يواصل الاحتلال عدوانه؛ في محاولة لإبادة أشكال الحياة كافة في القطاع، وتهجير سكانه قسريا، عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية وقوافل النازحين ومزودي الخدمات الطبية. في اليوم ال36 من الحرب على الفلسطينيين، يستمر العدوان الصهيوني الدامي من خلال ارتكاب مجازر جديدة تحصد المزيد من الشهداء وتستهدف بالخصوص المستشفيات، فيما الأوضاع الإنسانية لآلاف النازحين في الشوارع تتأزّم، والحديث عن "هدنة إنسانية" يبقى بعيدا عن التطبيق مع رفض الاحتلال وقف إطلاق النار، وبالمقابل تواصل المقاومة التصدي وقصف المدن الصهيونية. استهدف الاحتلال الصهيوني في عدوانه الوحشي المستمر، العديد من المستشفيات في قطاع غزة؛ ما أسفر عن ارتقاء العديد من الشهداء، في وقت تواصل فيه المقاومة تصديها للقوات المتوغلة بريا من عدة محاور. والخميس، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، أن الجيش الصهيوني قصف 8 مستشفيات، وأنه تسبب بخروج 18 مستشفى عن الخدمة منذ بدء العدوان على في 7 أكتوبر الماضي. واستهدف جيش الاحتلال مستشفى الرنتيسي للأطفال؛ ما تسبب باندلاع حرائق كبيرة في الطابق السفلي وعدد من مرافقه، كما قصفت المدفعية الصهيونية محيط مستشفى الشفاء والإندونيسي شمال القطاع، ما تسبب في ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين بجروح، كما أصيب مسعف بجروح في قصف على محيط مستشفى العودة شمال القطاع. وأشارت الأنباء أمس، إلى أن دبابات العدو بلغت مربع المستشفيات وطالبت بإخلائها. ويضم هذا المربع مستشفيات "الرنتيسي والنصر والعيون والصحة النفسية أيضا، "كما تضم تلك المنطقة العديد من المدارس والمباني السكنية. كذلك، استهدف القصف الصهيوني أمس مبنى العيادات الخارجية داخل مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى. وكانت قوات الاحتلال كثفت خلال الساعات الماضية ضرباتها على محيط 3 مستشفيات (الشفاء والرنتيسي والإندونيسي) بغية إفراغ تلك المناطق في مدينة غزة من المدنيين الفلسطينيين الذين لجأوا منذ أسابيع إلى باحات المستشفيات للاحتماء من القصف. وفي حديث للصحافة، قال مدير مستشفى الشفاء إن قوات الاحتلال استهدفت مجمع الشفاء 4 مرات منذ فجر الجمعة، مضيفا أن مستشفيات الأطفال في قطاع غزة خرجت جميعها من الخدمة، في وقت حذرت فيه وزارة الصحة في القطاع من كارثة كبرى جراء استهداف المستشفيات. 6 آلاف نازح من مربّع المستشفيات هذا، وبعدما أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أمس أن قوات الاحتلال قصفت القطاع بنحو 32 ألف طن من المتفجرات وأكثر من 13 ألف قنبلة، عاد وأكد أن الدبابات الصهيونية وصلت فعلاً إلى محيط مربع المستشفيات في المدينة. وأضاف رئيس المكتب سلامة معروف، أن التوغل الصهيوني في تلك المنطقة خلّف أكثر من 6 آلاف نازح. كما تابع أن القوات الصهيونية طالبت بإخلاء المنطقة من النازحين. وارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان الوحشي إلى أكثر من 10812 شهيدا؛ بينهم 4412 طفلا و2918 سيدة، فضلا عن إصابة ما يزيد على ال26 ألفا آخرين بجروح مختلفة، وفقا لأرقام وزارة الصحة في غزة أمس. ومن جانب آخر، تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال المتوغلة بريا في قطاع غزة على محاور مختلفة، مكبدة الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والآليات. هذا، ودعا حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إلى إعلان هدنة إنسانية في غزة بهدف السماح بدخول المساعدات الحيوية إلى القطاع. ومن جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش؛ إن الوقت قد حان لاتخاذ "خطوات ملموسة" في غزة، داعيا المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة للقطاع. عباس: القطاع جزء من الدولة وحول ما يتردد حول مستقبل قطاع غزة، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس إن السلطة الفلسطينية مستعدة لتسلم مسؤولية القطاع في إطار حل سياسي شامل. وتابع قائلا: "نؤكد أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسؤولياتنا كاملة في إطار حل سياسي شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة". قمّتان .. عربية وإسلامية هذا، وفيما تشتعل الأوضاع في غزة وتزداد تعقيدًا، تتجه الأنظار إلى السعودية، حيث تعقد قمتان هذا الأسبوع، لمناقشة التوترات الجارية في القطاع المحاصر. قمتان تحدث عنهما، وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، قائلا، إن بلاده ستستضيف قمتين للدول العربية والإسلامية خلال الأيام المقبلة لبحث الصراع الصهيوني الفلسطيني. ويأمل الشارع العربي والإسلامي أن تتمخض القمتان اللتان ستجمع 21 دولة عربية و57 إسلامية، عن وقف إطلاق النار بغزة. تصعيد خطير بالضفة في الأثناء، ارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربيةالمحتلة إلى 19، في ال24 ساعة الأخيرة، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، في حين لا تزال قوات الاحتلال تقتحم مناطق عديدة في الضفة وتدفع بتعزيزاتها في كل المحاور وتعتقل عشرات الفلسطينيين. وبذلك ارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 182 وتجاوز عدد الجرحى 2300. وما زال جيش الاحتلال يشن عمليات عسكرية متواصلة في مدينة جنين ويحاصر مخيمها وسط تحليق مكثف لطائراته، بالإضافة إلى احتجاز طلبة المدارس والموظفين. وقد حمّلت الخارجية الفلسطينية قوات الاحتلال والدول الداعمة لها المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج استهدافها للمدنيين الفلسطينيين، والضغط الكبير الذي تفرضه على حياتهم، محذرة من انفجارات في الضفة الغربية تصعب السيطرة عليها. من جانبه، أعلن الجيش الصهيوني اعتقال نحو 1430 فلسطينيا في أنحاء الضفة الغربية منذ بدء الحرب في غزة، بينهم 900 من المقاومة.