الذين كانوا في سجن للحكومة المقالة قرب السودانية شمال القطاع، وحسب معلومات أولية فإن القصف استهدف بداية المقر الرئيس لجهاز الشرطة "الجوازات" حيث كان يقام احتفال بتخريج دورة من الضباط. * وبعد ذلك بحوالي عشرين ثانية توالت الانفجارات في أنحاء متفرقة من مدينة غزة والمحافظتين الوسطى والجنوبية وشمال القطاع، حيث تم استهداف مقر المشتل والسودانية ومواقع تدريب لكتائب القسام ومقر جمعية واعد للأسرى التابعة لحماس. * وأطلقت المروحيات الإسرائيلية في ذات الوقت صاروخاً سقط في ملعب الجامعة الإسلامية وسط مدينة غزة، "فيما يعد رسالة انه بالإمكان استهداف مقر الجامعة التي يدرس بها قرابة 18 ألف طالب وطالبة". * كما استهدف مقر بدر للشرطة المقالة في محافظة رفح وكافة المقار الأمنية ما أدى إلى اهتزازات داخل الأنفاق برفح غادرها العاملون بشكل عاجل. * وعرف من بين الشهداء الرائد بالشرطة المقالة عماد العمصي وعدد كبير من الضباط. * وأدى القصف الذي وقع في فترة متزامنة إلى انتشار جثث عناصر الامن التابعين للحكومة المقالة في محيط المقرات التي دمرها القصف. * وشرعت عشرات سيارات الإسعاف والسيارات المدنية بنقل الجرحى إلى المستشفيات في القطاع، فيما بثت المساجد عبر مكبرات الصوت القرآن الكريم على أرواح الشهداء.. * وخرجت مظاهرات غاضبة في عدد من مدن الضفة الغربية تنديداً بالعدوان الإسرائيلي، وانطلقت مسيرة حاشدة من أمام بيت فتح إلى مستشفى رام الله للتبرع بالدم. * وفي الخليل خرج مئات الطلبة الى الشوارع، هاتفين ضد "المجزرة" ومطالبين بالرد على جرائم الاحتلال. كما خرج المئات في ساحة المهد ببيت لحم، معبرين عن استنكارهم للعدوان. * * عباس يجري اتصالات لوقف العدوان عن قطاع غزة * * هذا وندد الرئيس محمود عباس بهذه الجريمة البشعة، ودعا إسرائيل لوقف هذه الجرائم فورا. ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم جماهير شعبنا في الوطن للتبرع بالدم لإنقاذ حياة الجرحى الذين أصيبوا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. * وأجرى الرئيس عباس من مقر إقامته في الرياض أمس اتصالا هاتفيا مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وجاء الاتصال في إطار سلسلة الاتصالات التي يجريها الرئيس لوقف العدوان على القطاع. وتوجه الرئيس للقاء خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية. وذكرت مصادر فلسطينية إن الرئيس الفلسطيني أجرى سلسلة اتصالات مع عدة دول عربية وأجنبية في محاولة منه لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. * * دعوة الاطباء للعودة للعمل * * ناشدت الحكومة الفلسطينية المقالة جميع الأطباء والممرضين المضربين عن العمل بالعودة إلى عملهم، كل طبيب حسب مكان العمل القريب منه. * ومن جانبه وجه الدكتور ذهني الوحيدي نقيب الاطباء الفلسطينيين وأمين سر المكتب الحركي الطبي نداء الى جموع الأطباء والممرضين وكل من يعمل بالحقل الطبي بالتوجه الى أقرب مستشفى قريب له ومزاولة مهامه الطبية بأسرع وقت وطالب الوحيدي الاطباء بالعمل بهمة وبنشاط للتصدي لهذا العدوان الغاشم على قطاع غزة. ودعا مجلس وزراء حكومة تسيير الاعمال كافة الأطباء والممرضين في قطاع غزة المضربين عن العمل إلى الالتحاق بعملهم فورا. ودعا المجلس الطواقم الطبية إلى الالتحاق بالعمل في المستشفيات للمساعدة في إنقاذ حياة جرحى العدوان الإسرائيلي وتقديم العلاج اللازم لهم. * ودعا الوحيدي الأطباء للعمل بهمة وبنشاط للتصدي لهذا العدوان الغاشم على قطاع غزة. * ندد فلسطينيو الضفة الغربية، أمس السبت، بالمجازر الإسرائيلية التي أودت بحياة عشرات الشهداء ومئات الجرحى في القصف الإسرائيلي في قطاع غزة". * * مسيرات في الضفة * * وانطلقت مسيرات غاضبة في أرجاء الضفة الغربية بمشاركة مئات الفلسطينيين تنديداً بالمجزرة الإسرائيلية في غزة والتي أسفرت عن استشهاد 155 فلسطيني ومئات الجرحى من المواطنين. * وحمل المتظاهرون اللافتات والأعلام الفلسطينية وتمركزت في دوار المنارة بمدينة رام الله بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على القطاع. * وطالب المتظاهرون الدول العربية والإسلامية للوقوف بحزم أمام تلك المجازر التي ترتكب ضد سكان القطاع، معربين عن سخطهم للصمت العربي المطبق إزاء ما يجري في القطاع. * وتوجه المشاركون لمستشفى رام الله الحكومي للتبرع بالدم وسط حالة من الغضب الشعبي تسود مدن الضفة الغربية. * وانطلقت مسيرة مماثلة في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين بمدينة بيت لحم جنوب الضفة تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على غزة، مطالبين في الوقت ذاته بتحرك واسع لوقفها. * هذا ودعت الحكومة الفلسطينية بمدينة رام الله الأطباء والممرضين في قطاع غزة بالعودة إلى أماكن عملهم لخدمة الجرحى والمواطنين، في الوقت الذي عقدت فيه الحكومة جلسة طارئة لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة. * وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية غداً الأحد حداداً شاملاً بالضفة الغربية على أرواح الشهداء في غزة. * كما دعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم، جماهير شعبنا إلى التحرك عبر مسيرات شعبية سلمية يوم غد الأحد .وقررت اللجنة التنفيذية اعتبار يوم غد، يوم حداد وطني وإضراب عام، احتجاجاً على جريمة العدوان الإسرائيلي الوحشي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. * أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن استمرار الصمت الرسمي العربي على الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هو صمت غير مبرر. * وقالت الحركة في بيان لها إن قتل الأبرياء وإعلان الحرب بهذه الطريقة وإطلاق التهديدات من قلب بلاد العرب والمسلمين ضد الشعب الفلسطيني مسألة لا يمكن السكوت عنها أو تجاوزها، وعلى الحكومات العربية والإسلامية أن تخرج وتقول موقفها وتحدد موقعها في هذه المواجهة وفي هذه المعركة التي بدأها العدو الصهيوني. * وأكدت الحركة أن المقاومة لن تتوقف أمام هذه الجرائم، بل ستتصاعد جذوتها، وأن مشاهد الدمار والقتل التي انتشرت في شوارع ومدن ومخيمات وقرى قطاع غزة لن تدفع الشعب إلى اليأس والتراجع وسنواصل ردودنا حتى لو بقينا وحدنا في هذه المعركة. * وقالت "إن دماء الشهداء وأشلائهم لن تدفعنا إلى الاستسلام وقبول التسوية والتهدئة مع العدو، وإن شعبنا سيبقى أبياً صامداً في مواجهة الاحتلال الغاصب، وإن هذه شلال الدم النازف في شوارع غزة بفعل مجازر العدو لن يذهب هدراً ولن يكون الثمن اتفاقاً هزيلاً بل نصراً قريباً بإذن الله". * وطالبت جماهير وشعوب الأمة العربية والإسلامية بأن تتحرك وتخرج إلى الشوارع نصرة لشعبنا ومقاومتنا والضغط من أجل رفع الحصار عن شعبنا، مطالبة الحكومات العربية والإسلامية للكف عن الصمت والخروج بموقف حقيقي مما يجري في فلسطين. * * مصر تفتح معبر رفح للجرحى * * فتحت السلطات المصرية، أمس، معبر رفح الحدودي لنقل مئات المصابين الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر الذين استشهدوا جراء المجزرة الإسرائيلية التي ارتكبتها إسرائيل بحق قطاع غزة وراح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى.. * وأكد محمد عرفات مندوب سفارة فلسطين في معبر رفح أن السلطات المصرية قامت بفتح معبر رفح لنقل مجموعة من المصابين من القطاع إلى مصر، مؤكداً أن عملية نقل الجرحى والأدوية تتم بمتابعة مباشرة من الرئيس المصري حسنى مبارك ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير عمر سليمان. * وقال عرفات: "وفقاً للمعلومات المتوافرة لدينا فإن المستشفيات المصرية في مدينتي العريش ورفح أعلنتا حركة الطوارئ لاستقبال الجرحى الفلسطينيين وأنه بالفعل تم نقل عربات محملة بالدم لمستشفيات قطاع غزة". * * فتح تندد * * نددت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بحق أبناء الشعب الفلسطيني عبر الغارات الجوية الشنيعة والمتواصلة منذ صباح اليوم السبت، والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء الفلسطينيين وطالبت بالوقف الفوري لهذا العدوان والعودة إلى اطار التهدئة ووقف إطلاق النار لحقن دماء شعبنا المناضل والصابر. * وأضاف المتحدث باسم حركة فتح فهمي الزعارير أن المجتمع الدولي مطالب بإخراج الشعب الفلسطيني من دائرة المغامرات والمقامرات السياسية والانتحابية للاحتلال الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية لشعبنا. * وأوضح المتحدث باسم حركة فتح أن اسرائيل باحتلالها أو بعدوانها هذا لم ولن تستطيع أن تركع شعبنا او أن تفرض عليه استسلاما طوال عمر الاحتلال، ولن تفرضه اليوم على جثث عشرات الشهداء الفلسطينيين. * * الجبهة الديمقراطية تطالب بالحماية الدولية * * ومن جانبها، أدان تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين العدوان، الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذا العدوان وتوفير حماية دولية للمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة. * وأضاف أن إسرائيل تنفذ ضد قطاع غزة مجزرة ومخطط عدواني أعدت له قواتها منذ زمن لتستكمل بالعدوان العسكري ما عجزت عن تحقيقه بالحصار والإغلاق والعقوبات الجماعية المحرمة دوليا، والتي تفرضها على المواطنين في القطاع وتحرمهم من حقهم في أبسط متطلبات الحياة الإنسانية ومن الماء والكهرباء والمواد الغذائية والطبية وإمدادات الطاقة. * وفي سياق مواز، أجرت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أمس، مظاهرة قطرية في الناصرة احتجاجا على المجزرة التي تنفذها إسرائيل اليوم في غزة. * ودعا النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، جميع القوى السياسية للمشاركة في هذه المظاهرة، وقال، إن إسرائيل ترتكب اليوم السبت مجزرة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، بعد أن دفعت طيلة أشهر نحو تفجير الوضع الأمني من خلال فرض حصار تجويعي على شعب بأكمله. * وأضاف بركة أنه لا يمكن إعفاء المؤسسة العسكرية من الجريمة الدائرة في قطاع غزة، فهي الموجه الأساسي لكل حكومات إسرائيل، ولكن في نفس الوقت، فإن حكومة أولمرت باراك تسعى إلى تحقيق مكاسب حزبية خلال الحملة الانتخابية على حساب الدم الفلسطيني المسفوك في قطاع غزة. * ودعا بركة العالم إلى الخروج عن صمته المتواطئ مع حكومة الجرائم الإسرائيلية والادارة الأمريكية المساندة لها، ودفع إسرائيل على وقف جريمتها ورفع الحصار. * وقال الناشط في قضايا الأسرى والمعتقلين وحقوق الإنسان أن السلطات الإسرائيلية بعدوانها الوحشي على قطاع غزة المحاصر ترتكب جريمة إبادة جماعية مستخدمة أسلحة القتل والدمار الشامل ضد المواطنين الأبرياء والأطفال والمعتقلين السياسيين في سجون الشرطة المقالة التابعة لحركة حماس، حيث سقط مئات الشهداء والجرحى.