جريمة ضد الإنسانية.. تطهير عرقي و إبادة جماعية بأفران الجير تمر اليوم ذكرى أخرى من ذكريات ماي الأسود و تمر معها 67 سنة من التاريخ الجزائري المليء بالأحزان و المآسي و النكبات التي تركت جروحا غائرة في جسد أمة عانت من ليل الاستعمار الطويل ما لم تعانيه امة أخرى على وجه الأرض. اليوم يسترجع الجزائريون ذكرى المجازر الرهيبة التي نفذتها دولة العدالة و الحرية و المساواة في حق شعب أعزل أنهكته سنوات طويلة من الجوع و الفقر و التشرد و الاضطهاد ، مجازر فضيعة بقالمة ، سطيف ، خراطة و مدن و قرى جزائرية أخرى خرج أهلها للاحتفال بنهاية النازية و المطالبة بالحرية التي وعدت بها “فرنسا الحرة” لكنها نكثت العهد و منحت الجزائريين حرية من نوع آخر ، خيرتهم بين السكوت و الرضوخ للأمر الواقع أو الموت رميا بالرصاص ، شنقا أو حرقا بأفران الجير الرهيبة التي ذابت فيها أجساد الجزائريين و تحولت الى رماد حملته رياح ماي الأسود و نثرته على حقول القمح بسهل سيبوس الخصيب الذي ظل محرما على الجزائريين إلا من رضي بالعمل خماسا ذليلا عند “ليفي” مدبر المحرقة البشرية التي ستبقى وصمة عار في جبين فرنسا التي أطلقت يدها الرحيمة مرة أخرى لدعم شعوب الربيع العربي الذي بدأ يتحول الى شتاء مظلم طويل لأن اليد التي صنعت هذا الربيع مازالت ملوثة بالدماء و رماد الجثث المتفحمة بأفران الجير التي حركت الضمير العالمي الحي و بدأت تتحول الى قضية جنائية في منظور القانون الدولي الذي يتوجه نحو إسقاط مبدأ التقادم و ملاحقة مجرمي الحرب و إدانة الدولة الفرنسية و حملها على الاعتراف بجرائمها المرتكبة في الجزائر. 45 ألف جزائري أحرقوا و اعدموا بالشنق و قطع الرؤوس و رميا بالرصاص بداية من يوم 8 ماي 1945 و على مدى 4 أشهر كاملة أحرقت فيها القرى و المداشر و هجر الأهالي الى رؤوس الجبال حيث لا ماء و لا زرع إنه عام النكبة و الحزن سنبقى نتذكره كل سنة حتى لا ننسى...؟