تنظم غرفة الصناعة التقليدية والحرف، بالتنسيق مع مؤسسة "مترو الجزائر"، خلال هذه الأيام، معرضا للحرف والصناعة اليدوية بمحطة "مترو تافورة" بالعاصمة، حيث تشهد التظاهرة "الفنية"، عرض حرف مختصة في مواد التجميل الطبيعي التي سجلت حضورا كبيرا مقارنة بباقي الصناعات، وأشار القائمون على التظاهرة، إلى أن الغرفة تحاول إعطاء وجه مختلف لهذه التظاهرة، من خلال عرض صناعة معينة، دون غيرها، في حين خصصت هذه الطبعة لمواد التجميل الطبيعية. شهد المعرض مشاركة عدد من الحرفيين، الذين تخصصوا في صناعة المواد التجميلية بمكونات طبيعية، حيث أشار المشاركون إلى أن المرأة تحاول خلال يومها، معانقة الطبيعة، والرجوع إلى وصفات الجدات بحثا عن الجمال والأناقة، خصوصا بعدما أثبت الدراسات الحديثة المتعددة، الآثار الجانبية التي تخلفها المواد الكيماوية التي تعتمد عليها المخابر لصناعة مواد التجميل، وتغرق السوق بعلامات تجارية متعددة متفاوتة الأسعار، تفوق أثمان بعضها ميزانية ذوي الدخل المتوسط، لتصل بعضها إلى دخل شهر كامل من العمل. وقد اختلف تلك المواد الطبيعية التي يعرضها الحرفيون بين كريمات تبييض البشرة، وترطيب، ومضادات تجاعيد، ومقشرات طبيعية، ومختلف مستحضرات مبدأ عملها يعتمد على مكونات طبيعية خالصة، ومستمدة من مواد كانت الجدات تستعملها بشكل أساسي في المحافظة على جمالهن، إذ كن يدخلنه في روتينهن اليومي. وأوضح ل«المساء"، الحرفي جمال المختص في صناعة "الصابون الطبيعي"، بقوله: "باتت فتيات اليوم تقبل بشكل كبير على مستحضرات التجميل الطبيعية، والتي أثبتت أنها ذات فعالية كبيرة، بفضل الاعتماد على مكونات طبيعية خالصة، تعطي مفعولا فوريا ودون آثار جانبية، لاسيما أن تلك المستحضرات لا تدخل في تركيبتها مواد كيماوية، بل فقط مواد طبيعية". وأضاف المتحدث أن المخابر اليوم، تعود إلى الطبيعة لتركيب منتجاتها، إلا أنها تعتمد أيضا على تفعيل تلك المستحضرات على مكونات كيماوية، كعطور وملونات وحتى مواد حافظة لتزيد أو تسرع مفعول موادها، وتبدو لمستعمليها أنها تعطي نتائج سريعة وجيدة، إلا أنه مع الوقت سوف تظهر لها آثار جانبية في غالبية الأحيان. وعن أكثر المنتجات الطبيعية التي يعتمد عليها الحرفي، قالت الحرفية صبيحة، المتخرجة في تخصص العلوم الكيماوية؛ "هي مستخلصات الفواكه وبعض الخضار، مثل التين الشوكي، الجزر، الأفوكادو والزيوت المستخلصة من الأعشاب، كالنعناع، فضلا على بعض الفواكه الجافة، كالبندق والفستق، إلى جانب التوابل كالكركم والقرفة وغيرها"، وأكدت أن كل تلك المواد لها فعالية لمشكل معين من البشرة، واستخلاص زيوتها أو مركزات منها، تعطي مفعولا مباشرا على البشرة. وذكرت الحرفية صبيحة، أن الاعتماد على المواد الطبيعية، وإضافة الغليسيرين مثلا، يساعد على ترطيب البشرة، من جهة، وعلاج مشكل معين، من جهة أخرى، مؤكدة أن المواد الطبيعية تعرف تركيزا أكبر لتلك المواد الفعالة التي تعمل على علاج المشكل، على عكس المنتجات الكيماوية التي تعرضها الأسواق، وتعرف ارتفاعا في الأسعار، بسبب حملات الترويج، والتغليف والتسويق وغيرها من الأعباء التي يتحملها المستهلك. تحدثت الحرفية بشكل خاص على حجرة "النيلة الزرقاء"، التي وصفتها بالبودرة السحرية، كانت تعتمد عليها الجدات في استعمالات عديدة، لها ميزة "التبييض" وكانت تستعملها لروتين جمالهن اليومي، ولتبييض الملابس البيضاء وإعطائها نصاعة فريدة، مشيرة إلى أنه أعيد اكتشافها خلال السنتين الأخيرتين، بفضل الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها تستعملها بإضافتها على كريمات الترطيب، وحتى كمعجون أسنان، فهي تمنح البشرة إشراقة وتبيض الأسنان بطريقة جد فعالة، موضحة أنها من أكثر منتجاتها تسويقا، خصوصا بعدما أدركت الفتيات فعالية هذه البودرة العجيبة، على حد تعبيرها.