دفعها عشقها للكيمياء للبحث عن فكرة تجسد فيها ما تعلمته و ما تقدمه بمخابر الجامعات، فمن مهندسة دولة بالجامعة، انطلقت السيدة لويزة عيدات في تجسيد عشقها للصابون بحسابات دقيقة و تركيبات مكنتها من تقديم منتوجات تنافس اليوم في جودتها أرقى المنتوجات العالمية لكن بفرق أنها غير مضرة بالصحة. التقيناها في إحدى المعارض الخاصة بالمنتوجات الوطنية، جذبتنا بجناحها الصغير، الذي كان يحوي منتوجات بدت من طريقة تغليفها و تعليبها أنها أجنبية الصنع، و لأنها لم تكن في مقتبل العمر مثلما تعودنا على المتخصصات في صناعة مواد التجميل الطبيعية، شدنا إليها وقار ورصانة بدت في مظهرها، كما إنعكست في تعاملها مع زبونات كن يتفحصن ما تقدمه للجمهور، منتوجات متنوعة بدت وهي تتحدث عنها وكأنها تتحدث عن اختراع فريد من نوعه، معلومات قيمة وتفاصيل دقيقة تجبرك على اقتناء ما تصنعه يدويا وبمواد طبيعية أكدت أنها لا تضر بصحة مستعمليها على خلاف مستحضرات التجميل الكيميائية. هي لويزة عيدات، مختصة في صناعة مواد التجميل الطبيعية لكن ليس بالتجربة، بل بالعلم و الدراسات الدقيقة، صاحبة الماستر في الكيمياء التي تشغل منصب مهندسة دولة بالجامعة، تمكنت من المزاوجة بين علمها وشغفها بالصابون بكل تفاصيله التي تعشقها، هكذا بدأ مشوارها مع هذه الصناعة قبل 3 سنوات، تقول المهندسة إن مواد التجميل تشكل جزءا بسيطا من الكيمياء كعلم كبير وواسع، حلم راودها منذ الصغر لإنشاء مشروع خاص بها بعيدا عن الجامعة، و تجسيد مشروع ملموس خاص بها، من هنا كانت الانطلاقة بصناعة الصابون الطبيعي بألوانه الجذابة، وتركيباته الطبيعية التي تعلمتها منذ دراستها في الثانوية لتخصص الكيمياء، لتتحول إلى صناعة مزيل العرق وهي تفكر في كل مرة في صناعة منتوجات جديدة، بعد أبحاث كثيرة بعيدا عن دورات التكوين، أبحاث خاصة قالت إنها تعمقت فيها سنة كاملة لتتمكن من تقديم منتوجات فريدة من نوعها. استثمار الأبحاث في تطوير التركيبات "أصنع منتوجاتي بحب كبير"، هكذا عبرت السيدة عيدات عن شغفها بما تقوم بتصنيعه، تقول إنه وعلى الرغم من عودتها للبيت بتعب كبير بعد يوم شاق في الجامعة، فتنسيها التركيبات والروائح الزكية التي تمزجها لصناعة منتوج جميل كالسحر، وهذه هي الكيمياء التي تعشقها حتى النخاع، معتبرة أن صناعة مواد التجميل زادت من حبها لعلمها وتحرص في كل مرة على استثمار كل معلومة سواء كانت قديمة أو جديدة واستغلالها لتطوير صناعتها. السيدة عيدات، أكدت أن نيل شهادتها الجامعية وتخصصها في مجال الكيمياء، أضاف لها الكثير في هذه الصناعة، مؤكدة أن ذلك يساعدها على تحضير أي منتوج تطلبه الزبونة في وقت قياسي بناء على المعلومات التي لديها بشأن الزيوت، والكريمات، والنسب ودرجة الحرارة الخاصة بكل مادة، مؤكدة على أهمية معرفة تفاصيل عن أي مجال يريد أي شخص التخصص و النجاح فيه. و لأن وعي المستهلك الجزائري توجه نحو الطبيعة هروبا من المواد المصنعة المشبعة بالمواد الكيميائية المسرطنة والخطيرة على الصحة بمرور الوقت، شجعها ذلك على المضي قدما من خلال تقديم منتوجات تسافر بها من مكان لآخر، أين تلتقي بالزبائن في المعارض والمراكز التجارية الكبرى، محققة نجاحا يعكسه حجم الإقبال على مستحضرات تؤكد محدثتنا أنها في تزايد مستمر. أبحاث علمية لتقديم أفضل المستحضرات للجنسين السيدة عيدات كمتخصصة في هذه الصناعة، تحدثت عن بعض العراقيل التي تواجهها كغيرها من المختصين في هذا المجال، و تتحدث عن مواد التغليف كأكبر عائق في ظل تغيره في كل مرة، و عدم قدرتهم على الحفاظ على خصوصية منتوجاتهم من خلاله، إلى جانب تسجيل نقائص في بعض ما يتوفر في السوق، و صعوبة وصول ما يتم جلبه من الخارج، بينما يشكل جودة منتوجات أخرى كما تقول، و هي الزيوت العطرية مشكلا حقيقيا في ظل تفاوت في النوعية قالت إنها تؤثر على نوعية منتوجاتهم في النهاية، بينما تفسر ارتفاع أسعار بعض منتوجاتها لغلاء المادة الأولية التي تجلبها من الخارج و بشهادات طبية معترف بها دوليا، و هي المواد التي تبقى عائقا للمصنعين يصعب الوصول إليها. و بين مستحضرات العناية بالبشرة و الشعر، تواصل السيدة عيدات بحوثها و تجربتها لتقديم الأفضل للمرأة و الرجل، بالرغم من عدم فهم بعض هؤلاء أن تكلفة صناعة منتوجات طبيعية أكبر من تلك التي تعتمد على مواد كيميائية، معترفة أن دخلاء كثيرين على المهنة ممن يسعون للربح السريع، يساهمون في إفسادها و التأثير عليها، إلا أن الأمل في تطورها أكثر في الجزائر يبقى قائما و حلم سيدة تراهن على السفر بماركتها الخاصة في كل ربوع الوطن