يعيش سكان شمال قطاع غزة ظروفا مأساوية ووضعا كارثيا مع الحصار والدمار والقصف المتواصل من طرف العدو الصهيوني، وتحدث أمس التقرير الإعلامي اليومي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة عن انتشار المجاعة في مناطق واسعة بمحافظات الشمال أمام الحصار الذي يضربه الاحتلال وقلة المساعدات التي تدخل من جنوب قطاع غزة عبر معبر رفح، وكشف نفس التقرير عن ندرة تامة في جميع المواد الغذائية والماء والدواء وأبسط الحاجيات. ولم يكتف الاحتلال الصهيوني بقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها وارتكاب مئات المجازر ضد المدنيين العزل والنساء والأطفال، واستهداف المستشفيات ومراكز النروج على مدار 70 يوما، بل قام خلال الأيام الأخيرة حسب تقرير المكتب الإعلامي لحماس باقتحام مراكز النزوح بشمال القطاع، وإفراغها من النازحين، ومن ثم حرقها، وطرد كل النازحين الذين لم يجدوا سوى الشوارع والطرقات وافتراش الأرض في ظل ظروف مناخية صعبة وبرد شديد، تحت قصف عنيف. وفي السياق ذاته أوضح نفس المصدر بأن ظروف النازحين في المناطق الجنوبية بخانيونس ورفح، ليست أحسن حالا من مناطق الشمال، حيث حاول الاحتلال حشر المواطنين في مدينة رفح في ظروف غاية في القسوة والصعوبة دون ماء وغذاء، ويفترش النازحون الأرض في الشوارع وسط أجواء باردة وقاسية، وتحدث نفس التقرير عن إحصاء أزيد من مليون نازح وصلوا إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما يسكن هذه المدينة 260 ألف مواطن، ويجد السكان والنازحون في هذه المنطقة صعوبة في الحصول على متطلبات الحياة. وقصد التخفيف من معاناة سكان غزة والنازحين جددت حركة حماس الدعوة إلى فتح معبر رفح بشكل كامل لإدخال المساعدات الإغاثية، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة وتساقط الأمطار والبرودة الشديدة، وكذا النقص الحاد في جميع أساسيات الحياة من ماء وغذاء ودواء ووقود ووسائل تدفئة، كما دعت الحركة إلى إدخال المساعدات المتكدسة في مدينة العريش المصرية إلى المحتاجين في قطاع غزة، وتجاوز الآلية التي تفاقم المشكلة عبر إدخال كميات ضئيلة من المساعدات في وقت يحتاج فيه أهالي غزة لكل أشكال المواد الأساسية الضرورية للحياة، كما أكدت حماس وفق نفس المصدر على ضرورة تطبيق قرار القمة العربية الإسلامية الأخير الذي تعهد بكسر الحصار على قطاع غزة وفتح معبر رفح وإدخال الإغاثات العاجلة إلى الشعب الفلسطيني في القطاع، وهو ما لم يحدث حسب نفس المصدر، إلا وفق الآلية الهزيلة التي يتحكم بها الاحتلال، والتي لا تعدو كونها ذرا للرماد في العيون أمام الاحتياجات الكبيرة لقطاع غزة. من جانب آخر يستمر الاحتلال الصهيوني في استهداف المدنيين وقتل النساء والأطفال وكبار السن وفق سياسة الأرض المحروقة التي انتهجها منذ بداية العدوان في السابع أكتوبرالماضي، وتحدث تقرير حركة حماس عن قصف الاحتلال لمدرسة تضم نازحين بخانيونس، وسقوط عشرات الشهداء والجرحى، كما يواصل الاحتلال استهداف مراكز إيواء النازحين والمستشفيات في عدة مناطق بالقطاع في إطار تنفيذ مخططاته الرامية إلى التهجير القسري لسكان القطاع، في حين هذه المخططات تفشل بسبب الصمود البطولي لسكان القطاع خاصة بمحافظات الشمال، رغم المعاناة وانعدام الطعام والماء، والقصف المتواصل من طرف العدو الصهيوني، خاصة بمخيم جباليا، حيث يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر البشعة ضد المدنيين، بعد الضربات القاسية التي يتلقاها من طرف المقاومة، حيث تمكن عناصر المقاومة من قتل عدد من الجنود والضباط خلال الأيام الأخيرة، منهم 10 جنود وضباط تم قتلهم في يوم واحد باعتراف جيش الاحتلال الصهيوني، كما قدرت كتائب القسام عدد قتلى جيش الاحتلال خلال الثلاثةأيام الأخيرة ب 36 قتيلا وعشرات الجرحى، إلى جانب تدمير 72 آلية. من جهة أخرى اعتبرت حماس استمرار الإدارة الأمريكية في حث جيش الاحتلال النازي على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، دون أن تتخذ موقفا عمليا لوقف الحرب التي تشن على المدنيين أو توقف دعمها العسكري والسياسي لحكومة الاحتلال الفاشية، استخفافا واستهتارا مفضوحا بدماء الشعب الفلسطيني. وأشار تقرير المكتب الإعلامي لحماس في غزة إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، إن كانت جادة في تصريحاتها حول المدنيين والحالة الإنسانية في قطاع غزة، عليها وقف العدوان واستهداف الأطفال والمدنيين العزل، كما أثنت حماس على التحولات في المواقف الدولية من حرب الإبادة التي تشن على المدنيين في قطاع غزة، وكان آخرها البيان الثلاثي الصادر عن كل من استراليا وكندا ونيوزلندا، والذي أكد دعمه لوقف إطلاق نهائي للنار في قطاع غزة، وكذا تصويت جمعية الأممالمتحدة لصالح قرار بوقف إطلاق نار فوري وتصويت 153 دولة لصالح القرار. وبخصوص الحديث عن الهدنة الإنسانية، أوضح نفس المصدر أن حركة حماس موقفها واضح، وهو لا تفاوض بخصوص أي صفقة تبادل للأسرى، إلا بعد وقف كامل للعدوان، وأكدت حماس انفتاحها على كافة الجهود التي تفضي إلى وقف العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية، وإلى إطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال، وتشكيل مرجعية وطنية لاسترداد حقوق الشعب الفلسطيني ولإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وأشار نفس التقرير إلى أن الاحتلال الصهيوني وإدارة بايدن بتعنتهما وغطرستهما، ورفضهما لكافة الجهود والقرارات الأممية الداعية لوقف العدوان، يتحملان كامل المسؤولية عن استمرار المجازر بحق الشعب الفلسطيني، كما أشار تقرير المكتب الإعلامي لحماس إلى مخططات ما بعد الحرب التي يتم الحديث عنها، وأكد أن أي رهانات على ترتيبات في غزة دون حماس وفصائل المقاومة هي وهم وسراب، ومستقبل غزة في أيدي أبنائها.