استأنف صباح أمس جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه على قطاع غزة، وسقط أزيد من 100 شهيد وعشرات الجرحى خلال الساعات الأولى من انتهاء الهدنة الإنسانية التي تواصلت لمدة 7 أيام. مباشرة بعد انتهاء موعد التهدئة و فشل الوسطاء في تجديدها، استأنف جيش العدو الصهيوني غاراته وقصفه للمدنيين الآمنين في منازلهم، وارتكب عدد من المجازر خلال الساعات الأولى من انتهاء الهدنة، راح ضحيتها عشرات الشهداء أغلبهم من النساء والأطفال، وكثفت طائرات ومدافع الاحتلال الصهيوني من ضرباتها للمناطق السكنية في مختلف مناطق قطاع غزة من شماله إلى جنوبه. وفي هذا الإطار اتهمت حركة المقاومة الفلسطينية حماس جيش الاحتلال الصهيوني بمواصلة حربه الممنهجة التي تأخذ طابع المجازر والتطهير العرقي بهدف تهجير السكان عن أرضهم وديارهم، وتحدث في هذا السياق ملخص المشهد الفلسطيني اليومي الذي يصدر عن المكتب الإعلامي لحركة حماس بغزة عن إلقاء جيش الاحتلال آلاف المنشورات منذ صباح أمس على مناطق شمال قطاع غزة يطالب من خلالها السكان بمغادرة بيوتهم إلى الجنوب، مع تكثيف القصف العشوائي لمنازل المواطنين، وأشار نفس المصدر إلى أن الاحتلال ألقى المنشورات في مناطق شرق خانيونس ذات الكثافة السكانية العالية، وطالب الأهالي بترك منازلهم والتوجه إلى مدينة رفح، واعتبر أن خانيونس منطقة قتال خطرة، وسط قصف مدفعي وجوي مكثف، وأكدت حماس أن هذا التصعيد الإجرامي باتجاه ضرب المدنيين في مناطق شمال وجنوب قطاع غزة، تدل على نية الاحتلال المضي في حرب التهجير القسري، أمام سمع ونظر وصمت العالم والمجتمع الدولي ومؤسساته، وبدعم واضح من الإدارة الأمريكية. وحملت حماس في بيان لها أمس المسؤولية للاحتلال الصهيوني في وقف الهدنة واستئناف العدوان النازي على قطاع غزة، وكشفت الحركة عن مفاوضات جرت طيلة ليلة أول أمس لتمديد الهدنة، عرضت خلالها الحركة تبادل الأسرى وكبار السن، كما عرضت تسليم جثامين القتلى من المحتجزين جراء القصف الصهيوني، والإفراج عن والد القتلى للمشاركة في دفنهم، بالإضافة إلى تسليم اثنين من المحتجزين الآخرين، في حين الاحتلال حسب بيان الحركة رفض التعامل مع كل هذه العروض، لأن لديه قرار مسبق باستئناف العدوان الإجرامي، وحملت حماس وفق نفس البيان الولاياتالمتحدةالأمريكية المسؤولية في استئناف العدوان الذي جاء بعد وقت قصير من مغادرة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن للكيان الصهيوني، واعطائه الضوء الأخضر للاحتلال، كما حملت حماس الرئيس الأمريكي بايدن المسؤولية الكاملة عن استمرار جرائم الحرب الصهيونية ضد المدنيين في قطاع غزة، والتي ترتكب وفق نفس المصدر بدعم أمريكي مطلق ومفتوح، وأكدت حماس بأن الشعب الفلسطيني يبقى صامدا على أرضه، والمقاومة الباسلة ستواصل تصديها البطولي للعدوان، وستكسر إرادة جيش الاحتلال وتفشل أهدافه. من جانب آخر يعيش سكان قطاع غزة ظروفا مأساوية غير مسبوقة، وكشفت الهدنة الإنسانية المؤقتة التي تواصلت لمدة 7 أيام حجم الدمار والخراب الذي خلفه العدوان الصهيوني على القطاع لمدة 50 يوما، حيث مارس الاحتلال الصهيوني حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي، ودمر كل المرافق والمنشآت، وباستئناف جيش الاحتلال العدوان أمس على سكان القطاع يزيد بذلك من هذه المأساة والمعاناة التي يعيشها قطاع غزة، وكشف في هذا السياق ملخص المشهد الفلسطيني عن كارثة إنسانية غير مسبوقة يعيشها سكان شمال غزة من حيث نقص المواد الغذائية، ووصول هذه المناطق إلى حد المجاعة، كما يعيش النازحون في المستشفيات ومراكز الإيواء ظروفا مأساوية في ظل غياب الماء والطعام والتدفئة، وافتقار هذه المراكز لأدنى متطلبات الحياة، وحملت حماس المنظمات الدولية ووكالة الأونروا المسؤولية تجاه النازحين واللاجئين الذين يعيشون أوضاعا مأساوية في مراكز النزوح. وفي السياق ذاته تعيش مستشفيات قطاع غزة التي بقيت في الخدمة ولم يطالها قصف الاحتلال الصهيوني ظروفا صعبة، خاصة مع استئناف جيش الاحتلال قصفه للسكان الآمنين في منازلهم، حيث استقبلت مستشفيات القطاع أمس العشرات من جثامين الشهداء والمصابين. من جانب آخر قامت المقاومة الفلسطينية أمس بعد استئناف جيش الاحتلال عدوانه بقصف عسقلان وسيديروت وبئر السبع برشقات صاروخية، كما دكت كتائب القسام حسب بيان حركة حماس قوات العدو شمال غرب غزة برشقات من منظومة صواريخ « رجوم» عيار 114 ملم وقذائف الهاون من العيار الثقيل، وفي نفس الوقت خاضت المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة مع جيش الاحتلال شمال غرب غزة. نورالدين ع