مع حلول فصل الشتاء، تحصي الحماية المدينة عشرات الضحايا الذين يموتون بفعل "القاتل الصامت"؛ غاز أحادي أكسيد الكربون، وهو قاتل يعرف كيف يختار ضحاياه، وكيف يستدرجهم إلى رحلة اللاعودة، وهذه نصائح ذهبية لتجنب مآسيه: وتطلق حملات التوعية والتحسيس من قبل العديد من الجهات، بداية بالوزرات ووصولا إلى الجمعيات مرورا بإدارة الحماية المدنية، بغرض نشر الوعي والتنبيه لخطورة الاختناقات بهذا الغاز. لكن الأرقام التي تسجلها الجزائر، في كل شتاء، لا تدل على أن تلك الحملات آتت أكلها، وهو الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام وتعجب. أرقام مخيفة تؤكد إحصائيات إدارة الحماية المدنية أن الأشخاص الذين لقوا حتفهم جراء اختناقهم بغاز أحادي أكسيد الكربون (المونوكسيد)، تجاوز، خلال سنة 2019، 145 شخصا. وشهر جانفي فقط من عام 2020، سجلت وفاة 39 شخصا بهذا الغاز، حسب مصالح الحماية المدنية. وتلخص تقارير الحماية المدنية، ونتائج معاينتها لتلك الحوادث المؤلمة، الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الوفاة في عدة مصادر. وحسبها لإبرز الأسباب، الإفراط في استعمال وسائل التدفئة داخل البيوت، دون مراعاة الشروط الملائمة الواجب توفرها، وعلى رأسها توفير التهوية المناسبة، خاصة عندما يشتد البرد وينتشر الصقيع. وأشارت المصالح ذاتها، إلى أن مختلف التدخلات التي قامت بها، خلال العام الماضي، على المستوى الوطني، مكنت من إسعاف وإنقاذ أكثر من 2.000 شخص من موت محقق، بعد استنشاقهم لغاز أحادي الكربون. حقائق قد لا تعرفها عن أحادي أكسيد الكربون قد يجهل الكثير من الناس، خاصة الذين ليست لديهم ثقافة علمية، أن التسمم بأحادي أكسيد الكربون يحدث بفعل تراكم هذا الغاز في مجرى الدم، وذلك عندما يتواجد بصورة كبيرة في الهواء. ويؤدي هذا التراكم في النهاية إلى تلف الأنسجة، وأحيانا إلى الموت، أو كما عرفه البروفيسور جوزيف فيشر يثبت أحادي أكسيد الكربون نفسه على الهيموجلوبين، حين يجب أن يتثبت الأكسجين مما يؤدي إلى انخفاض مقدار الأكسجين في الدم. والأسوأ حسبه، أنه يمنع الأكسجين الموجود سابقا في الدم من مغادرته، وبهذا يتم تجويع بقية الأعضاء من الدم فيصاب الشخص باختناق من الداخل. ومما يزيد من خطورة أحادي أكسيد الكربون أنه غاز لا لون له، ولا رائحة، ولا طعم، وهو يتشكل بفعل احتراق البنزين، أو الخشب، أو البروبان، أو الفحم، أو غير ذلك من أنواع الوقود. وقد تَسمح الأجهزة والمحركات ذات التهوية، غير السليمة، ولا سيما في الأماكن المغلقة بإحكام، في تراكم أحادي أكسيد الكربون إلى مستويات خطيرة. وهذا الغاز مسؤول عن 50 بالمائة من حالات التسمم في العالم، وكثيرا ما يؤدي إلى الوفاة، خاصة إذا كان الأشخاص الذين يتعرضون لاستنشاقه في حالة نوم. أعراض استنشاق الغاز يقدم المختصون مجموعة من الأعراض، تعد بمثابة تنبيه للإنسان داخل البيت حول وجود تسرب لغاز أحادي أكسيد الكاربون تعرف عليها: – ألم وصداع في الرأس – فقدان التوازن والإحساس بالدوار – اضطراب في الرؤية – تقيء وغثيان – توعك – فقدان الوعي وتعد الفئات المهددة بالتعرض أكثر من غيرها لأخطار أحادي أكسيد الكربون الأشخاص المسنون، والأطفال، والأشخاص المصابون بأمراض القلب المزمنة، والأجنة. وعادة ما ينصح الأطباء والمختصون في الوقاية من حالات التسمم بالغاز، الأشخاص الذين يتعرضون لهذا الغاز إلى المسارعة بالخروج إلى الهواء الطلق وطلب الرعاية الصحية المستعجلة.
7 نصائح للوقاية من أحادي أكسيد الكربون كثيرا ما تركز حملات التوعية بأخطار التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون على جملة من الأمور الوقائية، التي تنصح المواطنين بتوفيرها، خاصة في فصل الشتاء، وهي تعد من أبجديات الاستعمال السليم والآمن لوسائل التدفئة. 1 – وجوب استخدام أجهزة التدفئة مع توفير منافذ مناسبة للتهوية، فوفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإنه من الضروري جدا تهوية المنزل أكثر من مرة في اليوم بهدف تجديد الهواء، ومنع انتشار أحادي أوكسيد الكربون في الغرفة أو المنزل. 2 – تثبيت أجهزة الكشف عن أحادي أكسيد الكربون داخل البيت لمعرفة التسربات عند حدوثها، حيث تعمل هذه الأجهزة على استشعار تسرب الغاز، ومن الضروري جدا تفقّد بطارية الجهاز قبل استعماله. 3 – التأكد من سلامة أجهزة التدفئة عند إعادة استعمالها، والتحقق من حالتها بمساعدة مهني مختص في تلك الأجهزة، ويجب أن تكون مطابقة للمعايير الدولية وتمتلك شهادة مطابقة مقدمة من قبل هيئة معتمدة، ولابد أن تحتوي هذه المدفآت على : – قناة لإخراج غاز أحادي أكسيد الكربون وهو ما تفتقر إليه المدفآت المقلدة القادمة من بعض الدول. – قاطع أوتوماتيكي يعمل على قطع الغاز مباشرة بعد حدوث خلل في التهوية أو تسرب للغاز. – عدم وجود تسرب للغاز قبل التشغيل، وذلك بفحص التمديدات الموصلة بين المدفأة وأنبوب التهوية الذي يجب أن يكون مثبتا بشريط لاصق خاص بهذا الغرض. – لا بد من تنظيف المدفئة سنويا، حيث قد يؤدي عدم تنظيفها إلى انسداد التهوية في المدفأة مما قد يؤدي إلى انبعاث غاز أحادي أكسيد الكربون داخل المنزل. 4 – التأكد من سلامة المداخن والتحقق من عدم انسداد منافذ الهواء المرتبطة بالغرف المزودة بأجهزة التدفئة. 5- إتباع شروط السلامة عند تزويد حمام البيت بسخانات المياه، والحرص على تركيبه من طرف مهني مختص، وذلك مع التحقُّق من أهلية الحرفي المختص في الترصيص الصحي، باتّباع الخطوات الآتية: – التأكد من حيازة الحرفي لشهادة معتمدة في مجال الترصيص الصحي، من طرف معهد متخصّص في المجال. – التواصل مع مصالح سونلغاز، للحصول على معلومات حول عناوين أمهر الحرفيين في مجال الترصيص الصحي. – التواصل مع المؤسّسات المختصّة في مجال الترصيص الصحي. – لا مانع من التواصل مع الأهل والأقارب والمعارف، للسؤال عن حرفي جيّد مختصّ في أعمال الترصيص الصحي. – استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للبحث والتواصل مع الحرفيين في الترصيص الصحي، وطلب المشورة من أهل الاختصاص إن اقتضت الضرورة. 6 – فتح باب المرآب قبل تشغيل السيارة، وهذا لتفادي تسرب الغازات المحترقة إلى غرف المنزل، مع مراعاة الشروط التالية قبل تشغيل السيارة: – ضرورة صيانة عوادم السيارات كونها تتسبب في تسرب غاز أحادي أوكسيد الكربون إلى المركبة، وهو ما يؤدي إلى تسمم واختناق وموت سريع في أقل من ساعة لجميع من هم بالسيارة دون أن يشعر أي منهم بذلك. 7- تفادي شراء أجهزة التدفئة المقلدة والحرص على اقتناء الأجهزة المرفوقة بوثائق الضمان، وذلك من خلال التأكد من العناصر التالية: – الحرص على اقتناء أجهزة التدفئة من الموزعين المعتمدين للعلامات المعروفة، والمرخص لهم من قبل الجهات المختصّة، وعلى رأسها وزارة التجارة. – لا تتردد في استشارة المختصّين في أجهزة التدفئة عند الإقدام على اقتناء مدافئ تشتغل بالغاز. – يستحسن عدم اقتناء أجهزة تدفئة قديمة ومستعملة، وإذا كان لا بد من ذلك، يجب أن يتم إخضاعها لعمليات صيانة من طرف حرفي مختصّ.
كيفية التعامل مع التسرب – إغلاق صنبور الغاز فورا. – وإذا كان مكان تسرب الغاز غير معروف فينبغي إغلاق كل من سخّان الغاز والموقد. – عدم إضاءة المصابيح، وعدم تشغيل أي جهاز متصل بالكهرباء. – فتح الأبواب والنوافذ. – إذا كانت المصابيح مضاءة لا يجب إطفاؤها. – إذا كان مكان تسرب الغاز غير معروف لابد من إخلاء البيت والاتصال بالطوارئ.