مواطنون يقتنون أجهزة غازية دون تأمين وكواشف التسربات بقسنطينة يقتني مواطنون في ولاية قسنطينة، أجهزة تشتغل بالغاز دون الحصول على تأمين يحميهم في حالة تعرضها لأعطاب بعد استغلالها، فيما يرفض تجار منح كاشف التسربات عند اقتنائها، وهو ما يخالف القانون حسب مديرية التجارة، فيما قامت الحماية المدنية بحملة تحسيسية بسكنات واقعة في المقاطعة الإدارية علي منجلي بهدف الوقاية من الاختناقات تزامنا مع حلول فصل الشتاء. روبورتاج: حاتم بن كحول ونظمت مديرية الحماية المدنية لولاية قسنطينة، حملة تحسيسية بمشاركة عدة شركاء على غرار مديرية التجارة، شركة «سونلغاز» ومديرية الصحة، من أجل توعية المواطنين للوقاية من أخطار تسربات الغاز أحادي أكسيد الكربون، تزامنا مع بداية استعمال المدفأة، وفضلت الجهة المنظمة للحملة أن تتجسد العملية في موقع سكني جديد يقع في المقاطعة الإدارية علي منجلي. وتواجد صبيحة أمس الأول، وفد يضم ممثلين عن الحماية المدنية والتجار والصحة وسونلغاز، بالمجمع السكني رقم 4 بحي 1500 «كير» لبرنامج «عدل 2» في التوسعة الغربية لعلي منجلي، لأجل تحسيس المواطنين من خلال عملية طرق الأبواب، بمساعدة جمعية الحي التي رافقت الوفد، لتنطلق الحملة على مستوى إحدى العمارات أين وقف أعضاء الوفد على عدة مخالفات يقوم بها أصحاب السكنات، تشكل خطرا على حياتهم. أنابيب مطاطية تعوِّض النحاسية ومن خلال عملية طرق الأبواب التي مست بعض السكنات الواقعة في هذا الحي، وقفت الحماية المدنية وبقية الجهات المشاركة في الحملة على تهاون بعض الأولياء في الوقاية من تسرب غاز أحادي أكسيد الكربون، من خلال استعمال أنابيب مطاطية بدل النحاسية موصولة بالمدفأة، حيث وقفنا على أول حالة في أول سكن استفاد من التحسيس. وأكد ممثل الحماية المدنية أن هذا الأنبوب يشكل خطرا على قاطني السكن، لإمكانية حدوث تسربات للغاز في حالة تعرضه لثقوب، مذكرا أن غاز أحادي أكسيد الكربون ليس له رائحة ولا لون، وبالتالي يمكن التعرض لاختناقات مميتة دون وعي من أصحاب السكن، كما أفاد المتحدث أن لون شعلة المدفأة دليل على مدى تهوية المنزل، خاصة وأن اللون البرتقالي يعني أن عملية الاحتراق تتم دون تهوية وبالتالي تشكل خطرا على أفراد العائلة، فيما يدل اللون الأزرق على وجود تهوية. وأوضح صاحب السكن أنه لم يكن يعلم أن الأنبوب الموصول بالمدفأة يشكل خطرا على حياته وحياة أطفاله، خاصة وأنه بعد اقتناء المدفأة توجه لبائع مواد الترصيص والبناء لشراء الملحقات، وبما أنه يجهل تفاصيل مدى مطابقة ملاحق الأجهزة الغازية فقد فضل الأخذ بنصيحة البائع الذي عرض عليه ذلك الأنبوب. تجار يزودون مواطنين بلواحق غير مطابقة وأضاف صاحب السكن، أنه وجب على مديرية التجارة مراقبة المنتجات التي يقوم التجار ببيعها لأن المواطنين يجهلون مدى مطابقة تلك الأجهزة ولواحقها، وتفريغ السوق من هذه التجهيزات غير المطابقة، لترد ممثلة التجارة، أنه كان من الأجدر أولا أن يستعين بتقني متخصص قبل تركيب الأنابيب، مضيفة أن النصوص القانونية تؤطر عملية البيع ومدى مطابقة المنتجات لمعايير السلامة، كما شددت على أن المنتجات المعروضة للبيع وجب أن تتوفر على معايير السلامة والأمن وأوضحت ممثلة مصالح التجارة، أنه تتم مراقبة هذه الأجهزة بصفة دورية من قبل فرق الجودة وقمع الغش، كما يتم أخذ عينات لاختبار مدى مطابقتها لمعايير السلامة على مستوى مخبر بالعاصمة، مضيفة أنه على المواطنين التبليغ أيضا من أجل تسهيل مهمة تدخل أعوان الرقابة بمديرية التجارة. كما وقف الوفد على سلوكيات تهدد المواطنين، خلال عملية طرق الأبواب وزيارة سكنات أخرى، على غرار استخدام طاردة غازات «أكورديون» لينة مصنوعة من مادة «الألمنيوم» والتي تعتبر سهلة للتعرض للثقوب، وبالتالي تحدث تسربات خاصة وأنها موصولة بجهاز سخان الماء، ونصح المحسسون وخاصة ممثل الحماية المدنية سمير بن حرز الله ووهيبة تخريست من مصالح سونلغاز، باستخدام طاردة غازات مصنوعة من مادة صلبة. ودعا بن حرز الله المواطنين إلى ضرورة الاستعانة بتقني متخصص ومؤهل أثناء عملية استخدام الأجهزة الغازية وخاصة بالنسبة للمدفأة التي يعاد استغلالها بعد مدة طويلة من التوقف، مؤكدا أن التقني المتخصص يمكنه معرفة إن كان الجهاز بحاجة للتنظيف قبل الاستعمال وإن كانت توجد تسربات أو مدى مطابقة الأنابيب وطاردات الغاز لمعايير السلامة. أجهزة غازية تُباع دون شهادة ضمان وخلال الحملة، أكد مواطنون أنهم اقتنوا أجهزة تشتغل بالغاز مؤخرا على غرار سخان الماء والمدفأة إلا أن التجار لم يمنحوهم شهادة ضمان، بل إنهم لا يعلمون بأن الضمان على الأجهزة يعتبر إجباريا على كل تاجر، وأكد رب بيت في الثلاثينات من عمره، أنه اقتنى المدفأة قبل مدة قصيرة ولم يحصل على التأمين، لترد ممثلة مديرية التجارة أن القانون يلزم كل تاجر بمنح ورقة الضمان ووجب على الزبون أن يطالب بالقيام بهذه الإجراءات قبل عملية الشراء، إذ يجب ملؤها من طرف التاجر وختمها، مضيفة أن بعض الأجهزة تكون مدة الضمان بها 6 أشهر وأخرى 12 شهرا، وفي حالة وجود عطل أو خلل وخاصة في السلع المشتغلة بالغاز، يمكن تغييرها أو إصلاحها تفاديا لحوادث الاختناق. وأضافت المتحدثة أن الزبون وقبل اقتناء أي جهاز، وجب عليه أولا مراقبة وسم المنتج إن كان مطابقا، إضافة إلى اسمه واسم المستورد وبلد المنشأ وكل المعلومات الأخرى، وكذا وجود دليل استعمال باللغة العربية وشهادة الضمان، وفي حالة عدم تلقي هذه المعطيات يمكن للزبون الاتصال بمصالح مديرية التجارة عبر رقمها الأخضر، ورد المواطن أنه كان يظن أن التأمين يكون على مستوى الأجهزة باهظة الثمن فقط. و وقف أعضاء الوفد على انعدام التهوية في بعض السكنات، فيما قام أصحابها باستعمال أنابيب غير مطابقة لمعايير السلامة أيضا، وكلها مطاطية وخاصة الموصولة بالمدفأة، كما لاحظنا أن جل السكان يضعون سخان الماء داخل المطبخ وهو مخطط المقاولات المنجزة للشقق. وتدخلت ممثلة «سونلغاز»، وهيبة تخريست، لتقديم بعض النصائح بعد وقوفها على عدة مخالفات قام بها أحد السكان، بداية بوضع آلة طبخ على أنبوب مطاطي موصول بها وبالأنبوب المزود بالغاز، ما جعله يتعرض للطي وقد يسبب تسربا أو انسدادا في مجرى مرور الغاز، وطالبت تخريست بتقديم موقع الآلة عوض تركها مسنودة على الأنبوب، وأضافت أن طوله يجب ألا يتجاوز مترا واحدا، ومترين بالنسبة ل «الطابونة»، كما نبّه سمير بن حرز الله إلى أن الأنبوب وجب ألا يكون منتهي الصلاحية مطالبا بمراقبة تاريخ الصنع، لأن استعماله المكثف لسنوات يجعله قابلا للتسربات. وتفاجأ المستفيدون من الحملة التحسيسية، أن كل تاجر ملزم بمنحهم جهاز كاشف لتسربات غاز أحادي أكسيد الكربون عند اقتناء أي جهاز يشتغل بالغاز، على غرار المدفأة وسخان الماء، مؤكدين أنهم لم يعلموا بهذا الإجراء الوقائي إلا عند تواجد الوفد التحسيسي، وأكدت ممثلة مديرية التجارة حياة ميلوز، أن مصالحها تلزم التجار بمنح كاشف تسربات خاص بكل جهاز ويتم وضعه عند المدفأة أو سخان الماء ، داعية المواطنين إلى المطالبة بمنحهم هذا الجهاز بموجب قانون جديد صدر سنة 2020. تحسيس يستهدف قاطني السكنات الجديدة وأكد الرائد سمير بن حرز الله، ممثل مديرية الحماية المدنية خلال الحملة التحسيسية، أنه تم تسطير برنامج حول الوقاية من أخطار الموسم الشتوي من فيضانات واختناقات، لتنطلق الحملة أول أمس، بتنظيم قافلة تحسيسية للوقاية من التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون، ويبقى الهدف منها حسبه، تقليل هذه الحوادث تحت شعار «بالوقاية نحمي أنفسنا وبيتنا من هذا الغاز القاتل الصامت». كما ركزت الحملة على توعية أصحاب السكنات الجديدة الذين استفادوا من الغاز من خلال عملية طرق الأبواب، التي كشفت بعض التحفظات وتتمثل في استعمال قنوات طاردة للغاز غير مطابقة لمعايير السلامة وانعدام التهوية داخل السكنات، مذكرا أنه تم توزيع مطويات توعوية لفائدة سكان الحي الجديد، وبأنه لاحظ أيضا استعمال أنابيب مطاطية منتهية الصلاحية، مطالبا المواطنين باستخدام جهاز كاشف الغاز. استقبال عشرات الشكاوى بخصوص شهادة الضمان من جهتها صرحت حياة ميلوز مفتش رئيسي بمصلحة قمع الغش بمديرية التجارة لولاية قسنطينة، أن مصالحها تستقبل عشرات الشكاوى بخصوص عدم منح التجار للزبائن شهادة الضمان على الأجهزة، موضحة أنه يكفي فقط اتصال الزبون لتقديم شكوى مع تحديد موقع التاجر حتى يتدخل أعوان التجارة ليفرضوا منح الزبون وثيقة الضمان. وأكدت ميلوز أن القسيمة أو القصاصة الورقية تعتبر دليلا على اقتناء الجهاز من محل معين، كما شددت على ضرورة الإبلاغ أيضا عن عدم إرفاق التجار لكاشف التسربات عند اقتناء الأجهزة الغازية، مفيدة أن البائع سيتعرض للعقوبات اللازمة، وبخصوص عدم مطابقة بعضها لمعايير السلامة، ذكرت بأن المديرية تأخذ عينات وترسلها إلى مخبر التحاليل في العاصمة. وأضافت المتحدثة أن المديرية شاركت في هذه الحملة التحسيسية من أجل توعية المواطنين عند اقتناء أجهزة التدفئة أو الأجهزة المشتغلة بالغاز، ويأخذوا احتياطاتهم فيما يخص شهادة الضمان ووسم المنتوجات وضرورة الحرص على اقتناء كاشف تسربات الغاز من أجل سلامة المستهلك. تسجيل اختناقات بالغاز بعلي منجلي من جهته، وصف بوترعة هشام، موظف في مؤسسة الصحة الجوارية في الخروب وممثل عن مديرية الصحة خلال الحملة التحسيسية، هذه المبادرة بالإيجابية وتصب في صالح سكان ولاية قسنطينة، خاصة بعد تقديم أبرز النصائح الوقائية التي من شأنها حماية كل مواطن من الاختناق بالغاز. وأضاف بوترعة أن الموضوع حساس جدا ويتطلب اهتماما أكبر من طرف المواطنين، ممثلا أن العيادة متعددة الخدمات بن قادري حسين استقبلت إلى غاية أول أمس 3 حالات اختناق بهذه المادة السامة، رغم أن فصل الشتاء في بدايته.