تعالت المناشدات خلال الأيام الأخيرة من طرف الطواقم الطبية المحاصرة في مستشفيات مدينة غزة وشمال القطاع لإنقاذ المرضى والمصابين والأطفال الخدج، ودفن جثامين الشهداء التي تتحلل في الساحات، بعد أن ضيق الاحتلال الصهيوني الخناق على هذه المستشفيات بغرض إتمام مخططات التهجير القسري التي يمارسها ضد سكان شمال القطاع ومدينة غزة. ونشرت بعض وسائل الإعلام أمس صور مأساوية لانتشار جثامين الشهداء في باحات مجمع الشفاء المحاصر من طرف جيش الاحتلال الصهيوني منذ ثلاثة أيام، ولم يتمكن نزلاء المستشفى من دفنها، وذكر مدير المستشفى محمد أبوسليمة في تصريحات صحفية أنه شاهد جثثا لشهداء تنهشها الكلاب بعد عدم تمكن الطواقم الطبية والنزلاء من حفر مقابر جماعية لدفنها في باحات المستشفى، بعد نشر الاحتلال قناصة في محيطه واستهداف كل من يتحرك، كما يواصل الاحتلال استهداف النازحين في مراكز الإيواء والطرقات، مما أدى لانتشار عشرات الجثث والجرحى على الطرقات ببعض الشوارع دون التمكن من إسعافهم أو انتشال الجثامين. وفي هذا الإطار تحدث الملخص اليومي للمكتب الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية حماس بغزة عن مواصلة الاحتلال الصهيوني قصف أبنية مجمع الشفاء الطبي وإطلاق النار بواسطة المسيرات، والقصف بالأحزمة النارية حول مستشفيي الإندونيسي والقدس، واعتبرت حماس عرض الاحتلال الصهيوني تزويد مستشفى الشفاء ب 300 لتر وقود استخفاف بآلام وعذابات المرضى والأطفال الخدج، والطواقم الطبية المحاصرين فيها، خصوصا وأن هذه الكمية لا تكفي سوى لمدة نصف ساعة فقط، وأكدت حركة حماس بأن الاحتلال يسعى من وراء هذا العرض إلى تدشين حملة دعائية لتجميل وجهه القبيح، وإيهام الرأي العام العالمي أنه حريص على المستشفيات، في حين يقصف مجمع الشفاء على مدار الساعة، ويحاصره من كل الجهات بالقوات والنار، ويمنع الدخول والخروج إليه، وعشرات الجثث تتناثر في الشوارع القريبة من دون التمكن من انتشالها، وأوضحت حماس بأنها ليست طرفا في إدارة مستشفى الشفاء، وأنه يخضع بشكل كامل لسلطة وزارة الصحة الفلسطينية، وإدارته هي فقط التي تتخذ القرارات، كما تحدث الملخص اليومي للمكتب الإعلامي لحركة حماس بغزة عن إفراغ قوات الاحتلال لمستشفى الرنتيسي للأطفال من المرضى والطواقم الطبية بقوة السلاح وتحت التهديد، كما واصل الاحتلال الفاشي حسب نفس المصدر في قصف خزانات المياه وآبار المياه داخل مستشفى الشفاء، ليزيد من معاناة المحاصرين فيه، الذين فقدوا كل مقومات الحياة من ماء وغذاء ووقود وكهرباء، كما تحدث نفس المصدر عن وفاة عدد من الأطفال الخدج والجرحى بمستشفى الشفاء، كما يواجه آخرون نفس المصير مع الحصار الذي يفرضه الاحتلال على هذا المستشفى. وفي الإطار ذاته تطرق الملخص اليومي لحماس إلى تكدس عشرات الجثث في مستشفى الشفاء دون أي حفظ أو قدرة على إخراجها، أو حتى السماح بحفر مقبرة جماعية في باحات المستشفى التي تتعرض بشكل متواصل إلى إطلاق النار، وبدء تحلل الجثث في المستشفى، ويحدث كل هذا حسب نفس المصدر في ظل الصمت الدولي أمام الانتهاكات الواسعة للكيان الصهيوني لكل القوانين الدولية. من جهة أخرى يواجه سكان شمال غزة ظروفا قاسية أمام الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال عليهم، ويمنع عنهم الماء والغذاء، ويواصل قصفه للمنازل فوق رؤوس ساكنيها، وأشار الملخص اليومي إلى صمود سكان الشمال في بيوتهم ورفضهم المغادرة بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشونها، ويؤكدون على إفشال مخططات الاحتلال الصهيوني بتهجيرهم، كما واصل الاحتلال استهداف المقرات الدولية والأماكن المحمية ومراكز النزوح، ومنها مقر الأممالمتحدة الإنمائي في غزة، الذي يضم آلاف النازحين، وسقط عشرات الشهداء والجرحى، الذين يصارعون الموت دون أن تستطيع سيارات الإسعاف الوصول إليهم بفعل حصار قوات الاحتلال للمستشفيات في غزة، وفي نفس الوقت يواصل الاحتلال عمليات القصف وارتكاب المجازر في مناطق جنوبغزة، لا سيما محافظة خانيونس وشرقها وغيرها من مناطق الجنوب التي ادعى الاحتلال أنها مناطق آمنة، ودعا سكان شمال القطاع إلى التوجه إليها، كما عجزت المنظمات الدولية والإنسانية حسب نفس المصدر عن تقديم أي خدمات أو مساعدات خاصة بمناطق الشمال، وانتقدت حماس هذه المنظمات التي تصمت عن هذه الانتهاكات التي يتمادى الاحتلال في ارتكابها. من جهة أخرى تحدث ممثل وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أمس في تصريحات صحفية عن صعوبة تحديد أرقام دقيقة حول أعداد الشهداء والجرحى، بعد الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني على المستشفيات وصعوبة وصول الإسعاف للمساكن التي تتعرض بشكل مستمر لقصف مكثف. و أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية, أمس, ارتفاع حصيلة الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى مساء أول أمس الأحد في قطاع غزةوالضفة الغربية, الى 11360 شهيدا بينما وصل عدد الجرحى إلى 28200 جريح. وبينت الوزارة أن من بين الشهداء 4609 أطفال و3100 امرأة و678 مسنا, وفي الضفة الغربية ارتفع عدد الشهداء إلى 180 شهيدا والجرحى إلى 2700 عصر أمس. وأوضحت الوزارة في تقريرها اليومي, الذي يغطي الفترة من السابع من أكتوبر الماضي وحتى مساء أمس الأحد, أن 3250 مواطنا لا زالوا مفقودين أو تحت الأنقاض بينهم 1700 طفل. وسجلت الصحة استشهاد 202 من الكوادر الصحية و36 من الدفاع المدني وجرح أكثر من 130, بينما تضررت 60 سيارة إسعاف بينها 53 تعطلت عن العمل بشكل كامل. كما أصبح عدد المشافي التي خرجت عن الخدمة 25 مستشفى من أصل 35 في قطاع غزة و53 من أصل 72 عيادة صحية أولية وذلك بسبب نفاد الوقود أو القصف. واستشهد 15 مريضا داخل مجمع الشفاء الطبي بسبب انقطاع الكهرباء والمستهلكات الطبية بينهم 6 أطفال حديثي الولادة. ويتهدد الموت 10,000 مريض أورام كانوا يعالجون في مستشفى الرنتيسي والتركي بعد أن طردهم الاحتلال من المستشفيات. ودمر الاحتلال أكثر من 53 بالمائة من الوحدات السكنية في قطاع غزة حيث تدمرت بشكل كامل أكثر من 54 ألف وحدة سكنية ودمرت بشكل جزئي 222 ألف وحدة و278 مدرسة متضررة و 38 مدرسة متضررة كليا بما نسبته 40 بالمائة كما تعرضت 50 منشأة تابعة لوكالة الغوث «أونروا» بما في ذلك العديد من ملاجئ الطوارئ للأضرار. واضطر ما يزيد على 300 ألف مواطن الى النزوح من منطقة شمال غزة, حيث يستمر الاحتلال في استهداف المواطنين المهجرين قسرا. وأوضحت أن الأطباء ما زالوا مجبرين على إجراء العمليات الجراحية دون تخدير. وأضافت الوزارة أن 117 ألف نازح إلى جانب الطواقم الطبية والصحية وآلاف المرضى يقيمون في المرافق الصحية. وذكرت أن هناك 1.6 مليون مواطن نزحوا في غزة داخليا, ما يعادل أكثر من 70 بالمائة من سكان القطاع, فيما يتواجد حوالي 160,000 نازح قسري في 57 منشأة تابعة للأونروا في الشمال.