الحرب على غزة في عيون كتاب وفنانين أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية، كتابا يضم شهادات و يوميات لعدد من الكتاب و الفنانين، وثقوا عبرها حياتهم الشخصية وتفاصيل يومياتهم خلال الحرب المستمرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تحت عنوان "الكتابة خلف الخطوط". و يضم الكتاب مساهمات ل25 كاتبا وفنانا من غزة، وثقوا من خلاله حياتهم اليومية تحت القصف، وأوضحت الوزارة في بيان لها عبر موقعها الرسمي أن الكتاب يتحدث عن تفاصيل لا يسمع عنها في الأخبار، و يقدم ما لا يمكن رؤيته في التقارير المصورة، كما تقدم شهادات المساهمين في هذا العمل الحرب بصورة مغايرة و تنقل صورا عن البحث عن النجاة والصمود كما يعيشها كتاب و فنانو القطاع. و ذكرت الوزارة، أن الكثير من نصوص هذا الكتاب التي قام مؤلفوها بكتابتها خصيصا من واقع التجربة سواء من خيام النزوح أو مراكز الإيواء، أخذت أشكالا مختلفة، فمنها ما كان أقرب إلى السرد والقصة الواقعية أو التسجيلية، و منها ما كان أقرب للقصيدة والبوح والمناجاة، فيما كتب البعض مونولوجات درامية ومشاهد مسرحية من الواقع، وساهم الفنان ميسرة بارود بلوحات من يومياته التي يرسمها عن الحرب بشكل يومي. قالت وزارة الثقافة أيضا، أن طواقمها وخلال تواجد الوزير في غزة، عملت بشكل متواصل مع المساهمين من أجل أن ترى هذه اليوميات والشهادات النور، خاصة وأنه وفي الكثير من الأحيان كانت هذه المساهمات تصل على شكل ورق مكتوب بخط اليد أو على شكل رسائل جوال قصيرة أو رسائل صوتية، بحيث كتب وزير الثقافة الدكتور الروائي عاطف أبو سيف ما يشبه الشهادة على شكل مقدمة، أين كان في غزة طوال الخمسة والثمانين يوما الأولى من الحرب مع طفله ياسر عرفات قال فيها: "هذا ليس كتابا عن غزة، لكنه كتاب عن الإنسان والمكان والحياة فيها خلال الحرب التي استهدفت وجودها ووجودنا كفلسطينيين فيها. الكتابة خلف الخطوط شهادة حياة وشهادة صمود وبقاء ونصوص إنسانية صادقة يكتبها ويساهم فيها مجموعة من الكتاب والفنانين والعاملين في قطاع الثقافة في غزة من واقع تجربتهم ومعايشتهم للحرب،... إنها كتابة خلف خطوط الحياة وخطوط الموت وخلف خطوط العدو، الذي يحاصر غزة من البر والبحر والجو. هذه نصوص كتبها الإنسان الذي هزم الحرب وهزم الموت". ومن بين الأسماء التي وثقت يومياتها عبر الكتاب المكون من 250 صفحة و رسم غلافه الفنان ميسرة بارود، الشاعرة فاتنة الغرة، والممثل والمخرج علي أبو ياسين، القاصة وكاتبة أدب الطفل جيهان أبو لاشين، ومدير مركز ثقافي آلاء عبيد، إلى جانب مخرجة الأفلام الوثائقية ريما محمود والناقد والباحث ناهض زقوت، والروائي كمال صبح، وغيرهم من المساهمين في هذا العمل الأول من نوعه منذ بدأ العدوان على قطاع غزة. تدمير للمنشآت الثقافية و استشهاد 41 مبدعا من جانب آخر، أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية تقريرها الشهري الثالث الذي يرصد ما تعرض له القطاع الثقافي الفلسطيني في المحافظات الجنوبية في قطاع غزة على مدار الثلاثة أشهر الماضية، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب منذ ال7 أكتوبر من العام الماضي، كما رصدت كافة الإعتداءات التي طالت الممتلكات الثقافية خلال هذه الفترة، و مواصلة الإعتداءات على كل مقدرات شعبها. وعددت الوزارة ما فقدته من مبدعين في مختلف المجالات، والذين بلغ عددهم 41 شهيدا بينهم 4 أطفال، إلى جانب تضرر عدد مهم من المراكز الثقافية بشكل كلي وجزئي والتي بلغت 24 مركزا، كما تضرر حوالي 195 مبنى تاريخيا، منها 10 مساجد وكنائس، كما سجل تضرر 8 دور نشر ومطابع و 3 استوديوهات و شركات إنتاج إعلامي و فني. واعتبر وزير القطاع ما أسماه حرب الرواية السردية التي يقوم بها الاحتلال واستهداف وجود الشعب الفلسطيني، مجرد إستكمال لجريمة النكبة التي لم تتوقف منذ قرابة 76 عاما، معتبرا أن هذا التقرير الذي وعلى الرغم من عدم دقته وفي ظل صعوبة الوصول للمعلومة الحقيقية حول الخسائر، يضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالممتلكات الثقافية والتراث المادي واللامادي في غزة.