لم يخرج قطاع الثقافة بالشلف عن الحركية الفعّالة في دعم القضية الفلسطينية التي أخذت بعدا دوليا في مناصرتها ومؤازرتها بما يخدم مسألة شرعيتها التي تبناها المثقفون والساهرون على إدارة القطاع بالولاية التي تعكف على تنظيم معرض كتاب يتناول القضية ومقاومتها وأطوار الحرب التحريرية وصداها لدى المؤلفين. اعتماد هذا الهاجس المركزي للقضية الفلسطينية وما خلفه من صدى، عبر المؤلفات العديدة التي تناولت آلام وأحلام المواطن الفلسطيني من خلال تفاعله مع قضايا وطنه من جهة، واستلهام العبر والدروس من الثورة الجزائرية التي ألهبت الحس الإبداعي والتاريخي لدى الكتاب الملتزمين من داخل الوطن وخارجه من جهة أخرى. هذا التلاحم في إبراز عظمة الثورتين، ويوميات سكان غزة، جعل مديرية الثقافة لولاية الشلف تنظم معرضا للكتاب، بالتنسيق مع مديرية النقل، يتناول مسار الثورتين المضرّجتين بدماء الشهداء وآهات الثكالى وأنين الطفولة البريئة التي يراها المدير الولائي للقطاع محمود حسناوي جسرا للوصول للقراء عبر تميّز ينطلق من المحطة البرية لمرافقة المسافرين عبر وسائل النقل المتعدّدة من سيارات الأجرة والحافلات. فالاستمتاع عبر هذه الرحلة في تصفح الكتاب الإبداعي سواء كان شعرا أو رواية أو قصة قصيرة من جهة مؤلف يتناول بالتحليل والدراسة وسرد الأحداث وإبراز المواقف من عظمة الثورتين الجزائرية والفلسطينية. هذا الفيض من الإبداع والتأليف لكتاب فلسطينيين وشعراء وروائيين عبر حقبهم، تضاف إليهم الأقلام الجزائرية، شكّل فضاء في إقامة هذا المعرض الذي اتخذ شكلا جديدا في الوصول إلى القارئ خلال رحلته ومرافقته عبر متعة السفر التي يتصفح في أثنائها كتبا وفرتها مديرية الثقافة بالولاية، حسب مسؤولها الأول محمود حسناوي. وبالموازاة مع هذه المبادرة المتميّزة لدعم صمود الشعب الفلسطيني من خلال الأنشطة الثقافة وإبراز التاريخ الثوري كما يراها الكتاب، تعرض صور للمبدعين والكتاب والمؤرخين والسياسيين الذين تركوا بصماتهم في نضال الثورتين الجزائرية والفلسطينية ، وما أحيط بهما من إشادة وتبجيل. ومن جانب آخر، علمنا أنّ مديرية الثقافة تنوي نقل هذه التظاهرة الثقافية إلى محطة القطار بوسط المدينة، للاقتراب من أكبر شريحة من القراء المسافرين عبر القطارات، حيث يستفيد هؤلاء من كتب ومؤلفات بالمجان، حسب ما أكد محمود حسناوي.