تساعد الدفاعات الطبيعية الجيدة على مواجهة التغيرات التي تطرأ على صحة الأطفال، ولذلك فإن تقوية المناعة لاسيما في هذه الفترة ستسمح لهم بمقاومة الهجمات الخارجية بشكل أفضل، فعندما يكبر الطفل، تتطور المناعة المكتسبة كدرع ضد الفيروسات والبكتيريا والملوثات، وما إلى ذلك، و في كثير من الأحيان، يتعرض الطفل بكثرة لنزلات البرد المتكررة والتهابات الأذن وغيرها خاصة خلال السنوات الستة الأولى من حياته. ويمكن مساعدة الطفل على البقاء قويا والدفاع عن نفسه ومقاومة أمراض الشتاء بشكل أفضل، من خلال الانتباه إلى جودة نظامه الغذائي ونومه وردود أفعاله المتعلقة بالنظافة والتوازن بين الحياة المدرسية والراحة والنشاط البدني. وفي ذات السياق، تؤكد الأخصائية في طب الأطفال وحديثي الولادة قادة زاير أمينة، على أهمية الرضاعة الطبيعية لتقوية جهاز المناعة لدى الطفل، مشيرة إلى أن حليب الأم هو الأساس، ولا يوجد أحسن منه لأن له فوائد عديدة، فهو يلبي جميع احتياجات الطفل بما في ذلك المساهمة في تطوير وتقوية مناعته وذلك بفضل تركيبته الغنية والمتنوعة وبالتالي سيكون أقل عرضة للإصابة بالعدوى. كما أن التغذية الصحية ضرورية لتعزيز مناعة الطفل، حيث تنصح الطبيبة، بتجنب إعطائه السكريات والحلويات وكل الأطعمة التي تحتوي على المضافات والملونات الغذائية، وبالمقابل يجب التركيز على الأطعمة التي تحتوي على الألياف خاصة الخضر والفواكه، لأنها مهمة جدا لصحة الطفل وتعزز المناعة، وفي ذات الصدد، تحث المختصة على أن يستفيد الطفل من نظام غذائي متوازن يتكيف مع احتياجاته الغذائية لتفادي النقص وسوء التغذية خاصة في بعض العناصر المهمة ولاسيما الحديد، حيث تنصح بأن يشتمل غذائه على اللحم. وبالإضافة إلى التغذية المتوازنة والمتنوعة، فإن الطفل يحتاج أيضا لمعرفة الإجراءات الصحيحة التي يجب إتباعها يوميا لتجنب الإصابة بالمرض، ولذلك فإنه من الضروري تعويده على غسل يديه دائما وخاصة قبل الأكل، كما يجب تفادي التيارات والهواء البارد، خاصة خلال الفترة الصباحية عند خروجه من المنزل، ومن المهم أيضا تهوية البيت وتنظيفه، كما يجب تجنب التدخين في الأماكن التي يتواجد بها الطفل، لا سيما داخل المنزل لأنه يشكل خطرا كبيرا على صحته، مشيرة إلى أن البيئة المعيشية تؤثر على الدفاعات الطبيعية لجسم الطفل. وتنصح الدكتورة قادة زاير أمينة، الأمهات باعتماد الثوم والبصل في تغذية الطفل وفي تحضير الوجبات الخاصة به، كما أن شربة العسل اليومية صباحا مفيدة جدا لجسمه، وبالإضافة إلى ذلك فإن النوم الجيد يساهم في تقوية جهاز المناعة لدى الطفل، وهي طريقة ممتازة لتعزيز دفاعاته بطريقة طبيعية، واعتمادا على عمره، يجب أن ينام الطفل عددا كافيا من الساعات. وعلى الرغم من أن النظام الغذائي والنوم يساعدان في كثير من الأحيان على تعزيز جهاز المناعة لدى الأطفال ومكافحة العدوى، إلا أن هذا ليس كافيا دائما، وبحسب الطبيبة، فإنه يجب إبعاد الطفل عن مسببات القلق والمشاكل النفسية، من جهة أخرى تنصح الأمهات بعدم الاعتماد على المكملات الغذائية لتعزيز مناعة الطفل، لأنه إذا كان يتغذى جيدا وبطريقة صحية فإنه لا يحتاج إلى أي مكمل لتقوية جهازه المناعي.