عبر الفلسطينيون في غزة عن صمودهم وثباتهم أمام آلة القتل الصهيونية التي تمارس حربا بشعة ومجازر مروعة ضدهم، وتناقلت وسائل الإعلام أمس، فيديوهات تظهر خروج مواطنين من مناطق القصف بشمال غزة المحاصرة ،ومن أماكن غير بعيدة عن مواقع الاشتباك بين المقاومة وجنود الاحتلال، ليعبروا عن صمودهم في أرضهم ورفضهم لمخططات الاحتلال الصهيوني لتهجيرهم عن أرضهم. ورغم الممارسات البشعة والأساليب المختلفة التي انتهجها الاحتلال الصهيوني في أسوء حرب عرفها التاريخ الحديث، إلا أن الفلسطينيين صمدوا أمام همجية المحتل، وتمسكوا بمنازلهم وأرضهم، وراهن المحتل في بداية عدوانه على تهجير سكان شمال القطاع إلى الجنوب ثم ترحيلهم إلى خارج غزة، باستعمال أساليب إجرامية لم يعهد عليها التاريخ من قصف عشوائي للمنازل فوق رؤوس ساكنيها، وقتله للنساء والأطفال وحصار وتجويع وقصف المستشفيات والمرافق الخدماتية، إلا أن هذه الهمجية الصهيونية لم تنقص من عزيمة سكان غزة في الصمود والثبات على الأرض، وتحدث مكتب الإعلام الحكومي في غزة عن بقاء ما يقارب 700 ألف مواطن في محافظات الشمال ومدينة غزة، رغم آلة البطش الصهيونية القاسية التي استخدمها ضدهم، كما تداولت أمس وسائل الإعلام فيديوهات لمواطنين من مناطق القصف والاشتباك بجباليا المحاصرة ليعلنوا عن صمودهم وثباتهم وتمسكهم بأرضهم وتأييدهم للمقاومة التي كبدت جيش الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والآليات، ويتزامن هذا الصمود البطولي لسكان غزة مع تكثيف الاحتلال للقصف الجنوني لمختلف المناطق السكانية، واستهدافه يوميا لعشرات المواطنين الذين يسقطون بين شهداء ومصابين. وتحدث في هذا الإطار التقرير اليومي الصادر عن المكتب الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة ليوم أمس الاثنين عن ارتكاب الاحتلال عدد من المجازر وسقوط عشرات الشهداء في استهداف جنوني لمناطق مختلفة من قطاع غزة من شماله إلى جنوبه خاصة المحافظة الوسطى( دير البلح، المغازي، والنصيرات) ومحافظة خانيونس وجباليا والشجاعية، وأكد نفس المصدر بأن هذا التصعيد الإجرامي اتجاه المدنيين في مناطق جنوب وشمال غزة يندرج ضمن مخططات الاحتلال للتهجير القسري للفلسطينيين، إلا أن هذا التصعيد حسب نفس التقرير قابله الفلسطينيون من سكان غزة بصمود وثبات وتمسكهم بأرضهم. وفي الإطار ذاته تحدث المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عن محاولات من جيش الاحتلال الصهيوني الوصول إلى مستشفى الأمل بخانيونس، بعد استهدافه للمستشفى الميداني الأردني شرق المدينة بقذائف المدفعية، ووقوع أضرار كبيرة في معداته، إلى جانب الوضع المأساوي في المستشفى الأوروبي في شرق خانيونس، والنقص في المستلزمات الطبية وتكدسه بالجرحى والنازحين دون أي قدرة على القيام بوظيفته الأساسية في معالجة المرضى والجرحى، وحسب نفس المصدر فإن الاحتلال الصهيوني يتعمد استهداف القطاع الصحي، وذلك خدمة لمخطط التهجير الفاشل الذي يحاول تنفيذه، بحيث استهدف في شمال القطاع جل المستشفيات وأخرجها عن الخدمة، ولا يجد الجرحى في شمال القطاع مستشفيات لتلقي العلاج، وبعضهم ينزفون حتى الموت، ويحاول الاحتلال حسب حركة حماس تنفيذ نفس المخطط بمحافظة خانيونس . ودعت حماس مصر إلى اتخاذ خطوة جدية اتجاه نقل الجرحى للعلاج في مستشفيات الخارج، بعد عجز النظام الصحي في غزة وانهياره، وأشار تقرير المكتب الإعلامي لحماس إلى أن عدد الجرحى الذين سمح لهم بمغادرة غزة لا يزيد عن 400 جريح من مجموع 46 ألف مصاب جراء العدوان الصهيوني. من جانب آخر أوضحت حماس أن ما ينشره الاحتلال من مقاطع فيديو تظهر معتقلين فلسطينيين في حالة اعتراف، هو محاولة لشن حرب نفسية موجهة إلى المجتمع الفلسطيني، وتابع تقرير الحركة أن ما يصدر عن هذه الفيديوهات من أقوال تم تحت الضغط والإكراه والتعذيب، وأشارت نفس التقارير إلى أن الاحتلال يستخدم أساليب قذرة عبر التسجيل مع معتقلين من كبار السن، والمعرضين لظروف غاية في القسوة والصعوبة، ليجبرهم على الإدلاء بأقوال تهاجم فيها المقاومة وقيادتها، في سلوك مفضوح لا ينطلي على الشعب الفلسطيني. أما على صعيد الجبهة الميدانية، تحدثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس عن تدمير 44 آلية عسكرية كليا أو جزئيا في كافة محاور القتال في قطاع غزة، وقتل 40 جنديا صهيونيا وإيقاع عشرات الجنود الصهاينة الآخرين بين قتيل وجريح إثر استهداف القوات الصهيونية المتوغلة في أماكن التمركز والتموضع بالقذائف المضادة للتحصينات والقذائف والعبوات المضادة للأفراد والاشتباك معهم من مسافة الصفر وتفجير عدد من المباني بهم بعد تفخيخها، كما استهدفوا مقر قيادة ميداني، ودكوا المحتشدات العسكرية بقذائف الهاون والصواريخ القصيرة المدى، وفي نفس الوقت أطلقت كتائب القسام صباح أمس رشقات صاروخية على عاصمة الاحتلال ومستوطنات صهيونية، وتسببت هذه الصورايخ في عدة أضرار في المباني والمركبات.